بقلم : الموجي الصغير
كلفني الصحفي الكبير الأستاذ محمد المكاوي رئيس تحرير مجلة «الكواكب» بالكتابة عن انتصارات أكتوبر والابداعات الغنائية التي حدثت وواكبت هذا الانتصار العظيم.
ولا شك أن انتصار أكتوبر كان له الأثر الكبير في نفس كل مصري حيث كان هذا الانتصار هو المعنى الحقيقي لعودة العزة والكرامة لنا، وهذا الانتصار جعلنا نرفع رءوسنا عالية شامخة بين بلاد العالم واستطاع جنودنا البواسل خير أجناد الأرض الانتصار على إسرائيل وعلى خرافة الجيش الذي لا يقهر وتحطيم خط بارليف هذا المانع القوي الذي حطمه الجيش المصري بكل إيمان وقوة وعزيمة والعبور من الهزيمة إلى النصر ومن الانكسار إلى الانتصار؛ فكان فخرا لبلاده خاصة أنه حطم خط بارليف المنيع في لحظات نادرة كتبت بحروف من نور في سجلات المعارك العالمية وهو العمل الذي وصف بالإعجاز من جانب قادة العالم من الخبراء العسكريين كما اعترف من قبلها العدو بقدرة وكفاءة الجندي المصري الذي واجه الصعاب وانتصر بأقل الامكانات، وتم العبور في 6 ساعات إلى أن أعدنا الأرض المغتصبة ورفعنا علم مصر بعد هذا الانتصار العظيم. وتسابق كل مبدعي وفناني مصر لتقديم أجمل الأغاني المعبرة وكان في مقدمتهم الموسيقار علي اسماعيل بأغنيته الخالدة (رايحين شايلين في إيدنا سلاح) كلمات الشاعرة الكبيرة نبيلة قنديل وقد أذيعت هذه الأغنية بعد البيان الأول وهي تعتبر من أوائل الأغنيات التي قدمت وقد أهداها المخرج الكبير يوسف شاهين للاذاعة وكان معه الموسيقار علي إسماعيل حيث كانت هذه الأغنية ضمن أحداث فيلم «العصفور» إخراج يوسف شاهين وكانت هذه الأغنية سجلت قبل الحرب ، وعندما وجد الموسيقار علي إسماعيل والمخرج يوسف شاهين أنها مناسبة وتعبر عن حالة الذهاب للحرب والعودة بالنصر قدماها للإذاعة لتواكب الأحداث.
ثم قدم الموسيقار بليغ حمدي أغنيتين وهما من كلمات الشاعر الكبير عبد الرحيم منصور ، الأولى غناء العندليب عبد الحليم حافظ وهي (يا مصر يا بلادي) والثانية (وأنا على الربابة باغني) غناء المطربة وردة.
وبعد البيان الثاني قدمت المطربة فايدة كامل أغنية (ضارب) أو (حنحارب) كلمات علي أحمد محمد وألحان مجدي صابر علي.
وقدم الموسيقار بليغ حمدي أغنية (صدق وعده) غناء المجموعة وكلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفى وأيضاً قدم بليغ حمدي أغنية (بسم الله الله أكبر) غناء المجموعة كلمات عبد الرحيم منصور، وبعد البيان الثالث قدم الموسيقار عبد العظيم محمد أغنية «حقك معاك» كلمات محمد كمال بدر وغناء المجموعة.
وبعد البيان الرابع قدم الموسيقار بليغ حمدي أغنية (عبرنا الهزيمة) للمطربة الكبيرة شادية التي استوحاها المؤلف من مقالة الكاتب الكبير توفيق الحكيم وهي بعنوان "عبرنا الهزيمة بعبورنا إلى سيناء" بجريدة الأهرام بتاريخ 9 أكتوبر. ثم يأتي الموسيقار أحمد صدقي ليقدم أغنية بعنوان "بالأحضان يا سينا" غناء المجموعة كلمات محمد كمال بدر.
