مع دخول الحرب في غزة يومها التاسع والعشرين، لا تزال الأحداث هناك تسيطر على كبار كتاب صحيفتي "الأهرام" و"الجمهورية" الصادرة اليوم /السبت/.
ففي عموده (حكاية فكرة) بصحيفة (الأهرام).. قال الكاتب أسامة سرايا إن استقالة كريج مخيبر مدير مكتب نيوريوك للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، كان حدثا مميزا، وفريدا في سبيل تحقيق العدالة في هذا العالم بعد 35 عاما قضاها في الحركة الدولية (منها 25 عاما بالأمم المتحدة في مناصب رفيعة بجنيف ونيويورك)، وكاشفة إلى حد كبير للازدواجية التي تعامل بها الغرب مع حالة حقوق الإنسان في قطاع غزة.
وأضاف الكاتب - في مقاله بعنوان (هذا الرجل أثلج صدري) - أن صيغة استقالة كريج ستظل علامة بارزة على العدوان الإسرائيلي على غزة الذي وصفه بأنه حالة إبادة جماعية نموذجية، وكانت رسالته توثيقا لما يحدث في غزة منذ شهر، ولما يحدث للأطفال، والنساء، وحرمان الملايين من المياه، والغذاء، والدواء، والعلاج، وتركهم نهبا للعدوان، والمرض.
وتابع: "أن في رسالة بتاريخ 28 أكتوبر الماضي إلى المفوض السامي للأمم المتحدة فولكر تورك، وصف الخبير كريج الوضع في غزة قائلا "إننا نعيش حالة إبادة جماعية نموذجية.. لقد دخل المشروع الاستعماري الاستيطاني الأوروبي القومي العرقي في فلسطين مرحلته النهائية نحو التدمير السريع لآخر بقايا الحياة الفلسطينية الأصلية".
وأكد الكاتب أن هذا الرجل صادق وأمين في مهنته، وأثلج صدري، فتحية تقدير له، ولمن هم مثله في صدقه ورؤيته الثاقبة.
وفي عموده (من آن لآخر) بصحيفة (الجمهورية).. قال الكاتب عبد الرازق توفيق إننا أمام لحظات كاشفة وحقائق راسخة.. أفرزتها الأزمة الراهنة والأحداث المتصاعدة.. وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على سكان غزة ومحاولاته لإجبارهم على مغادرة وإخلاء القطاع في تنفيذ لمخطط التهجير ودفعهم إلى الأراضي المصرية في محاولة يائسة لتحقيق مخطط التوطين في سيناء.
وأضاف الكاتب - في مقاله بعنوان (الصورة الكاملة) - أن هناك وجه آخر للأزمة الراهنة والمحنة والتصعيد العسكري والهمجية الصهيونية انها أتاحت لنا أن نعرف الحقيقة ونتعرف على المؤامرات والمخططات ورعاتها وداعميها .. لذلك على كل مواطن مصري أن يربط بين ما كان يجرى خلال السنوات الماضية.. والأحداث والأزمة الراهنة فهناك رابط قوي بينهما، إنها فرصة ذهبية لتخرج بعشرات الحقائق، وتستطيع أن تصل للوعي الحقيقي، وتتضح أمامك الصورة كاملة.
وتابع الكاتب: "الآن عرفت لماذا كان الرئيس السيسي يسابق الزمن ويعمل على مدار الساعة، ويبني القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة، وامتلاك القوة الرشيدة؛ لأنه أراد أن يصل بك إلى كامل الثقة والاطمئنان.. فأنت أمام قائد حكيم أمين، لم ولن يغامر بهذا الوطن، والقوة والقدرة التي بناها على مدار السنوات الماضية لن تدافع إلا عن أمن مصر القومي وسيادتها ومكتسباتها ومقدراتها.