في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للأمم المتحدة، إذ يوافق هذا اليوم بدء سريان ميثاق الأمم المتحدة، ومن ثم "فيبنغي تكريسه لتعريف شعوب العالم بأهداف وإنجازات الأمم المتحدة وكسب التأييد" لعملها.
اليوم العالمي للأمم المتحدة
في مثل هذا اليوم عام 1948، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بدء سريان ميثاق الأمم المتحدة، وهو المعاهدة المؤسسة للأمم المتحدة التى تهدف إلى إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب، إضافة إلى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، و تطوير علاقات ودية بين الدول على أساس احترام مبادئ الحقوق المتساوية وتقرير المصير للشعوب؛ وتحقيق التعاون العالمي لحل المشكلات الدولية، اقتصادية واجتماعية وثقافية وحقوقية؛ واحترام وتعزيز حقوق الإنسان؛ وأن تكون الأمم المتحدة مركزاً يمكن للبلدان من خلاله تنسيق تحركاتهم وأنشطتهم تجاه تحقيق هذه الغايات العديدة.
جاء تأسيس الأمم المتحدة خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، للحيلولة دون تكرر الفاجعة أو ذلك الخراب مرة أخرى، التي أودت بحياة 60 مليون إنسان وهو ما كان يمثل أكثر 2.5% من تعداد السكان آنذاك.
ففي عام 1945، عندما قرابت الحرب العلمية الثانية على الإنتهاء، اجتمع ممثلوا 50 دولة في سان فرانسيسكو وعلى مدار الشهرين التاليين، شرعوا في صياغة ميثاق الأمم المتحدة ثم التوقيع عليه، الأمر الذي أدى الى انشاء منظمة دولية جديدة، الأمم المتحدة، التي كان من المأمول أن تمنع نشوب حرب عالمية أخرى مثل التي عاشوها للتو.
وبعد أربعة أشهر من انتهاء مؤتمرسان فرانسيسكو، بدأت الأمم المتحدة عملها رسمياً في 24 أكتوبر 1945، عندما صدقت الصين وفرنسا والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة على ميثاقها اضافة لغالبية الموقعين الآخرين.
ومنذ 1948، ساعدت الأمم المتحدة في إنهاء النزاعات وتعزيز المصالحة من خلال إجراء عمليات ناجحة للحفاظ على السلام في عشرات الدول، مثل كمبوديا، والسلفادور، وغواتيمالا، وموزمبيق، وناميبيا، وطاجيكستان.
وقامت بعثة الأمم المتحدة للحفاظ على السلام تغييرات حقيقية في العديد من الأماكن الأخرى بواسطة عملياتها المنتهية أو المستمرة، مثل سيراليون، وبوروندي، وكوت ديفوار، وتيمور الشرقية، وليبيريا، وهايتي، وكوسوفو، وذلك من خلال توفير الضمانات الأساسية للأمان والاستجابة للكوارث، فقد دعمت عمليات الأمم المتحدة التحولات السياسية وساعدت في دعم المؤسسات الجديدة الهشة. وساعدت كذلك الكثير من الدول على الانتهاء من مراحل النزاعات، والاتجاه إلى مسار التنمية الطبيعية، حتى وإن ظل هناك تحديات رئيسية لعملية السلام.
وقد واجهت الأمم المتحدة العديد من الإخفافات والإنتقادات لعل أبرزها الحرب الأمريكية على العراق التي أزهقت بحياة ما يتعدى نصف مليون شخص، ناهيك عن الإزدواجية في تناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.