يوافق اليوم 30 أكتوبر ذكرى ميلاد الشاعر المصري «فؤاد حداد»، لسنة 1927م، ويُعد من اقوى المناصرين والمناضلين للقضية الفلسطينية.

والقارئ لأشعاره يجد مدى تمكنه من الصياغة الشعرية السليمة، والصور التعبيرية، وامتلاكه للأدوات التي جعلته يصنع من شعره سلاحًا جاهد به طيلت سنوات حياته.

وقدم لنا «حداد» في العدد الثامن من مجلة الهلال لسنة 1971م، قصيدة كتبها مساندةً لأهالي فلسطين، وتعبيرًا منه عما يجول في قلوب العرب تحت عنوان «لازم تعيش المقاومة».

وإلى نص القصيدة:

من كل وادى لوادى . . .  فوق الكفوف زوادی

باري من الاسرار . . . وصانى ليل ونهار

اما ولاد الديب . . . اما ولاد الدار

ما اظلم التغريب . .  عيني بكت من طيب

الاغنية اللي تقول . .  آه یا نسیم الصبا

نازل على مرحبا . . . بين الخيام والعبا

من بعد آب أيلول

 

يجرى الشتا المستخفي . . . يحكى ربيع زغلول

بورد أثر من زحفی . . . على رملها المبلول

حلفتكم بالنعمة . . . لازم تعيش المقاومه

شاهد علی مشهدی . . . مانع يفيض الكيل

خبز الفراره ندى . . . انوى تمام الليل

افرد واطوی جناحی . . . على قدم وسلاحي

بين المضارب صاحي . . . واعرف ظنون الظلمه

لازم تعيش المقاومه . . . كان يوم من الأيام

جدي في طريق الشام . . . حادي ولا سلام

تارك عنان الهودج . . . متوعد الانغام

صوته تهدج لما . . . طلت عيونه لسلمى

لازم تعيش المقاومة

ماء الدموع في الكون . . . ما للحبايب لون

الله يكون في العون . . . بين السنابل وقفت

لا تميل ولا تتلفت . . . نظرت الصوب الشرق

من جفنها اللى انشق . . . طالبه الوطن والحق

دایم شقاها و دایمه . . . لازم تعيش المقاومه

 

ذكرت يافا واريحا . . . وفي الخيال عديت

والقدس اختى الجريحه . . . لما بعت قضيت

تحت اللفظ والدهس . . . انت انين النفس

درج البيوت النايمه . . . لازم تعيش المقاومة

 

حيفا ورام الله . . . ومن الجليل علياء

لا تعيد على الآه . . .عادت على سنين

هذا أوان التين . . . لعب التراب بالثور

رجع الصدى المبهور . . . بين الزيتون والكرمه

لازم تعيش المقاومه

الطيبات في الحقل . . . بكرية الاحضان

وكتاب يبر العقل . . . ياما سقيت الحيضان

وشكرت فضل الغيطان . . . طرحت عيدان بتغنى

كرامة الأوطان . . . انا ابنى يكبر عنى

حمد ومودة ورحمه . . . لازم تعيش المقاومه

هكذا جاهد الشاعر المصري «فؤاد حداد» ضد المغتصب الصهيوني، فجاء احساسه محمل بالعروبة والوطنية اتجاه القضية الفلسطينية، وكان سلاحه الشعر الحر، فأطلق منه رصاصات قصيدته «لازم تعيش المقاومة» لتكون خير معين للشعب الفلسطيني، وتذكرة للمستعمر الإسرائيلي أن العرب لن ينسوا قضيتهم، وستظل محفورة في قلوبهم مهما طال الزمن.