وبعد البيان الخامس ، قدم الموسيقار محمود الشريف أغنية "صبرنا وعبرنا" غناء ثلاثي النغم والمجموعة من كلمات الشاعر كمال عمار. وقدم الموسيقار محمد الموجي (أنصرنا يا رب) كلمات الشاعر حسين السيد غناء المجموعة. وقدمت أيضاً المطربة شهرزاد أغنية (سمينا وعدينا) كلمات الشاعرة علية الجعار من ألحان عبد العظيم محمد.
وبعد البيان السادس قدم لنا الموسيقار بليغ حمدي "يا قمر خدني لحبيبي" كلمات الشاعر نادر أبو الفتوح وغناء المطربة عفاف راضي. وأيضاً قدم الموسيقار محمد الموجي قصيدة (يا مصرنا يا حرة) للمطرب الكبير محرم فؤاد كلمات الشاعر فتحي سعيد وقدم أيضاً الموسيقار محمد الموجي أغنية "عاشت مصر حرة" غناء المجموعة وكلمات الشاعر عبد الرحيم منصور.
وبعد البيان السابع قدم أيضاً العندليب عبد الحليم حافظ أغنية (لفي البلاد يا صبية) كلمات الشاعر محسن الخياط وألحان الموسيقار محمد الموجي وكان العندليب في منتهى السعادة والفرحة ببشائر النصر التي كانت عنوان فرحة المصريين وبعد البيانات العسكرية المبشرة اتجه العندليب والموجي على الفور إلى الاذاعة لتسجيل هذه الأغنية وكنت شخصياً حاضراً هذا التسجيل أنا وأخي الأكبر أمين وكنا نشاهد فرحة العندليب وهو يغني ويرقص أمام الميكرفون مع الأغنية وهو يغنيها مع المجموعة وبعد التسجيل ذهبنا إلى منزله بالزمالك وقضينا اليوم معه وبعد أن انتصر الجيش المصري فكر حليم أن يعيد مقطعاً من الأغنية وهو الذي تقول كلماته المهر غالي (وحايجيبوه) فذهب إلى الاستديو وغنى المقطع (المهر غالي واهم جابوه) بدلاً من (وحايجيبوه) لكي يضمن أن الأغنية سوف تذاع كثيراً وليس لوقتها فقط. وهذا بعد أن تأكد من النصر ورفع علم مصر.
المطرب السوري
وقدم موفق بهجت أغنية بعنوان (يا جندي بلادي يا بطل) كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور وألحان الموسيقار بليغ حمدي وقدم أيضاً المطرب الكبير محمد رشدي أغنية (مصر أول حب) كلمات محسن الخياط وألحان الموسيقار بليغ حمدي. وأذكر بعد أن حدثت الثغرة التي استشهد فيها بعض جنودنا البواسل قدم عبد الحليم حافظ وهو يبكي (خلّي السلاح صاحي) كلمات الشاعر الكبير أحمد شفيق كامل وألحان الموسيقار كمال الطويل.
وبعد البيان الثامن ، قدم الموسيقار محمود الشريف أغنية كتبها الشاعر الكبير بخيت بيومي وهي (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) غناء المطربة الكبيرة فايدة كامل وقدم أيضاً المطرب الكبير سمير الاسكندراني أغنية (مستعد) كلمات الشاعر الكبير حسين السيد ولحن الموسيقار عبد العظيم محمد وقدمت أيضاً المطربة نجاح سلام أغنية (صوت المآذن) كلمات أحمد عثمان المراغي وألحان الموسيقار أحمد صدقي.
وبعد البيان التاسع قدم الموسيقار حلمي بكر (المعارك وحدتنا) غناء المجموعة وكلمات الشاعر محسن الخياط. وقدم أيضاً الموسيقار كمال الطويل للمطربة نجاة أغنية (كل شيء يا بلادي أصبح له معنى) كلمات الشاعر مجدي نجيب وقدم أيضاً الموسيقار سيد مكاوي أغنية (مصر دايماً مصر) من كلمات فؤاد حداد.
