حيــــاة كريمــــة عبقريـة الزمـان والمكان
صورة أرشيفية
على مدى التاريخ الحديث، شهدت مصر الكثير من المشروعات الحيوية والضرورية.
وعلى مدى التاريخ الحديث، أصبحت تمتلك مصر بنية أساسية قوية، أُضيف لها فى السنوات الثمانى منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الكثير الذى غير شكل مصر وخريطتها، سواء من البنية الأساسية أو المشروعات القومية التى جعلت من مصر دولة قوية تحقق الرفاهية لشعبها بتلك المشروعات، فضلًا عن تهيئة مصر لجذب الاستثمارات المحلية والعالمية.
ورغم كل ذلك، الذى لا ينكره أحد مهما كانت مكانته سواء من الأصدقاء أو الأعداء، فإن لمشروع «حياة كريمة» مكانة خاصة لدى كل المصريين، بما فى ذلك سكان الحضر والمدن، فهو كما يقولون فعلًا درة المشروعات القومية، بل درة مشروعات العصر الحديث.
مشروع «حياة كريمة» الذى يهدف إلى تحقيق أكبر وأهم عملية تطوير وتحديث، ليس فى تاريخ الريف المصرى فقط، وإنما فى تاريخ مصر، بل وفى تاريخ كافة دول العالم.
نعم لا ننكر مكانة الريف فى العديد من دول العالم مثل الريف الأوروبى أو الريف الأمريكي، والذى تم بناؤه عبر مئات السنين، لكن لم يشهد العالم، أو أى دولة متقدمة تنفيذ مشروع بهذا الحجم لتطوير وتحديث أكثر من 4500 قرية وأكثر من 28 ألف تابع «نجع» يقطنها نحو 58 مليون نسمة.
لم يحدث، ولكن مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فعلتها، فى أهم مشروع قومى تاريخى، بدأت المرحلة الأولى منه فى نحو 1750 قرية، وأوشكت على الانتهاء.
فعلها الرئيس السيسى فى أهم مشروع قومى تاريخى لتطوير وتحديث الريف المصري، الذى سوف ينعم بكل الخدمات التى تتمتع بها كبرى المدن المصرية.
لم تقف الخدمات التى تصل لأكثر من 4500 قرية على الكهرباء والمياه فقط، ولكن نشهد ما هو أكثر من ذلك، وصول الغاز والإنترنت ومجمعات خدمات شاملة تجعل أبناء القرية ليسوا فى حاجة إلى مغادرتها للحصول على الخدمات.
رأيت فى إحدى القرى التى تدخل ضمن مشروع «حياة كريمة» كيف ستنعم بالصرف الصحى، حيث سوف يصل الصرف الصحى إلى أكثر من 4500 قرية، فى سابقة لم تحدث فى أى دولة على مستوى العالم.
رأيت الغاز الطبيعى فى منازل القرية، حيث سيصل الغاز الطبيعى إلى أكثر من 4500 قرية، فى سابقة لم ولن تحدث أيضًا على مستوى العالم، سواء فى الماضى أو الحاضر أو حتى المستقبل، أن يصل الغاز الطبيعى إلى منازل كل القرى المصرية.
المؤكد أن مشروع «حياة كريمة» سوف يحقق ما هو أكثر من ذلك إلى تطوير نظم الاتصالات وتوصيل الإنترنت إلى القرى المصرية، فى سابقة تاريخية سوف تؤدى إلى إحداث أكبر نقلة معلوماتية إلى القرى المصرية، وجعلها قرى تنافس المدن العصرية فى خدماتها، وهذه ليست مبالغة، بل رصد لواقع يحدث فى تلك القرى.
فى مشروع «حياة كريمة» سوف يكون فى كل قرية مكتبة ثقافية، لنشر الثقافة بين أهل القرى، خاصة الأطفال.
فى مشروع «حياة كريمة» سوف يتم تطوير مدارس ومستشفيات أكثر من 4500 قرية وأكثر من 28 ألف تابع «نجع»
فى مشروع «حياة كريمة» سوف يتم رصف كافة الشوارع الواقعة فى القرى، وسوف يتم إعداد الشوارع والحارات الضيقة، ببلاط «الإنترلوك».
