بدأت جلسات المؤتمر العربي السابع والثلاثون لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات المنعقد بالمملكة الأردنية الهاشمية بحضور كلا من: مازن عبد الله الفراية، وزير الداخلية في المملكة الأردنية الهاشمية، راعي المؤتمر واللواء الدكتور عبيد الله عبد ربه المعايطة، مدير الأمن العام، ورؤساء وأعضاء الوفود.
وخلال فعاليات المؤتمر، ألقى الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، كلمة أكد خلالها على ما تولية دولنا العربية من أهمية بالغة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية لما لها من عواقب وخيمة على مجتمعاتنا أبنائنا، مشيرًا إلى أهمية مواكبة المستجدات الدولية في مجال مكافحة المخدرات و التصدي لها.
وقال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في نص كلمته: «يشرفني ونحن نجتمع اليوم في الأردن العزيز في كنف الكرم العربي الأصيل، أن أرفع إلى مقام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، أخلص التحايا وأنبل معاني الود والتبجيل والاحترام، وأصدق عبارات التقدير والامتنان على الدور الرائد الذي يقوم به لنصرة القضايا العربية العادلة وتعزيز الأمن العربي مقدرا كل التقدير الإنجازات الكبيرة التي يشهدها الأردن العزيز في ظل قيادته الحكيمة وسياسته الرشيدة».
وأضاف: «يسعدني أن أتوجه بخالص الشكر والامتنان إلى دولة الدكتور بشر هاني الخصاونة، رئيس الوزراء على الدعم البناء الذي توليه الحكومة الأردنية الرشيدة، لمجلس وزراء الداخلية العرب وأجهزته المتعددة.. ويسعدني كذلك أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى مازن عبد الله الفرايه وزير الداخلية، على الدعم الموصول الذي يوليه لمسيرة العمل الأمني العربي المشترك، وعلى اهتمامه الشخصي بأنشطة الأمانة العامة المختلفة، معربا عن امتناننا لتكرمه بوضع هذا المؤتمر تحت رعايته السامية، والتفضل بافتتاح أعماله.. ولا يفوتني هنا أن أعبر للواء عبيد الله عبد ربه المعايطة، مدير الأمن العام عن جزيل الشكر والتقدير لاستضافة مديرية الأمن العام الموقرة لهذا المؤتمر الهام، مقدرا أيما تقدير الجهود التي بُذِلت لتوفير كل مقومات النجاح له وتأمين أسباب الراحة للوفود المشاركة».
وتابع: «لا يسعنا ونحن نشاهد جرائم الحرب الفظيعة والجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها إسرائيل على مدار الساعة ضد المدنيين العزل أطفالا ونساء وشيوخا بكل تعنت وبمباركة بعض الدول الغربية، إلا أن نعبر عن إدانتنا الحازمة لهذه الأعمال الإرهابية التي يقصد بها ترويع الشعب الفلسطيني، وتهجيره من أرضه وحرمانه من حقه في إقامة دولته على حدوده المعترف بها دوليا وعاصمتها القدس الشريف، معربين عن مساندتنا الكاملة لهذا الشعب الأبي، وداعين المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية والكف عن اتباع سياسة الكيل بمكيالين».
وواصل الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمته: «تولي دولنا العربية أهمية بالغة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية لما لها من عواقب وخيمة على مجتمعاتنا وأبنائنا. وتعي دولنا جيدًا العوامل التي تقف وراء استشرائها في وطننا العربي من الاستهداف الخارجي لبلداننا، ووقوع أغلب هذه البلدان في مناطق العبور بين دول الإنتاج ودول المقصد، ناهيك عن المستوى المعيشي الجيد الذي تتمتع به بعض دولنا مما يجعلها وجهة مفضلة لدى عصابات الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية».
وتابع: «دعوني أشير هنا إلى مظهرين من مظاهر اهتمام دولنا العربية بتعزيز التعاون في مواجهة المخدرات والمؤثرات العقلية أولهما المؤتمر الإقليمي الذي نظمته وزارة الداخلية في جمهورية العراق والذي جمع الى جانب الدول العربية دولا من الجوار العربي كان من الضروري تعزيز التعاون معها نظرا للطابع العابر للحدود لجريمة الاتجار بالمخدرات.. أما المظهر الثاني فهو ما ستقومون به اليوم باقتراح من المملكة العربية السعودية من النظر في تعزيز جهود المجلس في الوقاية من المخدرات ومكافحتها، وتقييم جهوده في شتى المجالات والنظر في السبل الكفيلة بتطويرها ثم بالنظر ثانيا الى ما تستشعره المملكة وغيرها من دولنا العربية من وجود أخطار محدقة مرتبطة بترويج المخدرات واستهلاكها تقتضي مسؤوليتُنا في حماية شعوبنا تطويرَ الآليات الكفيلة بمواجهتها بصورة فعالة».
وأكمل: «ولا شك أن فريق العمل العربي المعني بالتبادل الفوري للمعلومات بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية الذي ستنظرون اليوم في نظامه الداخلي، بعد أن وافقتم في مؤتمركم الماضي على إنشائه، سيشكل أداة فعالة لتعزيز جهود المجلس في مواجهة تهريب المخدرات، بما سيتيحه من تمرير سريع للمعلومات بين الدول العربية بشأن شحنات المواد المخدرة المرصودة والأشخاص المشتبه فيهم إلى غير ذلك من المعطيات التي يسهم التبادل الفوري لها في نجاعة جهودنا المشتركة للحد من انتشار المخدرات في العالم العربي».
وتابع: «على غرار مؤتمراتكم الماضية سيكون لتقاسم الممارسات الفضلى بين الدول العربية نصيب وافر من جدول أعمالكم اليوم، من خلال النظر في تجارب الدول الأعضاء في مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، واستعراض خطط بعض الدول في هذا المجال، تجسيدا للاهتمام الكبير الذي يوليه مجلس وزراء الداخلية العرب لتبادل التجارب بين أجهزة الأمن العربية، بما يعزز الاستفادة المتبادلة.. وعلى عادتكم أيضا ستعملون على مواكبة التطورات الإقليمية والدولية من خلال النظر في المستجدات الدولية في مجال المخدرات من حيث مراكز الإنتاج وأنماط الاستهلاك وأساليب التهريب وطرق المكافحة والتصدي، الذي سيمكِّن من الاطلاع على الاتجاهات المستجدة في كل هذه المجالات، مما يسهم في مواجهة انعكاساتها على دولنا العربية.. وسيكون البند المتعلق بنتائج اللقاءات العربية والدولية في مجال مكافحة المخدرات مناسبة للاطلاع على مخرجات هذه اللقاءات وعلى مواقف الدول الأعضاء منها».