في مثل هذا اليوم، في 22 أكتوبر 1907م، أسس الزعيم مصطفى كامل باشا الحزب الوطني، وأعلن ذلك في آخر خطبة له في حياته، ويعتبر الحزب الوطني حزبًا سياسيًا تأسس بهدف تحقيق التقدم والازدهار للبلاد.
كانت رؤية الحزب الوطني تتمحور حول توحيد الجهود والأفكار لتحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات، بما في ذلك النهوض بالزراعة والصناعة والتجارة، والعمل نحو استقلال الأمة علميًا واقتصاديًا، وتحقيق استقلالية مصر من الاحتلال الإنجليزي، ونشر الروح الوطنية في قلوب الشعب، وتأسيس نظام دستوري يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة.
رغم مرضه الشديد، استمر مصطفى كامل في العمل والنضال من أجل وطنه الذي أحبه بشدة وأفنى عمره في الدفاع عنه، وفي هذه المناسبة، نعيد نشر مقالة نادرة بعنوان "الشعور الوطني" للزعيم الوطني مصطفى كامل، التي نشرتها "مجلة الهلال" في عام 1956م.
في هذه المقالة، كتب مصطفى كامل في ثلاث فقرات عن أهمية الشعور الوطني ودوره الحاسم في تعزيز الوحدة والتلاحم بين أفراد المجتمع، وأكد أن الشعور الوطني يتطلب عدم التهاون مع أي تهديد يمكن أن يواجه الوطن ومصالحه، بالنسبة لمصطفى كامل، الشعور الوطني هو شعور عميق يستدعي التضحية والعمل الجاد لتحقيق مصالح الوطن.
«الشعور الوطني»
*قد يضل الإنسان في أمور كثيرة ويخطئ في مسائل عدة، ولكن هناك شيئا واحدًا لا يضل المرء فيه، ولا يخطئ أبدًا في تقديره وتكييفه واظهاره بكل مظاهره، وذلك هو الشعور الوطني.
*إذا صح التسامح في بعض الأمور وفي ظروف معينة فإن التسامح في الوطنية إعدام لها وقضاء عليها، وأن من يتسامح في حقوق بلاده ولو مرة يبقى أبد الدهر مزعزع العقيدة سقيم الوجدان.
*لو تخطفنا الموت من هذه الديار واحدا بعد آخر، لكانت آخر كلماتنا لمن بعدنا: كونوا أسعد حظا، وليبارك الله فيكم ويجعل الفوز على أيديكم، ويخرج من الجماهير المئات والألوف بدل الأحاد للمطالبة بالحق الوطني والحرية الأهلية والاستقلال المقدس.