نظمت مديرية أوقاف القليوبية ندوه عن حب الوطن وعلو شأنه وذلك تحت رعاية الشيخ صفوت أبو السعود وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية والشيخ علام شعبان مدير إدارة أوقاف الخانكة، وبحضور الشيخ محمد عبدالكريم مسئول الدعوة الإلكترونية والثقافة والإرشاد والدكتور محمد صلاح خروب والشيخ رمضان مصطفى والشيخ عامر عبدالعليم والقارئ الشيخ عبدالله محمد حماده.
فى البداية تحدث الشيخ محمد عبدالكريم مسئول الدعوه الإلكترونية، موضحًا أن أبوحامد الغزالى قال إن البشر يألفون أرضهم على ما بها ، ولو كانت قفرا مستوحشا ،وحب الوطن غريزه متأصله فى النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم ويغضب له إذا انتقص، وان بلال بن رباح مؤذن الرسول هاجر فى الله وكتب له أجر الهجرة العظيم، وكان في جوار خير الناس، ومع ذلك اشتاق لمكه بلده، الذى تربى فيه وحن إليه وسمع ينشد ويقول ألا ليت شعرى هل أبيتن ليله بفج وحولى اذخر وجليل.
وتابع أن الوطن هو مكان النشأة والولادة، ويستمد حبه من دروس الهجرة النبوية حيث كان الرسول صل الله عليه وسلم يحب مكة المكرمة كثيرًا وعندما تركها حزن حزنا شديدًا، حتى قال عند خروجه والله إني أعلم انك خير ارض الله وأحبها إلى الله ولولا أن اهلك أخرجوني منك ما خرجت.
أما الشيخ محمد صلاح خروب، فقال إنه إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده فانظر إلى حنينه إلى أوطانه وشوقه إلى إخوانه وبكاءه على ما مضى من زمانه، فالوطن محبوب، والمنشآ مألوف، واللبيب يحن الى وطنه، وأكثر الناس شعورًا بنعم الأوطان هم من ذاقوا ويلات النزوح واللجوء، فتبين لهم كيف أن الوطن نعمه من نعم الله العظيمة على الإنسان، فكما قال أحمد شوقي
وسلا مصر هل سلا القلب عنها
او أسى جرحه الزمان المؤسى
كلما مرت الليالى عليه
رق والعهد فى الليالي تقسى
مستطار إذا البواخر رنت
اول الليل أو عوت بعد جرس
راهب فى الضلوع فطن
كلما ثرن شاعهن بنقس
وطنى لو شغلت بالخلد عنه
نازعتنى اليه فى الخلد نفسى فالوطن حياه ويجب علينا حمايته والدفاع عنه مهما كانت النتيجه .
أما الشيخ رمضان مصطفى أضاف أن حب الوطن لا يعنى التعصب لوطن دون الآخر أو لجنس دون جنس أو تقسيم الامه الى اقسام متنافره ، فحب الوطن يعنى الاخوه والتعاون ، ونصره جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم ، وحب الوطن متأصل فى النفس ، ومن حق الوطن علينا الوفاء والفداء والدفاع عنه ، والإنسان السوى يعتبر أن الوطن هو نفسه وأهله أو بيته ، وقد أدركت الشعوب المتقدمة قيمة الوطن ، فكانت دوما رهن إشارة أوطانهم ، تلبى دعوه الوطن وتربط مصائرها بمصير أوطانهم.
وفى النهايه تحدث الشيخ عامر عبدالعليم وأوضح أن حب الوطن لا يقتصر على المشاعر بلى يتجلى فى الأقوال والافعال ، واجمل ما يتحلى به حب الوطن هو الدعاء، والدعاء تعبير صادق لانه علاقه مباشره مع الله ، فلقد دعا الرسول صل الله عليه وسلم للمدينة المنورة فقال اللهم اجعل بالمدينه ضعفى ما جعلت بمكه من البركه وقد ذكر لنا القرآن الكريم دعاء سيدنا ابراهيم لمكه فى قوله تعالى وإذ قال إبراهيم ربى اجعل هذا البلد امنا وارزق أهله من الثمرات من امن منهم بالله وباليوم الآخر ،قال ومن كفر ، فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير ، ولقد دعا سيدنا ابراهيم لمكه بالامن والرزق ، فهما من أهم عوامل البقاء ، وإذا فقد أحدهما أو كلاهما فقدت مقومات الحياة والسعادة ، فتهجر الاوطان وتصبح الديار خاليه من مظاهر الحياة ، والأمن في الوطن مع العافيه والرزق هو الملك الحقيقي والسعاده المنشودة ، فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم من أصبح منكم امنا فى سربه معافى فى بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها وهو منه ومنحه من الله .