قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين الشقيقة كيان غاصب وعنصري، لا يراعي حرمةً للإنسانية ويمارس إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، ويعتدي بشكل وحشي على حق الشعب الفلسطيني وحريته، بما ينافي ويعادي مبعث الرسل والأنبياء -وفي مقدمتهم سيدنا موسى عليه السلام- الذين أرسلوا بالأديان حتى تكون نبراسًا يضيء للناس طريق السلام والعدل والهدى والرحمة والنجاة.
وأكد فضيلة الدكتور سلامة داود خلال الكلمة الافتتاحية بالملتقى الفقهي الرابع لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بعنوان: «هيئات ومؤسسات الفتوى ودورها في دعم القضية الفلسطينية»، أنَّ للأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، دور كبير في نصرة الشعب الفلسطيني وتبصير الناس بالقضية الفلسطينية، وهناك مواقف راسخة للأزهر تؤكد أن فلسطين أرض مقدسة وحق عربي أصيل للإسلام والمسلمين، وأن للشعب الفلسطيني حق في الدفاع عن أرضه والتصدي لمحاولات المحتل الغاشم لطمس الهوية العربية والإسلامية.
وشدد على أنَّ المسؤولية الملقاة على عاتق مؤسسات الفتوى ورجالهم كبيرة في توضيح وشرح أهمية وبيان الحقائق المتعلقة بالقضية الفلسطينية؛ خاصة الفتاوى الدينية اليهودية التي تبيح قتل العرب وتوجب على اليهودي قتل الأطفال والشيوخ، معتبرًا أن هذه الفتاوى اليهودية المتطرفة، والفتاوى الدينية الداعمة للكيان الصهيوني بهذه التوجهات المتطرفة؛ هي فتاوى تتنافى مع مبادئ الأديان التي نادت بالخير والتعايش والمحبة والسلام وما هي إلا (معابد داعشيَّة) ترتدي ثوب الدين، ويتحتَّم على علماء المؤسسات الدينية ودعاة التسامح في العالم فضح وتفكيك هذا التطرف والشذوذ.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر أنَّ مركز الأزهر للفتوى يقوم بدور كبير في تفنيد الفتاوى الشاذة عن طبيعة وفطرة الأديان دعمًا للقضية الفلسطينية، فأصدر المركز منذ نشأته وحتى يومنا هذا العديد من البيانات التاريخية التي تكشف زيف الادعاءات الصهيونية، وتؤكد حقوق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه، واستحدث المركز مؤخرا قسمًا خاصًّا للغة العبرية، كما أطلق العديد من المبادرات وحملات التوعية التي تعمل على نشر الوعي بالحق الفلسطيني، بالإضافة إلى مشاركته في الكثير من حملات الدعم والإغاثة، كحملة التبرع بالدم لإغاثة المصابين في قطاع غزة، وفي تعزيز ودعم موقف الدولة المصرية من سيناء الحبيبة، أطلق المركز حملته «سيناء.. أرضٌ مقدَّسة»، وقام بالعديد من القوافل والجولات في جامعتها ومعاهدها ومدارسها مقدمًا عددًا من البرامج التوعوية بيَّن فيها قيمة سيناء كأرض مقدسة مباركة لها منزلة عظيمة في الإسلام.
واختتم كلمته بأن الاحتلالات لا تدوم، وعاجلًا أم آجلًا سيُطرد هذا الإجرام الصهيوني من الشرق، وستعود فلسطين قريبًا إلى أهلها حُرَّةً عزيزةً ودولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وسيأتي يوم قريب نجول فيها أرضَ فلسطين العربية الحرَّة، بأمنٍ وسلامٍ من شمالها لجنوبها، ومن شرقها لغربها.