الأربعاء 15 مايو 2024

مصر تجدد موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة

الرئيس السيسي

أخبار5-11-2023 | 17:34

جددت مصر موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضيها، وفي أول تعليق رسمي على "وثيقة مسربة" من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية بشأن استيطان الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، وصف وزير الخارجية المصري سامح شكري الوثيقة بأنها “سخيفة”.

في هذه الأثناء تتواصل التعبئة الإعلامية عبر منصات التواصل الاجتماعي رفضًا للإجراءات الإسرائيلية ضد السكان في غزة لدفعهم إلى الفرار نحو سيناء، وسط حديث عن “حملات” ضد القاهرة بسبب رفض السلطات المصريه تصفية القضية الفلسطينية والقبول بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وذلك بحسب تقرير للكاتب الصحفي ديفيد سادلر، والذي نشر في صحيفة صدى العالم البريطانية.

من جانبه، قال شكري في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأمريكية، إن الوثيقه المسربة من وزاره الاستخبارات الاسرائيلية وتقترح بنقل ملايين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء في مصر “اقتراح سخيف”.

وأكد شكري أنه لم يتحدث مع إسرائيل بشأن الخطة، مضيفا: “لا أعتقد أننا سنتحدث مع إسرائيل أو أي دولة أخرى تطرح مثل هذا الاقتراح (السخيف)”. وذكر أن "الدول ذات سيادة ومحددة بشكل جيد بحدودها وسكانها. وأن قضية النزوح في حد ذاتها لا تتفق مع القانون الدولي الإنساني. لذلك لا أعتقد أن أحدا سوف يقوم بنشاط غير قانوني."

الوثيقه الإسرائيلية

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت وثيقة منسوبة إلى وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، صدرت في 13 أكتوبر الجاري وتقترح الوثيقة التي قلل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من أهميتها نقل السكان المدنيين في غزة إلى شمال سيناء، بدعوى أن مثل هذه الخطة "ستكون الأفضل لأمن إسرائيل على المدى الطويل".

يذكر ان مصر رفضت في عدة مناسبات أي جهود لتهجير الفلسطينيين قسراً إلى الأراضي المصرية.  

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي مراراً على أن مصر "لم ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار"، مشدداً على أن حماية الأمن القومي لبلاده «لا مساس بها»، وأن «مصر دولة قويه لا يمكن مسها».

أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن امتنانه للدور الذي لعبته مصر في تسهيل آلية

خروج المواطنين الأمريكيين وغيرهم من الرعايا الأجانب من غزة، مؤكدا في تغريدة له (الجمعة) أن "نحن  نركز بقوة على حل الدولتين ونرفض النقل القسري للفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة ."

وهذه هي المرة الثانية التي تعبر فيها الإدارة الأمريكية عن موقف رافض لتهجير الفلسطينيين. وسبق أن ناقش الرئيس الامريكي جو بايدن، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي في 29 أكتوبرالماضي، "أهمية حماية أرواح المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي، وضمان عدم طرد الفلسطينيين خارج اراضيهم و النزوح إلى مصر أو أي دولة أخرى", بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

وأكد الرئيس الأمريكي، خلال الاتصال “رفض الولايات المتحدة تهجير الفلسطينيين خارج أراضيها",بحسب بيان للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.

التفاعل الاجتماعي

ومازالت المخاوف من تصعيد الهجمات الإسرائيلية على غزة ودفع سكان القطاع إلى النزوح الجماعي نحوالأراضي المصرية  تثير التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، كما تحظى باهتمام كبير في وسائل الإعلام المصرية التي تخصص مساحه بارزة في تغطيتها لتأكيد الموقف المصري رسميا وشعبيا من رفض أي  إجراءات لتهجير سكان قطاع غزة.

تحدث الكاتب والبرلماني المصري مصطفى بكري (الجمعة) عن سبب ما أسماه "بـالحملات والحروب الاقتصادية" التي تشن ضد الرئيس المصري. وفي تدوينة  له على حسابه الرسمي على منصه “X” (تويتر سابقا)، عزا بكري هذه الحملات إلى "رفضه تصفية القضية الفلسطينية والقبول بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء". وأضاف بكري: "الخطة كبيرة وعناصرها في الداخل والخارج"، مؤكداً  أن "خيارنا الوحيد هو دعم القيادة السياسية وموقفها الرافض للتهجير وتصفية القضية".

وأشادت مشاركات أخرى لمواطنين مصريين بموقف وزير الخارجية المصري تجاه " وثيقة الاستخبارات الإسرائيلية", مشيدة بحكمة تعامل مصر مع الموقف وقدرتها على إدارة الأزمة.

مشاريع إسرائيلية

من جانبه، أشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفيرة رخا أحمد حسن، إلى أن وصف وزير الخارجية المصري للوثيقة الإسرائيلية بشأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بالمهزلة "يأتي اعترافا بحالة الإرباك التي تعاني منها الحكومة الإسرائيلية حاليا"، لافتا إلى أن "السلطات الإسرائيلية ليس لديها رؤية  واضحة بشأن ما تريد بعد انتهاء الحرب"، وتلك الأصوات التي تنادي بنزوح الفلسطينيين إلى مصر هو جزء من حالة الارتباك الإسرائيلية بعد الصدمة الشديدة  التي أعقبت ٧ أكتوبر الماضي.

أوضحت حسن أن "الإدارة الأمريكية نفسها ومن خلال المسئولين الموجودين حالياً في تل أبيب ليس لديها رؤية للمرحلة المقبلة لإنهاء الحرب"، مشيرة إلى أن الموقف المصري الرافض لمشاريع إنهاء الحرب.