أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن استجابة المجتمع الدولي لكابوس الحرب الحالية في قطاع غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا ترقي لحجم المأساة التي يعيشها سكان القطاع جراء تلك الحرب.
وأشار كاتب المقال مارك لوكوك، الذي شغل منصب رئيس إدارة الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة في الفترة من 2017-2021، إلى أنه من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح داخل القطاع إذا ما تحمل المجتمع الدولي مسئولياته التي يجب القيام بها دون تباطوء من أجل تقديم الدعم الإنساني اللازم لسكان غزة قبل فوات الأوان.
وأشار الكاتب إلى أن قادة دول العالم جميعا فوجئوا باندلاع صراع دامي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في السابع من أكتوبر الجاري إلا أنهم ما كان يجب عليهم أن يفاجئوا بحجم المأساة الإنسانية التي سوف يتعرض لها سكان القطاع جراء رد الفعل الإسرائيلي على الهجوم الفلسطيني.
وأكد الكاتب على ضرورة توحيد الجهود من أجل تقديم الدعم الكافي لسكان غزة في الوقت المناسب مستشهدا بتعهد الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي بتقديم مساعدات إنسانية إضافية لسكان غزة بما قيمته 20 مليون دولار والتي لا تفي باحتياجات سكان القطاع البالغ عددهم ما يزيد على مليوني نسمة والذين هم في أشد الحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة حتى يظلوا على قيد الحياة.
وأردف الكاتب أن حجم المعاناة التي يعيشها سكان غزة بسبب ارتفاع أعداد القتلى بالإضافة إلى البؤس الذي يحيط بهم جراء نقص الغذاء والمياه والدواء يفوق بمراحل معاناتهم بسبب القصف الذي يتعرض له القطاع حيث أن السكان الذين يلقون حتفهم جراء الجوع والعطش ونقص الدواء أكثر بكثير من الذين يموتون جراء القصف االذي يتعرض له القطاع.
ويلفت الكاتب إلى أنه مما يزيد الموقف سوءا هو مرور الوقت دون التوصل لحل يضمن وصول المساعدات العاجلة لسكان القطاع في الوقت الذي تزداد فيه حدة القصف الجوي والذي تواكب مع عمليات عسكرية برية.
ويضيف الكاتب في هذا السياق أنه يجب على المجتمع الدولي الإسراع باعتماد قرار عاجل من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق نار فوري كما حدث إبان أزمة 2009 بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى أن كل تلك الظروف المأساوية أدت إلى انتشار اليأس بين سكان القطاع وفقدان الأمل في النجاة من تلك الحرب الدامية ولاسيما بعد انهيار جميع معالم الحياة في القطاع.