يخشي بعض الآباء والأمهات من عقاب أطفالهم، حتى لا يؤدي ذلك إلي التأثير النفسي عليهم بسبب سوء اختيار الطريقة الملائمة لتأديبهم، في حال ارتكابهم أي تصرف خطأ، مما يضعهم في حيرة اختيار عقاب لهم أو تركهم دون تصحيح لأخطائهم، ولذلك نوضح في السطور القادمة أهم طرق التهذيب الملائمة للصغير بحيث لا نتسبب في تأذية نفسيته ما يؤدي به وخيمة في الكبر.
ومن جهتها، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، أن أسلوب الوالدين وسلوكياتهم له تأثير كبير على أبنائهم سواء بالإيجاب أو بالسلب، طبقا لنوع العقاب الذي يستخدمه الأبوين مع اطفالهم، وتؤكد الكثير من الدراسات النفسية على أن معاملة الوالدين الغير صحيحة تجعل الأبناء غير أسوياء نفسيا، وهناك الكثير من الأسر تتعامل مع عقاب صغيرهم على انه منهج تربوي ، دون الأخذ في الاعتبار انه هناك ثواب لابد من تنفيذه أيضا.
وأضافت استشاري العلاقات الأسرية، انه للأسف هناك الكثير من الآباء والأمهات يقوموا بمعاقبة أطفالهم بصور تسبب لهم الكثير من العقد والاضطرابات النفسية، ومن أكثر أشكال العقاب السلبي للأبناء ما يلي:
- الضرب والإيذاء البدني، لأنه يسبب حالة من اثنين للصغير، أما طفل متأقلم مع الالم الناتج من الضرب ولا يبالي بل ويعتاده، أو آخر لديه ضعف وجبن شخصية يخشى المواجهة والتجربة، كما يجعل الابن أكثر قلقا وخوفا ويؤدي به في النهاية الي الأحجام وليس الإقدام، فضلا عن قتل الشغف.
- الإهانة اللفظية، لأنها تؤثر بشكل كبير على الطفل وتحطم نفسيته، لأنه تظل عالقة ولاصقة في ذهن الصغير، فعندما يعتقد الابن على وصفة بالفاشل، يقوم العقل الواعي بزرع الكلمة في العقل اللاواعي، مما يثبت اللفظ في عمق الدماغ ما ينعكس على الطفل ليصبح تلك الصفة في النهاية.
- العقاب بالتجاهل وعدم الرد على أسئلة الطفل، تفقد الصغير ثقته بنفسة ومهارات المعرفة والتفكير الابداعي، وتنعكس عليه عند الكبر ليصبح شاب أو مراهق لا يمتلك اي مهارات أو معرفة عن الحياة الأسرية أو الحياتية.
- العقاب بالتوبيخ وعدم المدح، خوفا من دلع الطفل، أو أن تقوم الأم بإيصال مشاعر الكراهية للصغير بسبب ارتكابه خطأ ما.
- الحب المشروط، وهي صورة أخرى من العقاب السيئ، لأنه لا علاقة للحب بالأفعال التي يقوم بها الطفل، على الرغم من أن الفعل يتطلب إستراتيجية للتنفيذ وليس حرمان من العاطفة والاحتواء والحب، حتى لا يصاب الطفل عند الكبر بالفتور والجفاء العاطفي تجاه الوالدين، نتيجة شعوره بنقص الذات.
- العقاب بالتهديد، حيث يؤثر سلبا على قوة الترابط بين الوالدين والأبناء، حيث يجدها الصغار نوعا من الاحتلال العقلي والفكري لهم، مما يفقد لديهم قيمة الاتصال والانصات والاستماع.
- العقاب بالمقارنة، وهو من أسوء الطرق لأنه يجعل الطفل يشعر بالخيانة والتقصير ويقلل من احترامه لنفسه، مما ينعكس عليه في الكبر ويصبح شخصا لا يحترم الآخرين.
واستطردت قائلة أنه هناك العديد من طرق العقاب السوية، التي من الممكن أن تصحح من أخطاء الطفل دون أذيه مشاعره وإصابته بالعقد النفسية، والتي من أهمها ما يلي:
- ضرورة تفرقة الوالدين بين حب الطفل وسلوكه الخطأ، لأن التربية النفسية الإيجابية تقوم على تعليم الابن منذ البداية الفرق بين ما هو صحيح وما هو خطأ، مع التأكد أن السلوك السيئ من الطبيعي أن يتكرر مثلما يحدث مع الفعل الجيد، طالما لم يكون هناك توجيه ولفت انتباه به.
- عدم تبني الأبوين نفس طريقة تربيتهم مع أبنائهم، لأنهم خلقوا في زمن مختلف عنهم، مع ضرورة عدم عقاب الطفل بطريقة اكبر من الخطأ المرتكب نفسه، لأنه في أوقات كثيرة لا يدرك الصغير الجرم المرتكب والذي نال عليه كل هذه الإهانات.
- أن يدرك الوالدين أن الطفل كالعجينة يجب تشكيله جيداً، ويكون هناك اهتمام بالنمو النفسي قبل البدني، عن طريق احترام خصوصيتهم وسماع مشاعرهم والإنصات لهم، دون مراقبة متعمده، حتى لا يشعر بعدم الانتماء ويفقد مهارة الاستقلالية.
- ابتعاد الأم عن ما يسمى "غرفة الفئران" لعقاب الطفل، لأنها بذلك تقوم بتحطيم حبل العاطفة بينها وبينه، بل من الممكن أن تضعوا في كرسي بزاوية الغرفة التي تجلس بها، وتمنع عنه الملهيات المحببة لديه فقط، مع عدم تكرار نفس الطريقة كل مرة، حتى لا تفقد قيمتها.
- من الممكن حرمان الطفل لبعض الوقت من شيء يحبه، مثل مصروفه أو مشاهدة ألعابه، دون أن يتم وضع التمارين والمدرسة وتناول الطعام، من ضمن برنامج العقاب، لأن تلك الأشياء تعد جزء من حياة الصغير.