تحل اليوم ذكري وفاة الروائي والصحفي الكبير جمال الغيطاني، والذي يعدّ من أبرز الكتاب والصحفيين المصريين، حيث كان يمتلك مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا ويعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا، وشهدت حياته الأدبية تأثرا بالأديب العالمي نجيب محفوظ.
ربطت الغيطاني ونجيب محفوظ صداقة قوية جدًا حيث تأثر الغيطاني بأستاذه وصديقه الكاتب نجيب محفوظ، حيث جمعت بينهما أحياء القاهرة القديمة ونشأ الغيطاني ومحفوظ في نفس المنطقة.
وأشار الغيطاني الي أن الحارة التي نشأ فيها في نظره مختلفة تماما عن أستاذه نجيب محفوظ، حيث أن الحارة في زمن صديقه محفوظ كان بها بعض الباشوات، وكانت أسطورية حتي في شكلها، وكما أن بيت الفقير كان يجاور بيت الباشا، والفرن، والقبو والدراويش، أما علي وقت الغيطاني أصبحت الحارة تمثل الحضيض الاجتماعي، فقد ترك الباشوات الحارة، وظلت فيها الفئات الصغيرة.
واهتم الغيطاني بالتراث القديم وكان ينظر له نظرة معاصرة حيث تبلورت لديه رؤية خاصة تقوم على إعادة النظر في التراث الإبداعي العالمي كله، ليكون مجدداً وليس ناسخاً، واعتقد الغيطاني حينها أن ذروة البلاغة المصرية قد كانت في العهد المملوكي، وكان ذلك مخالف للرؤية الأكاديمية التي تراه عصراً للانحطاط الأدبي.