الجمعة 3 مايو 2024

دموع شعب تخاطب العالم من ينقذ دماء الأبرياء؟

صورة أرشيفية

3-11-2023 | 21:18

إعداد: وليد محسن - محمد رجب
بكاء وخوف.. صرخات مؤلمة.. دماء تسيل على الأرض المدمرة وتغطى الوجوه البريئة.. دموع لا تتوقف.. رعب يسيطر على القلوب.. عيون تترقب الموت بين لحظة وأخرى، بطون فارغة بعدما أصبح ما يُتاح من مساعدات لا يكفى ما يحتاجه هؤلاء المحاصرون باحتلال بغيض، وقتلة لا يراعون براءة، ولا يمتلكون ضميرًا، بل يعشقون الدماء، ويبحثون عن الانتقام، ويمارسون العقاب الجماعى بكل وحشية، فلا رحمة بالأطفال ولا مراعاة للإنسانية ولا ترفق بالنساء والعجائز والمرضى، الكل بالنسبة لهم هدف، والموت الفلسطينى غاية يسعون إليها، من أجل إبادته أو إكراهه على الرحيل عن أرضه، فأبناء فلسطين الصامدون أصبحوا بين أمرين.. الموت أو الرحيل قسرًا. هكذا هى الصورة المؤسفة لفلسطين الحزينة فى ظل إجرام إسرائيلى وصمت عالمى مريب، كل وجه من وجوه الأطفال الفلسطينيين الأبرياء من جنين إلى المعمدانى وصولا إلى جباليا، يكفى ليبكى العالم كله ويدمى القلوب ويحرك الضمائر الميتة، لكن الواضح أن تلك الضمائر لم تمُت بل غُيّبت عمدًا، والقلوب وُضعت عليها أقفال من صخر بلا مشاعر، فلم يعد قادة الغرب يتأثرون بالمعاناة التى يعيشها شعب أعزل لا ذنب له، إلا أنه كُتب عليه احتلال مدعوم وجيش غاصب مسلح بكل أنواع أسلحة القتل والدمار. لا يخشى حسابًا، ولا يأبه بنداءات إنسانية، ولا يرتدع بتحذيرات، بل يسير فى طريقه الملوث بدماء المظلومين. تسعى دول ومنظمات كى توقف المجزرة، تتحرك مظاهرات بالآلاف فى عواصم العديد من الدول كى تناشد القتلة أن يكفوا عن إجرامهم، تصدر الأمم المتحدة قرارها بهدنة إنسانية كى يستريح المحاصرون ولو قليلا، وتجد المساعدات الإغاثية طريقها إليهم لتنقذ بعضهم من الموت المحقق، لكن كل هذا بلا فائدة، فالمجرم صمّ أذنيه، وداعموه حصّنوه ضد كل ما يمكن أن يوقفه عن طريقه المشئوم، فلا أحد يملك أن يمنعه، لا قانون دولى ولا مواثيق ولا عدالة ولا محكمة جنائية، فقد دهس كل هذا فى طريقه، أسقطه بصواريخه الذكية والارتجاجية والتدميرية، فإسرائيل المحمية أمريكيا ومدعومة غربياً بشكل سافر، فوق الحساب، وأهم من المبادئ وأعلى من القوانين، بل من أجلها وُضعت القوانين الدولية، ولحمايتها تعدلت المواثيق، وفى سبيل تمكينها اخترقت المعاهدات. إلى أين تسير إسرائيل بهذا العالم؟، هل تريدها أرضًا محروقة وشعبًا مشردًا؟، هل ما زال لدى قادة العالم الغربى ذرة من عقل يمكن أن يعيد إليهم صوابهم فى لحظة ليوقفوا هذه المهزلة؟، لقد طفح الكيل، ولم يعد هناك مجال للصبر والتحمل، لا بدّ من وقفة أو ليتغير العالم كله، لنبحث عن عالم جديد يسقط المتغطرسين، ويعيد الأمل فى الإنسانية مجددا.