قالت الباحثة بمركز الدراسات السياسية و الاستراتيجية بالأهرام، نانسي طلال زيدان، إن إيران تحترف استغلال كل الفرص لبسط سيطرتها وفتح مسارات لتوطيد نفوذها.
وأضافت «زيدان»، في تصريحات خاصة لـ«الهلال اليوم»، أن إيران لديها تفوق في أن تنسج شبكة مصالحها مع أنصار التيار الشيعي، وتدعيم نفوذها من خلال عدة كيانات كحزب الله اللبناني، والحوثيين باليمن، والجهاد الإسلامي بغزة، فطهران تلتزم بتقديم دعم مالي لتلك الجماعات.
وأوضحت أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عدم تصديقه على التزام إيران بالاتفاق النووي لعام 2015، يأتي ضمن الاتفاق الضمني السعودي الأمريكي الذي تمت بلورته في قمة الرياض بهدف تجفيف منابع تمويل الإرهاب، مشيرة إلى أن ذلك القرار للحد من النفوذ الإيراني الذي ينتهك سيادة الدول على أراضيها، وما توجهه من خطر لدول الخليج على وجه الخصوص.
وأكدت الباحثة، أن قرار ترامب جاء من خلال الخزينة الأمريكية وليس عن طريق وزارة الخارجية الأمريكية، فليس الغرض من القرار تحجيم إيران دبلوماسيا أو سياسيا، ولكن الاستهداف يتناول المحور الاقتصادي و ذلك يُمثل ضغوط أقوى و أكثر فاعلية، مشيرة إلى أن العقوبات طالت أربع كيانات داعمة للحرس الثوري «منشأة صناعات شهيد علم الهدى، شركة الصناعات الهندسة راستافان ارتباط، شركة فاناومى الإيرانية، شركة ووهان سانجياج الصينية».
وتابعت أن تصريح وزير الخزانة الأمريكي بأن هناك نوع من الترتيب في ذلك الشأن مع صندوق النقد الدولي، و في اجتماعات البنك الدولي، يعنى أن العقوبات الأمريكية بشكل مباشر تهدد أي طرف دولي يتعامل مع إيران اقتصاديا، مضيفة أنه لم يتردد في أن يطول الحظر الاقتصادي على شركة صينية.
وأكدت أن زيارة ماكرون رئيس فرنسا لإيران الأسبوع المُقبل، و ما سيتم من ترتيب مصالح بينهم، فرغم التزام خامنئي الصمت، و لكن هناك عدة تصريحات من قادة الجيش الإيراني بأن إيران لن تسمح لأمريكا بإجهاض نفوذها أو قوتها في المنطقة، و لذا لا نتوقع سهولة الاستسلام الإيراني.