الخميس 2 مايو 2024

في ذكرى وفاته.. تعرف على أهم مؤلفات «طه حسين»

طه حسين

ثقافة28-10-2023 | 14:39

آلاء طنطاوي

تحل اليوم ذكرى وفاة الأديب والمفكر المصري طه حسين، والذي يعد علمًا من أعلام التنوير، وقاد مشروعًا فكريًّا شاملًا، ومبدع السيرة الذاتية في كتابه "الأيام"، ويعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، ويراه البعض من أبرز دعاة التنوير في العالم العربي ، في حين يراه آخرون رائدًا من رواد التغريب في العالم العربي.

وتميز أسلوبه الأدبي بالتراكيب الموسيقية، وتنويع في التيار الصوتي بشكل يتلاءم مع ما يقصده من معنى، مع مراعاة البعد عن الرتابة في نغماته لكي لا يمل المتلقي، ولتحقيق مبتغاه ببعض الأساليب، وكان يتميز في كتاباته بالموضوعية.

وكتب سيرته الذاتية «الأيام» بأسلوب قصصي، وترجمت للغات كثيرة وانتشرت في إنجلترا مرتين، الأولى في سنة 1932 بعنوان «An Egyptian childhood»، والمرة الثانية سنة 1943 بعنوان «the stream of days»، وتحكي حياته وطفولته وكيف نشأ عائلة كبيرة العدد، وأوضح مدى الجهل في هذه الفترة الذي بسببه فقد بصره وتوفت أخته الصغيرة، ولم يكن في نيته نشر هذه الرواية، إلا أنه كان يمر بأزمة مالية ونصحه صديقه بنشرها، لتصبح من أهم الروايات العالمية.

وتعد من أهم مؤلفاته كتاب «في الشعر الجاهلي»، والذي أثار جدلًا واسعًا، حيث قال إن أغلبه منتحل، ومصنوع في مرحلة ما بعد ظهور الإسلام، مستشهدًا بأنه على قلته لم يعبر عن واقع الحياة في تلك الفترة.

يقول في كتابه «شككت في قيمة الأدب الجاهلي، وألححت في الشك، وانتهيت إلى أن الكثرة المطلقة مما نسميه أدبًا جاهليًا، ليست من الجاهلية في شيء، إنما هي منحولة بعد ظهور الإسلام،  فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهوائهم، أكثر مما تمثل حياة الجاهليين، وما بقي من الأدب الجاهلي الصحيح قليل جداً، لا يمثل شيئًا، ولا يدل على شيء، ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي، فالشعر الذي ينسب إلى امرئ القيس أو إلى الأعشى أو إلى غيرهما من الشعراء الجاهليين، لا يمكن من الوجهة اللغوية والفنية أن يكون لهؤلاء الشعراء، ولا أن يكون قد قيل وأذيع قبل أن يظهر القرآن، فحياة العرب الجاهليين ظاهرة في شعر الفرزدق وجرير وذي الرمة والأخطل والراعي أكثر من ظهورها في هذا الشعر الذي ينسب إلى طرفة وعنترة وبشر بن أبى خازم.

وبعد أن أعترض الكثير على كتابه،  كما قاضى عدد من علماء الأزهر طه حسين إلا أن المحكمة برأته لعدم ثبوت أن رأيه قصد به الإساءة المتعمدة للدين أو للقرآن، فعدل اسم كتابه إلى «في الأدب الجاهلي» وحذف منه المقاطع الأربعة التي أُخذت عليه.

ويعد كتاب «نظام الأثينيين» من أهم مؤلفاته، حيث البحث عن الكائن من حيث هو كائن هو موضوع الفلسفة النظرية لأرسطاطاليس، وفيه تناول البحث عن العالم الطبيعي والرياضي وعما بعد الطبيعة، ولكن أرسطاطاليس كان كما قدمنا رجلًا محققًا مهما تعمق في البحث العلمي، فهو لا ينسى الواقع ولا الحياة العملية، وكان يتخذ كل شيء موضوعًا لبحثه ولا شك في أن الحياة العملية شيء من الأشياء، فلم يكن بد من البحث عنه ومن إثبات ما بينه وبين القسم النظري من صلة، حتى تتكون هذه الوحدة التى كان يريد تحقيقها نظرًا وعملًا.

 وكتب «طه حسين» العديد من المؤلفات المتنوعة في التاريخ والنقد والروايات المقالات، فمنهم «مستقبل الثقافة فى مصر، الفتنة الكبرى، مع المتنبي، على هامش السيرة، مع أبي العلا في سجنه، مرآة الإسلام، حافظ وشوقي»، ومن رواياته «دعاء الكروان، و شجرة البؤس، الحب الضائع، ما بعد النهر، القدر»، وتعد رواية القدر ترجمة رواية «زوديك لفولتير»، كما كتب العديد من المقالات منها، «حديث المساء، الوان، قادة الفكر».

وتوفي طه حسين يوم الأحد 28 أكتوبر 1973م عن عمر ناهز 84 عاما، قال عنه عبَّاس محمود العقاد إنه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدي، فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير.

Dr.Randa
Dr.Radwa