افتتح نادي سينما الجيزويت-جمعية النهضة، مساء أمس السبت، عروض شهر الفيلم الفلسطيني، بمقر الجمعية بالفجالة، حيث بدأ العرض بوقوف الحاضرين دقيقة على أرواح من رحلوا دفاعًا عن أرضهم ضد الاحتلال، قبل عرض ثلاثة أفلام تسجيلية: الأول "مشاهد من الاحتلال في "، وهو فيلم تسجيلي قصير من إنتاج 1973، يقدم فيه المخرج مشاهد حية من قطاع غزة بعد أن سيطر عليها الاحتلال، الفيلم الثاني هو "ليس لهم وجود" وهو أيضًا فيلم تسجيلي قصير من إنتاج سنة 1974، والذي يصور الغارات العنيفة على مخيمات النبطية وعين الحلوة والرشيدية والبرج الشمالي في جنوب لبنان، الفيلمين من إخراج مصطفى أبو علي. الفيلم الثالث والأخير كان فيلم "جنين جنين"، انتاج 2002 للمخرج محمد بكري. الفيلم عبارة عن توثيق للمعارك التي دارت بين جيش الإحتلال والمستوطنين في مخيم "جنين" في الصحراء اللبنانية.
قالت الكاتبة والناقدة آية طنطاوي، المشرفة على نشاط نادي سينما الجزويت، إن عرض أفلام اليوم الأول قد يبدو مصادفةً لكنه الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، فإذا كانت الاتصالات عن أهل غزة قد انقطعت لمدة يومين على التوالي ولا نعرف حقيقة ما يحدث لهم داخل أراضيهم في الوقت الحالي، فقد تكون تلك الأفلام الثلاثة هي مشاهد متكررة منذ بداية الصراع وشرحا لما يعانونه الآن في غزة.
كما أضافت "طنطاوي"، أن السينما الفلسطينية منذ أربعينيات القرن الماضي بعد النكبة أخذت على عاتقها أن تكون مرآة توثيقية لما يحدث داخل الأراضي المحتلة، ومع تأسيس "جماعة السينما الفلسطينية" التي أنتجت أول أفلامها "مشاهد من الاحتلال في غزة" بدأت تأخذ منحى مختلف، حيث يتطور إنتاج السينما الفلسطينية حسب الأوضاع السياسية لتعبر عما يدور في حياة الفلسطينيين داخل وخارج الأراضي المحتلة.