السبت 18 مايو 2024

نصوص

20-2-2017 | 19:45

نضال القاضي

ولدت في بابل، وحصلت على بكالوريوس الهندسة الكهربائية. تكتب الشعر والقصة والرواية، من مجموعاتها الشعرية: ودائع المعوّل عليه، بينالي عواء وبسكويت، راهب العنب".

1

بغمامةٍ من اليدِ اللامكترثةِ

العشبُ نائمٌ مثل جدّي

وهو يقطعُ إلى جُرْفٍ أبحٍّ  شجرةَ العائلة

في حُجُرات النحاس قرأ العزيمةَ

تتقادَمُهُ أقانيمُ يبابٍ من الهَدْم ِ

أفضَتْ السّماءَ التي من طرف ِالرمل

في رَكْضٍ سُمِعَ من القبْليّةِ..

يقْسِرُ ..

هذا الذي من لا ماءٍ..عنقي..

مسدُ الانتباهةِ إلى دِمْنة ٍ

قبرُهُ يسمِلُ الخرائطَ

في هضْبة ٍمعظمُها أخت

أوْرَدَها وجهُ الحصانِ المُغَطّى بالغَلالةِ

وحيدا..

سيكون ثمّةَ أبرصُ.. يومئُ

بأصابعَ ضامرة ٍ

إلى عذابٍ يحذِفُهُ ببطء

يُثمِرُ..

لو الثمرةُ تثمِرُ !

ما أعوزَ الأرضَ وهي تميلُ من حافةٍ

إلى نسخِ الريح

ما أعوزَ القاع إلى عراياهُ

وهو يدورُ متذرّراً في قامةٍ متكالبة ٍ

سفوحُها جملةٌ طويلةٌ..

يقطعُها لصوص..

2

"كان النهار..

يخِزُ بساقٍ خشبيّة ٍالزقاقَ ويسير

في طريق القوافل ينزلُ خطوتَهُ عن الكتفِ..

وتركض خرافُها البيض..

يركضُ ..

هو المتآمرُ كلّما طيورٌ ضدّ عشبة

ورأسُه يعْوي في غرفةٍ مجهريّةٍ

لأنّ  طيوراً لم تنقرْ كما جاء في العشبةِ

باب غرفته المجهريّةِ

أنتِ السببُ يا أمّي

مُتِّ مع ذئب..

كي تنجبي لا ينامون

يا أمّي ..

ومنذ غرفتي لطائر الخشبِ

وأنا حكاية إصبعي العاشرة

يا أمّي..

شبّاكُ الغرفة يذرفُ ستائرَهُ

كلّما أخْلدنا إلى أسمائنا

نفكّكُ الشجرةَ حدّ السقسقةِ

ونفكّكُ السقسقةَ حدّ العصفور

ونفكّكُ العصفور..

يا أمّي..

شبّاكُ الغرفة بقي شبّاكا

رغم أنّ الشمسَ عابثة

والسرير طويل.

3

أين أضعُ الشمس وأنا أجمّعُ النوافذَ

قُلْ لي كلَّ ما لديكَ من عشبة

إنّي أسيرُ إلى نومك بلا نهر..

خُذْ ْمياهَهُ ودَعْني أعمق

أخِزُ الغرقَ..

ومن طرَفِ غابة

أقفُ كي أندهَ وكي لا ترُدّ!

ولكي لا تخطئَ الغيومُ طريقَ العودةِ

رتّبتُ لها الصخور على الأرض

فرفَعَتْها الريحُ كذراعٍ وهي تأكل..

رفَعَتْ الأرضَ أيضا!

الريح جائعةٌ..

وأنا لا أدري أين أضعُ الشمس!"