وبعد البيان العاشر قدمت الفنانة والمطربة الكبيرة فايزة أحمد أغنية (يا صباح النصر يا مصريين) كلمات الشاعر الكبير صالح جودت وألحان الموسيقار محمد سلطان. وقدم أيضاً الموسيقار علي اسماعيل أغنية بعنوان (صورة بلادي) كلمات محسن الخياط غناء المجموعة وقدم المطرب الكبير هاني شاكر أغنية (خلي بالك يا بلدنا خلي بالك) كلمات محمد الشرنوبي وهو جندي على خط النار وقد أرسل هذه الأغنية للموسيقار محمد الموجي الذي لم يتوان وأخذها ولحنها وسجلها للاذاعة ليغنيها المطرب هاني شاكر.
ونلاحظ أن جميع المبدعين قدموا أروع ما عندهم من انتاج ضخم يليق بهذا الحدث العظيم وكان مبنى الاذاعة مثل خلية النحل لا يخلو من المبدعين ، من ملحنين ومطربين ومؤلفين وموسيقين. وهذا الانتاج الضخم أقدمه على سبيل المثال وليس الحصر حيث كانت الأغنية قبل الحرب مملوءة بالحزن واليأس والأمل في النصر. وكانت أنغامنا نغمات منكسرة تعبّر عن إصرارنا في تخطي هذا الحزن والانكسار وبالفعل بعد ما حدث الانتصار العظيم جاءت أغانينا مملوءة بالفرحة والبهجة والتفاؤل، وعبرنا من النغمة الحزينة المنكسرة إلى النغمة المتفائلة الراقصة بفرحة الانتصار ، وبهذا أصبحت أغنيات أكتوبر عبور من الانكسار إلى الانتصار.
وأنا أكتب هذا المقال تذكرت والدتي الحاجة أم أمين وهي على سجادة الصلاة وكانت تبكي وتدعو للجيش المصري بالنصر ولن أنسى أثناء دعائها أنها أقسمت أنها لن تبدأ في عمل كحك العيد ولن تذهب لشراء أي ملابس جديدة كما تعودنا كل عيد إلا بعد أن يعود جنودنا البواسل بالنصر حاملين راياته ورافعين علم مصر حيث كانت الحرب يوم 6 أكتوبر 73 توافق العاشر من رمضان وكانت دائماً تستعد لعمل كحك العيد من منتصف شهر رمضان ليكون جاهزاً على العيد وبعد هذا «الحلفان» وأنا كنت بجوارها وهي تصلي وجدت نفسي أكتب أغنية تعبر عما قالته - وأنا كنت وقتها في الثانوية العامة - وكنت أهوى كتابة الشعر والألحان فوجدت نفسي أكتب هذه الأغنية التي كانت وليدة اللحظة عام 1973 في أكتوبر عند اندلاع المعركة وحيث إنها كانت ضمن محاولاتي الأولي وعذراً إذا بدي فيها أي تقصير أو خلل في الأوزان الشعرية.
أمي حالفة ما تعمل أبداً كحك العيد
ولا حتى تجيب لي أنا واخواتي لبس جديد
لحد ما ييجوا جنودنا يا مصر
وعلى شفايفهم بسمة نصر
يومها حنعمل كحك العيد
وحنلبس جديد في جديد
وحنفرح معاكي يا مصر
ويبقى عيدنا عيد النصر
***
يا جنودنا يا أشجع شجعان
أمي بتبكي وتدعيلكم
وكل الدنيا بتدعي معها
ان ربنا ينصركم
وترجعوا الأرض اللي راحت
وعليها ترفعوا أعلامكم
ونيجي نهني ونبارك
وتكونوا طايلين بالسما راسكم
يومها حنعمل كحك العيد
وحنلبس جديد في جديد
وحنفرح معاكي يا مصر
ويبقى عيدنا عيد النصر
***
وحقول ايه .. يا رب دايماً النصر لمصر وتعيشي يا مصر وتخطي كل الصعاب وءوسنا وأعلامنا دايماً مرفوعة.
ربنا يخلي مصر وشعبها
ربنا يحمي مصر وشعبها
ربنا يحفظ مصر وشعبها