ليس هذا فقط، بل سوف يتم رصف كل الطرق المؤدية للقرى سواء بين القرى وبعضها، أو بين القرى والمدن والمراكز التى تتبعها.
فى مشروع «حياة كريمة» سوف يتم تحديث وتطوير وسائل الانتقال والمواصلات.
فى مشروع «حياة كريمة» سوف نشهد حياة جديدة لأكثر من 58 مليون مصرى حياة يحصلون فيها على خدماتهم بكرامة.
بما فى ذلك ما تقدمه مؤسسسة حياة كريمة من مساعدات ودعم مستمر لابناء تلك القرى لتخفيف أعباء المعيشة عنهم.
مشروع يؤدى إلى تطوير كافة مناحى الحياة فى تلك القرى، ويقود الريف المصرى إلى مرحلة اقتصادية متقدمة، سواء على مستوى التصنيع الزراعى أو الصناعات الصغيرة، ويؤدى إلى خلق فرص عمل جديدة.
مشروع «حياة كريمة» بهذه الصورة فرصة ذهبية أمام كافة الشركات المصرية والصناعة المحلية، لتزيد المكون المحلى وتعميق التصنيع المحلى فى كافة المستلزمات التى تحتاجها المشروعات المختلفة التى يتم تنفيذها فى القرى المصرية.
فرصة ذهبية لكى تنضم الصناعة المصرية وتفوز المصانع المحلية بتوريدات المشروع الذى رصدت له الدولة نحو 700 مليار جنيه، وربما تقفز إلى تريليون جنيه بعد الزيادات الأخيرة فى تكاليف الإنتاج وأسعارها، بعد تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، وزيادة سعر الدولار أمام الجنيه المصري.
إذن ما يقرب من تريليون جنيه مخطط أن يتم إنفاقها على عملية تطوير القرى، خلال ثلاث سنوات، لكنى أرى أنه من الممكن زيادة تلك الفترة نسبيًا، ارتباطًا بالمتغيرات العالمية الحرب الروسية الأوكرانية إلا إذا قررت الشركات المصرية الاعتمادات على المكون المحلى فى التوريدات لمشروع «حياة كريمة».
وقد سبق أن دعا الرئيس السيسى الشركات المصرية لاستغلال تلك الفرصة الذهبية، لكى تفوز بتوريدات المواد المطلوبة فى المشروع اعتمادًا على المكونات المحلية.
ورغم أن المرحلة الأولى أوشكت على الانتهاء، فإن زيادة المكون المحلى بمعرفة الشركات المحلية، سوف يعطى قوة للصناعة المصرية فى زيادة الإنتاج، ومن ثم خلق فرص عمل جديدة، فضلًا عن أعمال تنفيذ المشروعات فى كافة مجالات المشروع فى كافة القرى، قد أدى إلى إيجاد الآلاف من فرص العمل الجديدة، وإلى إنعاش النشاط الاقتصادى فى القرى المصرية.
ومن ثم فإننى أثمن على تصريحات الرئيس السيسى الأخيرة، أثناء افتتاح موسم توريد القمح فى توشكى، على أهمية مشروع «حياة كريمة» بالنسبة للشعب المصرى ولنحو 58 مليون مصرى يسكنون أكثر من 4500 قرية وأكثر من 28 ألف تابع «نجع».
كما أتفق مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى أهمية استمرار مشروع «حياة كريمة» وكل المشروعات القومية فى إضافة الآلاف من فرص العمل الجديدة.
إزاء هذا، وإن كان مشروع «حياة كريمة» يتحدث عن نفسه، وي عطى أكثر وأهم الرسائل بقوة الجمهورية الجديدة على كافة المحاور، وبخاصة استمرار الدولة فى تنفيذ مشروعاتها بذات القوة الاقتصادية، رغم الأزمات العالمية.
