الإثنين 25 نوفمبر 2024

كنوزنا

«نحن عرب».. مقالة نادرة للزعيم مكرم عبيد باشا في «مجلة الهلال» عام 1939

  • 25-10-2023 | 13:15

مكرم عبيد باشا

طباعة
  • بيمن خليل

تحل اليوم ذكرى ميلاد مكرم عبيد باشا، حيث ولد في مثل هذا اليوم، 25 أكتوبر 1889م، وهو شخصية مهمة في تاريخنا، كان سياسيًا ومحاميًا ومفكرًا مصريًا، وقد أسهم بشكل كبير في الحركة الوطنية المصرية ويعد واحدًا من الزعماء السياسيين والوطنيين المصريين البارزين في القرن الـعشرين.

مكرم عبيد باشا يعتبر رمزًا للحركة الوطنية في مصر، كان جزءًا من الوفد الذي رافق سعد زغلول باشا وتم نفيهم إلى جزيرة مالطا خلال ثورة 1919، كما شارك في تأسيس حزب الوفد في عام 1918، وبعد وفاة سعد زغلول، تولى منصب سكرتير الحزب وترشح لعضوية مجلس النواب حتى عام 1946م.

العرب والإسلام

في إبريل سنة 1939 أصدرت مجلة «الهلال» عددًا خاصا عن العرب والإسلام وقد استضافت فيه عددا من أعلام الزعماء والمفكرين والأدباء، بما في ذلك مكرم عبيد باشا السكرتير العام للوفد المصري في ذلك الحين، وقدم مقالة رائعة عن مصر العربية  وعلاقتها القوية بالشعوب العربية ارتباطا في النضال من أجل الاستقلال والحرية والكرامة.

مقالة نادرة للزعيم مكرم عبيد

في مقدمة مقاله أعرب مكرم عبيد عن سعادته، وقال: يسرني جدًّا أن أساهم في عدد العرب والإسلام، من الهلال الأغر، وأن أجيبكم إلى ما اقترحتموه عليَّ في موضوع «المصريون عرب».. والواقع أنكم بهذا الاقتراح تعيدون إلى نفسي ذكرى عزيرة مرت حادثتها قبل بضعة أعوام، فقد سافرت في رحلة صيفية إلى سوريا وتفضل اخواني السوريون في الشام ولبنان وفلسطين فشملوني بترحيبهم وتكريمهم، فوقفت يومئذ وتحدثت عن الوحدة العربية وقلت «المصريون عرب» وأبديت رأيى في هذه النظرية التي يؤيدها التاريخ، فنحن معشر المصريين جئنا من آسيا، ونحن أدنى إلى العرب منذ القدم من حيث اللون واللغة والخصائص السامية والقومية.

الوحدة والتضامن

وأكد «عبيد باشا» أن الشرق العربي في حاجة إلى الوحدة والتضامن أمام التيار الأوربي الجارف، وأبناء العروبة في حاجة إلى أن يؤمنوا بعروبتهم وبما فيها من عناصر قوية استطاعت أن تبني حضارة زاهرة، وأن تخضع البلاد الأجنبية لها حقبة طويلة من الزمان.

نحن عرب

وأضاف مكرم عبيد، نحن عرب، ويجب أن نذكر في هذا العصر دائما أننا عرب قد وحدت بيننا الآلام والآمال، ووثقت روابطنا الكوارث والأشجان، وصهرننا المظالم وخطوب الزمان، فأحدثت منا أمما متشابهة متماثلة في كل ناحية من نواحي الحياة.

وتابع مكرم عبيد قائلاً: "نحن عرب في هذا الجهاد القائم في كل قطر من أقطار العروبة لاستكمال الحرية، وإحياء مجد الحضارة العربية، وترقية شئوننا العامة، وقيادة الشباب إلى المثل العليا، وتربية شعوبنا تربية صالحة تنزع عنها خمول الأعوام الماضية، وتدفعها إلى التماس الخير لها، وتوقفها من سباتها، وتشعرها بكرامتها، وتنير أمامها السبيل فنرى الحياة العصرية على حقيقتها، وتعرف ما ينفعها وما يضرها وتأخذ منها ما يساعدها في بناء حياة جديدة مؤسسة على مجد الماضى وما يمتاز به من قوة روحية وايمان سماوى، ومرفوعة الأركان بخير ما أنتجه العصر الحاضر من رقي علمي وإنتاج صناعي نعم «نحن عرب» من هذه الناحية، ومن ناحية تاريخ الحضارة العربية في مصر، وامتداد أصلنا القديم إلى الأصل السامي الذي هاجر إلى بلادنا من الجزيرة العربية.. ولهذا يجب أن نعمل متضامنين، ونسعى إلى المجد متعاونين ونوثق الوحدة العربية التي تنهض على الاشتراك في الأماني والآلام وفي التاريخ واللغة والخصائص القومية".

الوحدة العربية قائمة

أكد مكرم عبيد أن الوحدة العربية حقيقة قائمة، هي موجودة، لكنها في حاجة إلى تنظیم، والغرض من التنظيم إيجاد جبهة تناهض الاستعمار وتحفظ القوميات ، وتوفر الرخاء، وتنمى الموارد الاقتصادية، وتشجع الانتاج المحلي، وتزيد فى تبادل المنافع، وتنسيق المعاملات وكما أن أوروبا خلقت شيئا معنويا ترتبط به، وتلتف حوله أغراض سكانها على اختلاف أممهم، فكذلك، نحن سيؤول مصيرنا إلى الالتفاف حول مثل أعلى يوفق بيننا، ويمزجنا بعضنا ببعض ، فنصير كتلة واحدة، وتصير أوطاننا جامعة وطنية واحدة، أو وطنا كبيرا يتفرع منه عدة أوطان، لكل منها شخصيتها، لكنها في خصائصها القومية العامة متحدة، متصلة اتصالا قويا بالوطن الأكبر، وهذه نظرية الوطنيات المتجانسة، يعيش الرجل لنفسه، ثم لأسرته واقليمه، في الوقت نفسه يعيش لوطنه وللأوطان التي تربطها بوطنه روابط لا انفكاك لها.

تنظيم الوحدة العربية

فلماذا لا يكون ممكنا تنظيم الوحدة العربية على هذه القاعدة، والأدوات اللازمة للتنظيم موجودة؟ يعتقد «مكرم عبيد» أن الزمن والجهود المشتركة ونضج الوطنيات المختلفة في الأقطار الناطقة بالضاد - هذه كلها ستكفل التنظيم المنشود، وأنا أرى أن هذا التنظيم قد بدأ في السنوات الأخيرة، فان العمل لتوحيد الثقافة وتبادل المتاجر والمنافع وعقد المؤتمرات، وتبادل الآراء - كل ذلك يؤدي إلى توحيد الجهود والتضامن العربي العام، القوى الأركان المتين البناء، ويؤدى كذلك إلى الاستفادة من الجهاد المشترك الذي يقوم به العرب في كل قطر من الأقطار العربية في سبيل الحرية، وتوطيد دعائم الاستقلال.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة