الجمعة 21 يونيو 2024

مستشار شيخ الأزهر: مصر ستظل بلد الأمن والسلام الشامل

الدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين

أخبار30-10-2023 | 17:31

قالت مستشار شيخ الأزهر للوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، الدكتورة نهلة الصعيدي، إن الأزهر تاريخ ورسالة وقومية ومنارة، وهو أكبر من معطيات الأقلام، وأعمق من خواطر العقول والأفكار، مؤكدة أن مصر ستظل بلد الأمن والسلام الشامل التي تنشر العلم والمعرفة.

ولفتت الصعيدي -خلال تخريج دفعة جديدة من الطلاب الوافدين تحت اسم "شهداء غزة" تضامنًا مع الشعب الفلسطيني الشقيق- إلى دور الأزهر الكبير في حفظ تراث الإسلام؛ بدراسة علومه، وصيانة لغته، ونشر دعوته، فتفرد الأزهر بالإمامة في الدين، والزعامة في المعرفة، وصار الحرم الآمن الذي لجأ إليه العلماء فتأثروا به وأثروا فيه، والكعبة العلمية التي يقصدها طلاب العلم من كل فج عميق، مضيفة أن الأزهر مصدر إشعاع فكري، ومبعث حضارة مادية وروحية، وقلعة حصينة للعربية وليس معهدا علميا فحسب.

وأكدت مستشار شيخ الأزهر للوافدين أن هذا المشهد المهيب الذي نراه الآن يتلاقى مع مشهد الحج في جوهره وقصده الذي أعلنه رسول الله ﷺ في خطبة الوداع "إنما المؤمنون إخوة"؛ إخوة رغم اختلاف جنسيتهم وثقافتهم ولغاتهم وبلدانهم؛ ليضع بذلك أعظم دستور للتآخي، والتلاحم، والتراحم، والتعاون، والوحدة، وأعلنه لهم في مشهد مهيب يباهي الله بهم ملائكته؛ فلم يكن القصد فقط مجرد أن يطوف المؤمنون بالبيت، وأن يقفوا في عرفات؛ لأن الله يُعبَد في كل مكان، ويجيب الداعي في كل مكان، وإنما الجوهر هو اجتماعهم في زمان واحد، ومكان واحد؛ ليشهدوا منافع لهم.

وتابعت رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين: "نجتمع اليوم مع طلابنا الوافدين قبل أن يغادروا إلى أوطانهم المختلفة، وقبل أن يتفرق بعضهم عن بعض، ويتفرقوا عنا - نجتمع لنذكرهم بوصف رسول الله ﷺ الذي يجمعنا جميعا (إنما المؤمنون إخوة) في وقت نحن بحاجة إلى إعداد العدة لنسج خيوط الشخصية الإسلامية ثوبا واحدا، فترجعون إلى بلادكم وقد تحقق قول الله فيكم: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)".

وبيّنت الدكتورة الصعيدي أن إقامة هذه المناسبة في هذه الظروف التي تمر بها الأمة اليوم لتؤكد أن مصر ستظل بلد الأمن والاطمئنان، وأرض السلام الشامل والأمان الكامل، وستبقى أرض إغاثة الملهوف وطمأنة الخائف، وملاذ العالم كله، كلما أصابه خطب أو دهمه عدوان؛ فالقدر قد وضعها هذا الموضع الخطير على خريطة العالم؛ حيث تبوأت مكانة إقليمية ودولية متميزة، أتاحت لها القيام بدور مؤثر وفاعل، وحيث تقع مركز اتصال بين آسيا وإفريقيا، ترسل من أشعتها هنا وهناك، تنشر العلم والمعرفة وتعيد للشعلة ضوءها الوهاج وللمعرفة مكانها المرموق، إنها الشمس التي لا ينقطع عطاؤها ولا يخفت ضوءها.

ولفتت رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين أن الأزهر سيظل عنوانا على أصالة مصر في إسلامها وعروبتها، وعلى جهادها الدائم في الذود عن حياض الإسلام وأمجاد العروبة، وسيظل يحقق الآمال التي علقت عليه في حفظ تراث الإسلام، وفي حمل لواء الدعوة إليه، وتصحيح الأفهام فيه؛ لتظل مصر التي هو جزء من تاريخها مميزة بأستاذيتها في حفظ القرآن الكريم، ودراسة علوم الشريعة وأصول الدين واللغة العربية، وفي حمل رسالة الإسلام، وجديرة بتقدير العالم الإسلامي؛ إذ يعد الأزهر قلب الإسلام النابض، وحافظ تراثه الخالد، ولسان دعوته الصادق، ومنارة أمره الهادية. 

واختتمت مستشار شيخ الأزهر للوافدين كلمتها خلال تخريج الطلاب، قائلة إن مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين واحد من صروح الأزهر، فلقد نشأ نشأة ناهضة، وبدأ بداية رائدة، وضم العديد من الوحدات ليكون قويا فتيا جديرا بالرسالة والأمانة التي حملها، داعية الله أن يعين الأزهر على تجديد روح الأمة وقيمها من خلال عقول تعرف أهمية صناعة المعرفة، وتكون قادرة على بناء مشروع حضاري للأمة، وهذا هو المطلوب اليوم؛ لأن "الظلم المركب الذي نعيش فيه، والنور المركب الذي نحيا به، يتطلب جهدا بشريا مجتمعا على كلمة سواء".