في مثل هذا اليوم ومنذ 50عاماً، دارت معركة المزرعة الصينية بين قواتنا المسلحة وبين قوات الإحتلال الإسرائيلي، إبان حرب السادس من أكتوبر 1973، وعنها يقول موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك عندما ذهب لإلقاء نظرة بعد انتهاء القتال:"لم أشاهد على الإطلاق مثل هذا المنظر... لقد كان أمامنا ميدان شاسع لمذبحة يمتد إلى كل مكان يستطيع النظر أن يصل إليه".
معركة المزرعة الصينية
في 13 من أكتوبر 1973، عملت القيادة المصرية على تطوير الهجوم للوصول إلى خطوط غرب المضائق الجبلية؛ لحرمان القوات الإسرائيلية من حرية حركتها، وفي نفس الوقت إرغام إسرائيل على تحويل جزء من مجودها البري والجوي إلى جبهة سيناء، لتخفيف الضغط على الجبهة السورية حتى يتحقق لها الإستقرار.
لكن لم تنجح خطة تطوير الهجوم، يقول الجمسي في مذكراته:"كان عدم نجاح تطوير الهجوم في اتجاه المضايق فرصة مناسبة أمام القوات الإسرائيلية؛ للقيام بهجوم مضاد قوي ضد قواتنا في قطاع الجيش الثانى".
ومنذ صباح يوم 16 أكتوبر، تصاعد القتال في ميدان "المزرعة الصينية"، وكانت القيادة الإسرائيلية قد اضطرت إلى إقحام فرقة مدرعة جديدة في المعركة؛ لفتح ممر شمال البحيرات خلف قوات شارون؛ حتى يمكن توصيل معدات المعبر إلى الضفة الشرقية بعد أن فشل شارون في تنفيذ هذه المهمة.
اشتبكت القوات المصرية بقيادة عبد الرب النبي مع فرقة آدان، وتكبد قوات الطرفين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، إلا أن قواتنا نجحت في منع قوات العدو من التقدم في اتجاه القناة لفتح الممر.
وعلى إثر ذلك، اضطرت القيادة الإسرائيلية إلى نقل لواء مظلات من جنوب سيناء بالطائرات للإشتراك في معركة المزرعة الصينية لحسمها لصالحهم، وكانت النتيجة خسائر فادحة لحقت بها الأمر الذي أرغم الدبابات الإسرائيلية على التدخل لتخليص جنود المظلات.
يقول ديان في وصف هذه المعركة:" خاضت فرقة آدان معركة المزرعة الصينية، وكانت الوحدات المصرية صامدة تماماً، وتطلق نيراناً قوية ودقيقة مضادة للدبابات على أية مدرعة إسرائيلية تحاول الإقتراب منها، وأخذ عدد الدبابات المصابة في الإزدياد، وعندما اقترب المساء، أبلغ قائدا اللواءاين، الجنرال آدان أن قواتهما غير قادرة على زحزحة المصريين أو طردهم وأنها لن تستطيع فتح الطريق المطلوب إلى القناة".
ويستكمل ديان وصف المعركة عندما توجه بعد انتهاء القتال لإلقاء نظرة على المزرعة الصينية:" لم أستطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لها، فقد كانت مئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة في الحقول، كما كانت هناك دبابات مصرية وإسرائيلية لايبعد بعضهما عن بعض سوى بض ياردات... لم أشاهد على الإطلاق مثل ذلك المنظر لا على الطبيعة ولا في اللوحات ولا في أفظع مناظر الأفلام التي تناولت موضوع الحرب، لقد كان أمامنا ميدان شاسع لمذبحة يمتد إلى كل مكان يستطيع النظر أن يصل إليه، كانت الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وعربات النقل المعطلة والمقلوبة والمحترقة دليلاً على المعركة الرهيبة التي دارت هنا".