سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على مطالبة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بوقف العنف الإسرائيلي في قطاع غزة والعمل على التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في القطاع لوضع نهاية لمعاناة سكان غزة التي "لم يسبق لها مثيل في التاريخ" وسط مطالب إسرائيلية باستقالته.
وأشار كاتب المقال روري كارول إلى أن تصريحات أمين عام الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في غزة أثارت غضبا شديدا في إسرائيل في الوقت الذي لقي فيه ما يقرب من 700 فلسطيني مصرعهم في يوم واحد جراء الهجمات الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة في إطار الصراع الدامي الذي اندلع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الجاري.
وينوه المقال في نفس السياق إلى أن الهجمات الإسرائيلية على غزة تسببت كذلك في إغلاق مستشفيات غزة نظرا لنفاد المياه والطاقة.
وأكد جوتيريش، كما يقول المقال، أن القصف الإسرائيلي والحصار الكامل المفروض على القطاع يشكل ما يمكن وصفه بأنه "عقاب جماعي للشعب الفلسطيني" وهو ما يمثل انتهاكا للقانون الدولي.
وطالب الأمين العام في نفس الوقت بسرعة تقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع وإطلاق سراح المحتجزين موضحا أن "هجمات السابع من أكتوبر من جانب حركة حماس الفلسطينية كانت حقا مروعة ولكنها لم تأتي من فراغ حيث أن الشعب الفلسطيني يرزح تحت نير الاحتلال الخانق منذ ما يقرب من 56 عاما".
واستطرد جوتيريش في تصريحاته قائلا "إن الشعب الفلسطيني رأي بعينيه المستوطنات الإسرائيلية تلتهم أرضه في الوقت الذي تلاحقه فيه السلطات الإسرائيلية بممارسات عنيفة بينما ينهار الاقتصاد الفلسطيني ويتم تهجير أبناء الشعب الفلسطيني وإجبارهم على ترك ديارهم قبل تدميرها من جانب القوات الإسرائيلية بالإضافة إلى انهيار الآمال في التوصل لحل سياسي لمأساتهم".
وينوه المقال إلى أن تلك التصريحات من جانب الأمين العام دفعت مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جيلاد إردان لمطالبة جوتيريش بالاستقالة متهما إياه بانفصاله عن الواقع، بينما قام وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين بإلغاء اجتماع كان مقررا مع الأمين العام.
ويشير المقال في الختام إلى تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما التي يحذر فيها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو من أن قطع إمدادات المياه والطاقة والغذاء عن قطاع غزة سوف يكون له عواقب وخيمة حيث أنه سوف يترك أثرا سلبيا لدى المواطن الفلسطيني على مدار الأجيال القادمة كما أنه سوف يؤدي إلى تراجع التأييد الدولي لإسرائيل.