أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيَّاد، أن القضية الفلسطينية لم ولن تغب عن ضمائر أحرار العالم عامة، والمصريين والأزهر الشريف بجميع منتسبيه خاصة، فالقضية الفلسطينية ترتبط بدين وشرع وكرامة وعزة.
وقال عياد - خلال الندوة الشهرية لمجلة الأزهر التي عقدها مجمع البحوث الإسلامية تحت عنوان: (الصمود الفلسطيني في مواجهة البطش الإسرائيلي ودور الأزهر الشريف في دعم القضية) - إن المتتبع للتاريخ الإنساني يدرك أنه منذ اللحظة الأولى وكان للأزهر الشريف بقيادة علمائه عبر عصور مختلفة الحظ الأوفر والنصيب الأكبر في العمل على تبصير الناس بحقيقة هذه القضية، وأنها قضية إيمانية أخلاقية، ينحاز فيها الحق إلى المستضعف.
وأوضح أن هذه الأفعال تؤكد على غطرسة المحتل وبطشه وغدره، وأننا لم نسمع دويًا أو صوتًا إلا لبلدنا حفظها الله، ثم لأزهرنا الشريف من خلال إمامه الأكبر، وهذه البيانات المتعددة، التي تؤكد على أن وعد الله آت لا محالة.
وأوضح الأمين العام أن الواقع الذي نحياه يؤكد على أن الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر لم ولن ينفك عن هذه القضية، لأنها ليست قضية ثانوية، لكنها قضية متجذرة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يدافع عن عرضه ودينه وماله وعقله وأرضه، ولا ينكر أحد أن الشرائع السماوية من لدن أبينا آدم إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم- اتفقت على حفظ هذه الكليات الخمس.
وأضاف أن هذه الأحداث بما فيها من ألم شديد وواقع أليم؛ إلا أنها أحيت هذه القضية في قلوب شباب الأمة خاصة وقلوب الأمة عامة، وخير دليل على ذلك ما نشاهده في الجامعات وفي دول عدة تهتف بهذه القضية، مما يؤكد على أن النصر قريب وأن القدس عائدة لا محالة وأن ما يبذل من الأزهر الشريف ما هو إلا تذكير بسابق، وتأكيد لحاضر واستعداد لمستقبل.
ورأى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أننا نعيش في عالم متباين الاتجاهات، مختلف الوجهات، مما ينبئ عن أن هذا العالم لا قوام له ولا مخرج له من مغبة ما هو فيه إلا باللجوء إلى الوحي الإلهي ممثلًا في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، خصوصًا وأن هذا الوحي جاء بنظرة عادلة متكاملة موضوعية لا يفرق فيها بين إنسان وآخر أو بين أمة وأخرى إلا بمقاييس صدرت عن الله - تبارك وتعالى - الذي خلق الخلق وهو أعلم به.
وأشار إلى أن الله - تعالى - أودع من خلال وحيه موازين الحق والعدل التي تقود البشرية إلى الحق، وتمنع من الانزلاق بها إلى الخطأ والخطيئة، ولا خطأ أعظم جرمًا من هذا الواقع الذي نحياه، والذي يشهد على أن الضمائر الإنسانية قد ماتت، نتيجة هذا العدوان الغاشم الذي لا يرعى حرمة للإنسانية، وأن الواقع الذي نحياه يشهد نفاقًا سياسيًا يدل على أن العالم لا يعرف إلا لغة القوة، وينظر بمناظير مختلفة قوامها المصلحة.