أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن روسيا مضطرة لاتخاذ "إجراءات تعويضية" ردا على نشر واشنطن أسلحة نووية في أوروبا، مشيرا إلى أن الموازين الجيوستراتيجية تتغير ضد مصالح الغرب.
وقال لافروف في المؤتمر الدولي "الأمن الأوراسي : الواقع والآفاق في عالم متغير" المنعقد في مينسك: "لقد نشأت مخاطر استراتيجية متزايدة نتيجة نشر الأسلحة النووية الأمريكية في عدد من الدول الأوروبية وتنفيذ ما يسمى بالبعثات النووية المشتركة، وهذا يزعزع الاستقرار بشكل كبير.. وعلى خلفية تزايد التهديدات التي يشكلها حلف شمال الأطلسي، فإن ذلك يقودنا إلى اتخاذ إجراءات تعويضية".
وأوضح أنه نتيجة للسياسات الغربية في أوروبا، تم تدمير نظام إجراءات بناء الثقة والحد من التسلح.
كما أكد لافروف أن ميزان القوى الجيوسياسي مستمر في التغير ولكن ليس لصالح الغرب، وأن ممثلي النخب الغربية بؤوا الاعتراف بذلك علنا.
وشدد لافروف على أن العلاقات الدولية اليوم تشهد "تحولات جذرية تاريخية.. حيث يولد اليوم أمام أعين الجميع نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر إنصافا".
ولفت إلى أن عددا متزايدا من دول جنوب وشرق العالم تسعى جاهدة لتعزيز سيادتها في جميع المجالات وتنفيذ مسار عملي يحمل توجها وطنيا، وهو ما "ينعكس بوضوح في عملية التوسع السريع التي بدأت مؤخرا لمجموعة "بريكس".
وأكد سعي موسكو بالتنسيق المكثف مع من يشاطرونها موقفها للمساهمة بكل الطرق الممكنة في زيادة فعالية الأمم المتحدة، بما في ذلك في إطار مجموعة الأصدقاء للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة.
وشدد على أنه "لا يمكن لأي هياكل ذات عضوية محدودة تم إنشاؤها خارج إطار الأمم المتحدة أن تدعي التعبير عن رأي المجتمع الدولي بأسره".
كما لفت إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بفضل "جهود" أعضاء الناتو، باتت تتحول إلى هيكل هامشي.
وأضاف أنه نظرا "للخط المدمر الذي ينتهجه الغرب لتقويض التنمية المستدامة في أوراسيا، وعدم استعداده للمنافسة العادلة والعمل المشترك، فإن مهمة تشكيل هيكل جديد على مستوى القارة من الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة، أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، وهو في الواقع هدف المؤتمر الذي تم حشده بمبادرة من رئيس بيلاروس".
واشار في هذا الصدد إلى "انفتاح هذا المؤتمر على أوسع مجموعة من الدول المستعدة للتفاعل المتساوي والبناء".
كما شدد لافروف على أن "العدوان الغربي على روسيا ما هو إلا جزءا من الحملة الصليبية الأمريكية" وأنه "لولا تشجيع الولايات المتحدة لما سارت كييف على طريق تدمير كل شيء روسي".