الجمعة 3 مايو 2024

نص موضوع خطبة الجمعة اليوم.. «الدفاع عن الأوطان والأرض والعرض»

صلاة الجمعة

تحقيقات20-10-2023 | 11:16

نيرة سعيد

تتناول موضوع خطبة الجمعة اليوم الموافق 20 أكتوبر 2023 موضوع تحت عنوان الدفاع عن الأوطان والأرض والعرض، وفق ما أعلنته وزارة الأوقاف مع ضرورة الإلتزام من جميع الأئمة بمضوع خطبة الجمعة نصا وموضوعا على أعلى تقدير، أضافة إلى الالتزام بالوقت المخصص للخطبة والذي لا يزيد عن 15 دقيقة تتضمن الخطبتان، الأولى والثانية معا كحد اقصى مراعاة للظروف الراهنة.

موضوع خطبة الجمعة اليوم

وجاء نص موضوع خطبة الجمعة كالآتي:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِه وصحبِه، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

فإنَّ الدفاعَ عن الأوطانِ والأرضِ والعرضِ واجبٌ شرعيٌّ وضرورةٌ وطنيةٌ، وهو دليلُ نبلِ النفسِ، وعلوِّ الهمةِ، فالوطنيةُ الحقيقيةُ فداءٌ، وتضحيةٌ، واعتزازٌ بالوطنِ والأرضِ والعرضِ، وللهِ درُّ القائلِ:

بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا                  وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا

وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ                فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا

وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ               يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ

وقد بشّرَ نبيُّنَا ﷺ حراسَ الأوطانِ المدافعينَ عن الأرضِ والعرضِ بالأجرِ العظيمِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ. ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ أودُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ)، ويقولُ ﷺ: (كلُّ ميتٍ يُختَمُ على عملِهِ إلا المرابطَ في سبيلِ اللهِ فإنَّهُ يُنْمَى له عملُهُ إلى يومِ القيامةِ)، ويقولُ (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ): (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بليلةٍ أفضلَ من ليلةِ القدرِ؟ حارِسُ الحَرَسِ في أرضِ خَوْفٍ لعلَّهُ ألَّا يرجعَ إلى أهلِهِ)، ويقولُ (عليهِ الصلاةُ والسلامُ): (عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكتْ مِن خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتتْ تحرسُ في سبيلِ اللهِ)، والعينُ هنا مرادٌ بها الجسدُ كلُّهُ، غيرَ أنَّهُ ﷺ عبَّرَ بالعينِ كونهَا تحرسُ وتراقبُ.

كما ضربَ نبيُّنَا (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ) أعظمَ الأمثلةِ في الدفاعِ عن الأوطانِ، وحمايةِ الأرضِ والعرضِ، فكان (عليهِ الصلاةُ والسلامُ) يتصدرُ المواقفَ دفاعًا عن أهلِه ووطنِه، فعن أنسٍ (رضي اللهُ عنه)، قال: “كانَ النبيُّ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ لَيْلَةً، فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النبيُّ ﷺ وَقَدِ اسْتَبْرَأَ الخَبَرَ، وَهو علَى فَرَسٍ لأبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وفي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهو يقولُ: لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا” ويقولُ سيدُنَا عليٌّ بنُ أبِي طالبٍ (رضي اللهُ عنه) : ” كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ ﷺ، فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْقَوْمِ مِنْهُ “.

وحمايةُ الأوطانِ ضرورةٌ لحمايةِ الأعراضِ، فالوطنُ يحمِي الدينَ والأرضَ والعرضَ، وقد عظّمَ الإسلامُ شأنَ الأعراضِ، وأولاهَا عنايةً خاصةً، فحرَّمَ الاعتداءَ عليهَا أو النيلَ منها بأيِّ وجهٍ مِن الوجوهِ، وجعلَ الحفاظَ عليهَا والدفاعَ عنهَا واجبَا دينيًّا ومقصدًا شرعيًّا، فشرعَ مِن أجلِ صيانتِهَا الحدودَ، ونهَى عن كلِّ ما ينالُ مِن كرامةِ الإنسانِ، إذ لا يقبلُ حرٌّ أنْ يُستبَاحَ عرضُهُ أو يُسلَبَ وطنُهُ وأرضُهُ.

 

واستكمل الخطيب: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

لا شكَّ أنَّ الدفاعَ عن الأوطانِ وافتداءِهَا بالنفسِ والنفيسِ، مع الحفاظِ عليهَا وعدمِ السماحِ لأحدٍ أنْ ينالَ منهَا، أو يُفسِدَ فيهَا، أو يعبثَ بأمنِهَا، أو يسهمَ في بثِّ الفرقةِ والخلافِ، أو الأكاذيبِ والشائعاتِ فريضةٌ شرعيةٌ وضرورةٌ وطنيةٌ، فالواجبُ على كلِّ وطنِي أنْ ينهضَ بوطنِهِ في كافةِ المجالاتِ، بمَا يقتضِي توحيدَ الجهودِ، ونبذَ الخلافاتِ والحرصَ على المصلحةِ العامةِ، وتقديمَهَا على المصلحةِ الخاصةِ، امتثالًا لقولِ اللهِ تعالَى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ)، وقولِهِ جلَّ شأنُهُ: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

فمَا أحوجَنَا في هذه الأيامِ أنْ نشعرَ بقدرِ أوطانِنَا، وأنْ نتيقظَ لكلِّ محاولةٍ للنيلِ منها، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)، مع تأكيدِنَا أنَّ أمرَ الأوطانِ العام يقدرُهُ أولُو الأمرِ، وليس آحادَ الناسِ، فقيادةُ الدولِ والعبورُ بهَا إلى برِّ الأمانِ يحتاجُ إلى تراكمِ خبراتٍ وتوفرِ معلوماتٍ تمكنُ وليَّ الأمرِ مِن اتخاذِ القرارِ المناسبِ في التوقيتِ المناسبِ.

Dr.Randa
Dr.Radwa