كتبت- أماني محمد

أشاد سياسيون بمبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل التي احتفل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بتخريج دفعة جديدة منها بعد أن أطلقت في عام 2015، مؤكدين أن الاهتمام بالشباب هو الأساس في تحقيق التنمية وأن التكنولوجيا هي جزء من تكوين شباب الجيل الجديد والتركيز على أفكارهم وتطويرها يخلق جيلًا واعدًا.

وخلال فعاليات حفل اليوم طالب السيسي بعمل برامج لاكتشاف العقول والقدرات المتميز من الشباب، قائلا " لو سمحتم اعملوا برامج تهدف إلى التعرف على العقول والقدرات المتميزة في الدولة، والدفع بها من أجل تعليم أفضل، يمكن ما نقدرش نهتم بـ100 مليون، لكن نقدر نهتم اهتمام قوى بالقدرات المتميزة، إحنا محتاجين نعرفهم".

وتفقد الرئيس السيسي، معرض رواد تكنولوجيا المستقبل بقاعة المنارة بمركز المؤتمرات والمعارض بالتجمع الخامس، واستمع الرئيس لشرح خريجي معرض رواد تكنولوجيا المستقبل حول مشروعاتهم، كان بينهم أحد الشباب من الصم والبكم، والذي قال في حديث للسيسي "شكرا كثيرا، إحنا حقيقي بنحبك، وحاسين إنك هتفتح لينا مكان في عهدك، محتاجين نلاقي مصر أبوابها مفتوحة بالطريقة التي تتناسب معنا"، واستعرض شاب مشروعه لحل مشكلة عدم السمع، باستخدام أسورة ترسل إشارات لمرتديها حال صدور صوت، والذي من المقرر أن يشاركوا به باسم مصر في الأولمبياد الدولي للروبوت في كوستاريكا.

وكرم الرئيس عددًا من نماذج الشباب المصري المتميز في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما وافق على مضاعفة ميزانية المبادرة الرئاسية لرواد تكنولوجيا المعلومات المستقبل إلى 400 مليون جنيه بدلا من 200 مليون جنيه.

التركيز على كل الفئات

وقال الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن المبادرة أمر إيجابي وجيد يفيد الشباب في إيصال أفكارهم وخلق فرص عمل جديدة لهم، مضيفا أن الشباب فئات منهم أبناء الريف والمدن وذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة وتفريعات كثيرة متعلمين وغير متعلمين ولا ينبغي التركيز على فئة وإهمال أخرى.

وأضاف أن التركيز على قطاع واحد وقضاياه ومشاكله واهتماماته يشعر الطرف الآخر بالتهميش والإهمال لذلك فمشاركة مشروعات للصم والبكم اليوم أمرا جيدا، موضحًا أن الشباب هم قوة الأمة ويجب التركيز على أفكارهم واهتماماتهم وتطويرهم ومشروعاتهم وأن تتولى الجهات التنفيذية تطبيقها وليس إهمالها.

وقال نادر الشرقاوي عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن تلك المبادرات والكيانات تعتمد على جيل من الشباب مبتكر وواعد ولديه إمكانيات ستخلق منهم كوادر حقيقية في البلاد، مؤكدا أن الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم إمكانيات هائلة يجب التركيز عليها وقد ظهر ذلك في التركيز على مشروعات الصم والبكم.

مؤتمر عالمي للشباب

وأضاف "أدعم البرامج التي تتعامل مع الشباب سواء كانت رئاسية أو من المجتمع المدني واليوم وجدت اهتمامًا رئاسيًا بتكنولوجيا المعلومات"، موضحا أن "الاقتصادات حاليا قائمة على تكنولوجيا المعلومات والدول الكبرى التي تركز على التكنولوجيا تحقق تقدما هائلا في الناتج القومي ويجب علينا الاهتمام بها لتحقيق التنمية ومضاعفة الناتج القومي لنا والشباب هم القادرين على التعامل مع التكنولوجيا".

وعن الشباب وأهمية التواصل معهم أوضح "دائما في تعاملي معهم والمحاضرات التي ألقيها أجد فيهم جدية وتركيز وطاقة، والرئاسة تهتم أيضا بهم من خلال مؤتمرات للشباب دائمة"، مشيرا إلى عقد مؤتمر عالمي للشباب الشهر المقبل في الفترة ما بين 4 وحتى 10 نوفمبر استكمالا للمؤتمرات التي عقدت سابقا.

وأوضح أن المؤتمر المقبل سيكون مختلفا لكونه ذات بعد عالمي فسيشهد مشاركة شباب من مختلف دول العالم وتعقد ورش عمل لتبادل الخبرات فيما بينهم لصقل مهارات الشباب المصري، وسيحضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن الدولة حاليا دائما ما تخلق قنوات اتصال مع الشباب أصحاب المبادرات والأفكار لتنفيذ مقترحاتهم ومشروعاتهم وتقابلها بجدية.

اهتمام ورغبة في التطوير

وقال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل إن مبادرة الرئيس بالاهتمام بتكنولوجيا المعلومات تعكس اهتمامه بالشباب وحل مشاكلهم ووصلهم بالتكنولوجيا الحديثة، مضيفا أنه قرر رفع ميزانية المبادرة إلى 400 مليون بدلا من مائتي مليون وهذا يؤكد عزمه توفير المال الكافي للتطوير رغم الظروف الاقتصادية السيئة في البلاد.

وأضاف أن حفل الخريجين اليوم والمشروعات التي قدموها يؤكد أن مصر مقدمة على عصر جديد من الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي والابتكارات والإلكترونيات، موضحا أن البلاد بهذا النهج تحاول احتضان أبنائها من الشباب وتساعدهم على تطوير أنفسهم وتنفيذ ابتكاراتهم وخلق فرص لهم.

وأشار الشهابي إلى أن الاحتفالية اليوم بها عدد من المبتكرين من متحدي الإعاقة وهو اتجاه طيب يحسب للرئيس ولرئاسة الجمهورية، مؤكدا أن الاهتمام بكل الفئات يأتي بالتزامن مع عام الشباب الذي أعلنه السيسي مطلع العام الجاري ومؤتمرات الشباب التي تعقد بشكل دوري والمؤتمر العالمي للشباب المقبل.

وأوضح أن كل ذلك الاهتمام يعكس نهج الرئاسة بالاهتمام بالشباب ويجب كخطوة تالية الاهتمام بتوفير فرص عمل لهم، مضيفا أن رفع الميزانية يشجع الشباب رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.