مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة، اليوم الثامن والعشرين، تتفاقم أزمات المنظومة الصحية يومًا عن الآخر حتى باتت اليوم عاجزة عن تقديم أقل الخدمات، فيما استمر العدوان في ارتكاب مجازره وآخرها اليوم قصف بوابة مجمع الشفاء الطبي في غرب غزة ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، مع استهداف قافلة سيارات إسعاف كانت متجهة لمعبر رفح.
العدوان على غزة
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائمه في حق المدنيين العزل فى قطاع غزة، فعلى مدار الساعات الماضية، ارتكب 16 مجزرة راح ضحيتها 196 شهيداً.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 من أكتوبر الماضي إلى 9257 شهيداً منهم 3826 طفلاً و2405 سيدة إضافة إلى إصابة 23516 بجراح مختلفة.
أضف إلى ذلك، تلقي وزارة الصحة في غزة 2100 بلاغاً عن مفقودين تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي لجآ إلى تشغيل المولدات الثانوية بعد المولدات الكهربائية الرئيسية.
وأوضحت الصحة في بيانها اليومي، أن توقف الكهرباء عن أقسام المبيت سيؤثر على قدرة الطواقم الطبية على مراقبة العلامات الحيوية للحالات المنومة وتقديم التدخلات الطبية لها في الوقت المناسب مما سيكون له تداعيات خطيرة على حياة الجرحى والمرضى.
قصف بوابة مجمع الشفاء
واستهدفت غارات إسرائيلية بوابة مجمع الشفاء الطبي ومحيط مستشفيي القدس والإندونيسي، ما أسفر عن بارتقاء 15 شهيدا وإصابة العشرات في قصف بوابة مجمع الشفاء الطبي، وسقوط العشرات من الجرحى، بينهم مرضى وعائلاتهم وطواقم إسعاف ونازحين لجأوا إلى المستشفى وساحاته بعد قصف منازلهم وبحثا عن مكان أكثر أمنا.
وقالت وزارة الصحة في غزة "أبلغنا الصليب الأحمر بتحرك قافلة الجرحى عبر سيارات الإسعاف من مشفى الشفاء لكن الاحتلال استهدف القافلة في أكثر من موقع".
فيما أعلن مروان السلطان، المدير الطبي لمستشفى الإندونيسي، انهيار كامل في المنظومة الصحية بالمستشفى لنفاد الوقود، وقال: «أجرينا عمليات جراحية على الأرض بسبب نقص إمكانياتنا، مشيرا إلى أن 40 % من الشهداء والمصابين بالقصف الإسرائيلي أطفال»، مضيفا: «استقبلنا ما يزيد عن 50 بين شهيد وجريح في القصف الإسرائيلي الأخير».
ولفت إلى إن المولد الرئيسي للمستشفى توقف قبل 48 ساعة، كما توقف العديد من الخدمات في المستشفى.
وبحسب المصادر المحلية الفلسطينية، يتواجد في مجمع الشفاء الطبي أكثر من 40 ألف نازح، بالإضافة إلى الطواقم الطبية والجرحى وذويهم.
استهداف قافلة مركبات إسعاف في طريقهم لمعبر رفح
وبالتزامن مع قصف مدخل مجمع الشفاء الطبي، استهدف طيران الاحتلال ومدفعيته قافلة مركبات إسعاف تقل جرحى، بعد انطلاقها من المجمع باتجاه معبر رفح في جنوب القطاع، بهدف نقلهم لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.
وفي وقت سابق اليوم.. ذكرت إدارة مُستشفيات غزة، أنها طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بمرافقة القافلة، كما جرى التنسيق لمرور القافلة دون أي استهداف من الاحتلال، ورغم ذلك تم استهدافها دون أي اعتبار للقوانين الدولية التي تؤكد ضرورة حماية المستشفيات والطواقم الطبية والإسعاف حتى خلال الحروب.
كما قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي، محيط مستشفى القدس في منطقة تل الهوى جنوب غرب غزة، ومحيط مستشفى الأندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وطالبت كافة المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لتزويد مجمع الشفاء الطبي ومستشفى الأندونيسي بالوقود قبل حدوث كارثة محققة.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن إسرائيل أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة بما يعادل قنبلتين نوويتين.
وذكرفي البيان اعتراف جيش الإحتلال الإسرائيلي، بأن طائراته استهدفت أكثر من 12 ألف هدف في قطاع غزة، مع حصيلة قياسية من القنابل بحيث تتجاوز حصة كل فرد 10 كيلوغرامات من المتفجرات.
وقال المرصد الأورومتوسطي إن إسرائيل تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية ضخمة بعضها يبدأ من 150 كيلوغراما إلى ألف كيلوغرام، كما تم توثيق استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دوليا في هجماتها على غزة، ولا سيما القنابل العنقودية والفسفورية التي هي عبارة عن مادة سامة شمعية تتفاعل مع الأكسجين بسرعة وتتسبب بحروق بالغة من الدرجة الثانية والثالثة.
ودعا المرصد إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في حجم المتفجرات وفي الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك بما يشمل من أصدر الأوامر وخطط ونفذ، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق العدالة للضحايا الفلسطينيين.
الأوضاع في الضفة الغربية
وفي الضفة، وللجمعة الرابعة على التوالي، فرضت الشرطة الإسرائيلية قيوداً مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة لأداء صلاة الجمعة.
واضطر مئات الفلسطينيين لأداء صلاة الجمعة بالشوارع القريبة من البلدة القديمة في القدس الشرقية بعد أن منعتهم الشرطة الإسرائيلية من الوصول الى المسجد الأقصى لأداء الصلاة.
وواصل جيش الإحتلال تكثيف غاراته على القطاع، وخلف القصف الإسرائيلي على وسط قطاع غزة دماراً هائلاً في المكان والمنازل المحيطة.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري إن 338 جندياً وضابطاً إسرائيلياً قتلوا خلال حرب الاحتلال على المقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي آخر التطورات الميدانية، سقط العشرات من الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مساء اليوم الجمعة مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة.