الجمعة 11 اكتوبر 2024

الصورة الذهنية للجندي المصري لدى جموع الشعب (3)

مقالات17-10-2023 | 13:35

أجرت الباحثة منى مدحت محمد كمال أمين الباحثة بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة رسالة ماجستير مهمة بعنوان: "صورة الجندي المصري كما تعكسها وسائل الإعلام الخاصة واتجاهات الجمهور حولها: دراسة ميدانية وتحليلية على عينة من قنوات التليفزيون والصحف".

تشير الدراسة إلي أن وجهة نظر المبحوثين – عينة الدراسة – نحو الصورة المقدمة عن الجندي المصري في القنوات التليفزيونية الخاصة جاءت صورة إيجابية في المرتبة الأولى حيث سجلت (376) تكرارًا بنسبة (97.9٪) من إجمالي العينة، وتأتي في المرتبة الثانية الصورة المقدمة عن الجندي المصري في القنوات التليفزيونية الخاصة محايدة بواقع (8) تكرارات بنسبة (2.1٪) من إجمالي العينة، وربما ترجع النتيجة السابقة إلي عدم وضوح الصورة امام المشاهدين، فمن الممكن أن تقدم القناة التليفزيونية بعضًا من الإيجابيات ولكن لا يدركها المشاهد بنفس النمط أو الهدف المطلوب.

تشير الدراسة إلى أن اهتمام المبحوثين بمتابعة الأخبار المتعلقة بالجندي المصري في الصحف الخاصة جاءت بدرجة كبيرة حيث حصل على (350) تكراراً بنسبة (91.1٪) من إجمالي العينة، بينما جاء الاهتمام بمتابعة الأخبار عن الجندي المصري في الصحف الخاصة بدرجة متوسطة بواقع (23) تكراراً بنسبة (6.0٪) من إجمالي العينة، وفي المرتبة الأخيرة جاء الاهتمام بالأخبار عن الجندي المصري بدرجة ضعيفة حيث سجل (11) تكراراً بنسبة (2.9٪) من إجمالي العينة.

توصلت الدراسة إلى أن وجهة نظر المبحوثين – عينة الدراسة- نحو الصورة المقدمة عن الجندي المصري في الصحف الخاصة جاءت صورة إيجابية في المرتبة الأولى حيث سجلت (376) تكراراً بنسبة (97.9٪) من إجمالي العينة، وتأتي في المرتبة الثانية وجهة نظر المبحوثين نحو الصورة المقدمة عن الجندي المصري في الصحف الخاصة حيث جاءت صورة محايدة بواقع (8) تكرارات بنسبة ( 2.1٪) من إجمالي أفراد العينة .

ومن الملاحظ اتفاق المبحوثين في وجهة النظر المتعلقة بصورة الجندي المصري في القنوات التليفزيونية والصحف الخاصة؛ بما يعكس اتفاق السياسة التحريرية والإعلامية لوسائل الإعلام الخاصة، والتي تؤكد ضرورة احترام الجيش المصري لما يقوم من أدوار إيجابية في حماية الوطن داخليًا وتأمينه خارجيًا.

    

وبالنسبة للصورة الذهنية المتكونة الجمهور عن الجندي المصري بعد ثورتيْ 25 يناير و30 يونيو، كشفت نتائج الدراسة أنها يغلب عليها الطابع الإيجابي؛ حيث جاءت في المرتبة الأولى بواقع (379) تكرارًا بنسبة (98.7٪) من إجمالي العينة، في حين بلغ عدد أفراد العينة الذين غلب عليهم الطابع المحايد حول الصورة الذهنية للجندي المصري بعد ثورتيْ 25 يناير و30 يونيو في المرتبة الثانية بواقع (5) تكرارات بنسبة (1.3٪) من إجمالي أفراد العينة .

وتفسر الباحثة هذه النتيجة في ضوء التناول الإعلامي التي كانت تقدمه وسائل الإعلام الخاصة سواء ( قنوات التليفزيون- الصحف) بعد ثورتيْ 25 يناير و30 يونيو من نقل صور إيجابية عن الجندي المصري مُفادها أن الجنود المصريين كانوا يضحون بأنفسهم أثناء مواجهتهم للإرهاب الغاشم والعنف من الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية في سيناء، وتقديم الدور الجليل الذي قامت به المؤسسة العسكرية تجاه ثورتي 25 يناير و30 يونيو سواء من خلال تعاملها الراقي والحضاري وممارسة أعلي درجات الانضباط الوطني مع الثورتيْن من خلال إدارة المرحلة الانتقالية ، كما أنهم يؤدون واجبهم حماية فداء لأرواح المواطنين وقد ترسخ هذا في صور إيجابية في ذهن المشاهد والقارئ، كما أن الجيش المصري كان الحامي الوحيد للإرادة الشعبية أثناء ثورة 25 يناير ولم يتصادم معها وقد امترم الإرادة نفسها أثناء ثورة 30 يونيو .

وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (مرزوق العادلي، 2014) حيث اتضح أن الصورة الذهنية التي يحملها الجمهور المصري للمؤسسة العسكرية إيجابية، حيث عبر (82.3٪) عن شعورهم الإيجابي الطيب نحوها، وذلك لأنهم يروْن أنها مؤسسة وطنية، ومواقفها إيجابية وواضحة نحو متطلبات الشعب المصري، كما تتفق النتيجة مع دراسة (سلوي سليمان، 2013)، حيث جاءت الصورة الذهنية للجيش المصري بشكلٍ إيجابي في ذهن المبحوثين وذلك بمتوسط حسابي (4.12) من إجمالي العينة .

وحددت الدراسة أهم سمات الصورة الذهنية عن الجنود المصريين لدى الجمهور، وتوصلت إلى أن سمة الصبر جاءت في المرتبة الأولى لسمات صورة الجندي المصري لدى المبحوثين، وجاءت سمة الولاء في المرتبة الثانية، بينما جاءت سمتا توافر الروح الوطنية وحب العمل والكفاح في الترتيب الثالث، تلاها سمة التعاون في المرتبة الرابعة، وحصلت سمتا الالتزام والقدرة علي فض المنازعات والمشاحنات على المرتبة الخامسة، وتأتي هذه النتيجة من خلال التناول الإعلامي لدور الجيش المصري خلال ثورة الخامس والعشرون الذي سلطت الدور الذي قامت به القوات المسلحة في ممارسة الصبر والانضباط الوطني مع الثورة، وانحيازها إلي إرادة الشعب والتعاون معه.

وفي المرتبة السادسة جاءت سمة الشجاعة ، تلاها سمة الدفاع عن حقوق المواطنين في المرتبة السابعة ضمن سمات صورة الجندي المصري لدى أفراد العينة، وجاءت سمة الاهتمام بالحريات في المرتبة الثامنة، بينما سمة الذكاء جاءت في المرتبة التاسعة، تلاها سمة التاريخ المشرف التي جاءت في المرتبة العاشرة، وفي المرتبة الحادية عشر جاءت سمة الكفاح، ثم جاءت سمة الصدق في المرتبة الثانية عشرة، بينما جاءت كلٌ من سمة تحمل المسئولية والأصالة في المرتبة الثالثة عشر، وفي المرتبة الرابعة عشر جاءت سمة المحافظة على الشرف والعرض، تلاها سمة التضحية من أجل الآخرين في المرتبة الخامسة عشر.

وجاءت احترام القوانين في المرتبة السادسة عشر ضمن السمات المتعلقة بالجندي المصري لدى أفراد العينة، تلاها في المرتبة السابعة عشر سمة الشهامة، بينما حصلت سمة الاعتزاز بالنفس على المرتبة الثامنة عشر، وفي المرتبة التاسعة عشر جاءت سمة قوة الشخصية، تلاها في المرتبة العشرون سمة حب الخير، ثم سمة التسامح في المرتبة الواحد والعشرون، وفي المرتبة الثانية والعشرون جاءت سمة الاهتمام بالعادات والتقاليد، وفي المرتبة الأخيرة جاءت سمة التواضع كآخر سمة من سمات صورة الجندي المصري لدي أفراد العينة. 

ويرجع تعدد وتنوع سمات الجندي المصري إلى تناول وسائل الإعلام الخاصة سواء قنوات التليفزيون أو الصحف للأخبار والبرامج التي تُلقي الضوء على الجهود المبذولة من الجنود المصريين من خلال نشر الأخبار عن الجندي المصري في التصدي للأعمال الارهابية في سيناء وانتصاراته، ومواجهة الانفلات الأمني داخل وخارج أرض الوطن، والمشاركة الدائمة والمستمرة من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في إنشاء الطرق والكباري، وتأمين المنشآت الحيوية.