ليس هذا فقط، بل إن مشروع «حياة كريمة» يؤكد حرص الرئيس السيسى، على أن تصل تنمية المشروعات إلى كل مكان فى مصر، وأن يقطف كل المصريين ثمار النمو، بحيث لا يعد حكرًا على فصيل دون فصيل، أو مدينة دون مدينة أو قرية دون قرية، أو نجع دون نجع.
فالكل فى الجمهورية الجديدة سواء لا تمييز ولا تفرقة.. الكل ينعم بثمار التنمية والمشروعات فى كل مكان، فى كل المحافظات فى كل المدن، فى كل القرى، فى كل النجوع.
مثلما يتم تنفيذ المشروعات فى العاصمة الإدارية الجديدة، وفى مدينة العلمين الجديدة يتم تنفيذ المشروعات بذات القوة من خلال مشروع «حياة كريمة» فى كل القرى المصرية.
فمثلما يتم تنفيذ المشروعات فى السويس وبورسعيد وطنطا والإسكندرية وأسوان على سبيل المثال، نجد أنه يتم تنفيذ المشروعات بذات القوة فى قرى كافة المحافظات فى صعيد مصر، وفى الوجه البحرى.
قمة العدل أن تشمل التنمية كافة أنحاء مصر المحروسة، وبقوة الجمهورية الجديدة، لم يعد الريف المصرى فى المؤخرة، بل أصبح يأتى فى المقدمة، ويتم توفير كافة الاعتمادات المالية لمشروع «حياة كريمة».
ومثل بقية المشروعات القومية التى يسير تنفيذها بمعدلات طبيعية، رغم الأزمات العالمية، نجد التنفيذ يتم بنفس المعدلات وربما أسرع فى مشروع «حياة كريمة» لكى يتم إنهاء المرحلة الأولى فى موعدها، ثم يبدأ تنفيذ المرحلة الثانية فى موعدها المحدد من قبل دون التأثر بالأزمات العالمية.
وهذا يعكس قوة الدولة المصرية، وأن الاقتصاد المصرى قادر على تجاوز تأثيرات الأزمات العالمية.
إننى أرى، ليس لأنى من أبناء الريف المصري، ولكنى بصفتى مواطنًا مصريًا، الأهمية الاستراتيجية لمشروع «حياة كريمة» فى تحقيق أهم أهداف الأمن القومى المصرى وتحقيق حقوق الإنسان فى أفضل صورها لنحو 58 مليون مصرى يسكنون القرى المصرية وتوابعها ألا وهى توفير سبل الحياة الكريمة لأهل القرى.
نعم قمة تحقيق الأمن القومى بالمساواة بين كل المصريين فى حقوق الإنسان، كأهم عناوين الجمهورية الجديدة.
إن ما يحدث فى الريف المصرى من خلال مشروع «حياة كريمة» لو كان الدكتور جمال حمدان مؤلف «شخصية مصر – عبقرية الزمان والمكان» بيننا الآن لكتب مؤلفًا خاصًا عن أهمية مشروع «حياة كريمة» كأحد مكونات شخصية مصر فى العصر الحديث.
وإن جاز لى أن استعين بعضًا من عنوان «شخصية مصر - عبقرية الزمان والمكان» فإننى سوف أقول مشروع «حياة كريمة» عبقرية جديدة فى مصرية جديدة فى الزمان والمكان.
حياة كريمة
عبقرية الزمان والمكان
الزمان.. فترة حكم الرئيس السيسى
المكان.. الريف المصرى الذى يشمل أكثر من ٤٥٠٠ قرية و ٢٨ ألف نجع
نعم.. من يتأمل ويحلل فى أهداف مشروع «حياة كريمة» وعلى أرض الواقع، لا يمكن إلا أن يصفه «بالعبقرى»، مثله فى ذلك مثل العديد من المشروعات القومية التى نفذها الرئيس خلال السنوات الثمانى من حكمه، والتى أجزم أن السنوات القادمة سوف ترى المزيد منها وبذات القوة التى تعبر عن الجمهورية الجديدة وتؤكد قدرة الاقتصاد المصرى على تجاوز آثار الأزمات العالمية ولو كره الكارهون.