السبت 23 نوفمبر 2024

المصور

العميد البطل محمود محمد أبوالمعاطى: العالم شهد لنا بالنصر

  • 7-11-2023 | 16:54

صورة أرشيفية

طباعة
  • حوار: منار عصام
شهدت ساحات القتال خلال حرب أكتوبر العديد من البطولات التى سطرها أبطال سلاح المدرعات المصرى خلال المعارك الشرسة التى شاركوا فيها ضد العدو الإسرائيلى، والذى كان متفوقا نوعيا فى اعتماده على دبابات حديثة الصنع، إلا أنهم استطاعوا تحقيق المستحيل وإظهار تفوق على أرض المعركة ضد دبابات العدو الحديثة. وفى الحوار التالى، يسرد العميد محمود محمد أبو المعاطى، أحد أبطال سلاح المدرعات، كواليس وتفاصيل أيام الحرب والنصر. حدثنا عن تفاصيل التحاقك بسلاح المدرعات ومشاركتك فى حرب السادس من أكتوبر؟ أنهيت دراستى فى الكلية الحربية ضمن صفوف الدفعة 59 حربية، دفعة الفريق عبدالمنعم رياض وذلك فى عام 1971، والتحقت فور تخرجى بصفوف الفرقة الرابعة المدرعة بإحدى كتائب المشاة، وقد كنا لا نملك رفاهية الوقت، فقد كنا نسابق الزمن للإعداد والتجهيز والتدريب على خوض حرب فى أقرب وقت لاسترداد وتحرير الأرض من العدو المحتل الإسرائيلى، فقد شهدت أيامى الأولى بالفرقة مراحل تدريب مركزة ومكثفة فى مختلف فروع وأقسام العلم العسكرى، فقد كنا نتدرب على كل ما هو ضرورى للحرب من الرماية واللياقة البدنية والمشروعات التكتيكية وعبور الموانع برمائيا باستخدام المركبات والمدرعات البرمائية فى منطقة الخطاطبة، إلى التدريب على اقتحام المواقع الدفاعية وتطهيرها. واستمرت وتيرة التدريب المستمر حتى شهر سبتمبر عام 1973 حيث عقد قائد الكتيبة مؤتمرا ليلا مع ضباط الكتيبة ليشرح فيه مهمة الفرقة الرابعة فى الهجوم على مواقع العدو بالضفة الشرقية من قناة السويس، وكذا المحاور المخصصة لنتحرك عليها وصولا إلى منطقة قناة السويس، إضافة إلى الكوبرى المخصص لنا للعبور من خلاله مانع قناة السويس للضفة الشرقية، وقد كانت تلك الليلة الأولى التى يطلعنا فيها قائد الكتيبة على مهامنا الهجومية تجاه الشرق، حيث كانت تدريباتنا ومهمتنا الأساسية طيلة الفترة السابقة هى حرمان وصد العدو من التقدم غربا، إلا أنى شعرت وتأكدت منذ هذه الليلة أن موعد الحرب اقترب، بعد أيام قليلة، كُلفت كقائد فصيلة مشاة ميكانيكى بتأمين إحدى قواعد الصواريخ بمنطقة وادى أبو طرح ضد أى أعمال عدائية أو تخريبية من المتوقع أن يقوم بها العدو، واستمرت مهمتى فى تأمين تلك القاعدة حتى صباح العاشر من أكتوبر 1973. تزامنًا مع مرور خمسين عاما على نصر أكتوبر العظيم، كيف يمكن أن تصف لنا أحداث ما جرى؟ فى السادس من أكتوبر العالم أجمع شهد لنا بالنصر وتحقيق المعجزة، وجاءت تلك الشهادة أيضا على لسان الإسرائيليين أنفسهم، فقد كان أول تعليق لموشيه ديان فى أعقاب الحرب «لا شيء اسمه لا يقهر»، وذلك بعدما استطعنا تحطيم أسطورتهم الزائفة بأن جيشهم لا يقهر فقد تشكل هذا الفكر لديهم بعد حرب 1967 وظنوا أنهم سيبقون فى سيناء إلى الأبد، بل وزعموا أيضا أن خط بارليف لا يمكن تحطيمه سوى باستخدام القنابل النووية، وتمكن جنودنا من إسقاطه باستخدام المياه فقط، فقد تمكنت القوات المسلحة المصرية من إعطاء درس لا ينسى لجيش الدفاع الإسرائيلى وقادته، ولا يزال هذا الدرس مسطرا بحروف من نور فى كافة الكتب والمجلدات العسكرية على مستوى العالم باسم الجندى المصرى العبقرى الذى استطاع أن يفاجئ ويعد ويستعد للحرب على مسافة لا تتجاوز عرض مانع قناة السويس وعلى مرئى ومسمع من القوات الإسرائيلية. هناك بعض المواقف التى لا تنساها عن حرب أكتوبر.. هل يمكن أن تذكر لنا بعضها؟ أذكر أنه فى يوم السادس من أكتوبر 1973 فى الثانية عشر ظهرا وأثناء تواجدى كقائد قوة تأمين قاعدة الصواريخ مرت علينا مركبة قتال يستقلها أحد الضباط برتبة الرائد وأخبرنى الآتى: «الطيران هيعدى الساعة 2، متبلغوش عنه، وإن شاء الله النهار ده بإذن الله هنبدأ الهجوم»، وتساءلت وقد كانت حماستى اتقدت «أكيد يافندم»، ليجيبنى «أكيد، والتزم بكافة إجراءاتك الوقائية بعد الطيران ما يعدى والجنود تلزم الحفر البرميلية»، ورغم مرور سنوات وسنوات على هذه المحادثة لا أزال أذكر نبرة صوت الرائد وهو يخبرنى بميعاد الهجوم وكأنها قيلت لى بالأمس القريب، وعلى الفور أصدرت أوامرى لجميع الجنود باتخاذ الحيطة والحذر والاستعداد الكامل، وظللت أحدق فى عقارب الساعة وأراقب دقاتها تارة ثم أراقب الضفة الشرقية تارة أخرى، وأنظر إلى السماء وأتطلع لأى طيران مصرى يقترب حتى دقت الثانية ظهرا، لأجد الموجة الأولى من الطيران المصرى المكلف بتنفيذ الضربة الجوية الأولى يعبر من فوق رءوسنا ويقتحم سيناء ويدك معاقل وحصون الإسرائيليين على طول القناة وكذا فى عمق سيناء، وتعالت أصوات الجنود فرحين من داخل حفرهم البرميلية «الله أكبر الله أكبر»، فى مشهد لا يمكن أن تصفه الكلمات، وبعد مرور 10 دقائق وجدنا طائرتنا تعود أدراجها بعد قذف أهدافها بدقة عالية ثم تبعتها بدقائق معدودة مجموعة من الطائرات الإسرائيلية التى لم تلبث فى سماء سيناء سوى بضع دقائق حتى استهدفت بصواريخنا المصرية التى كانت تترصد لطيران العدو، وبالفعل استطاعت قوات الدفاع الجوى فى ذلك الوقت تحييد سلاح الجو الإسرائيلى من المعركة، حتى صدرت الأوامر من القيادات الإسرائيلية بمنع اقتراب أى طائرة إسرائيلية من ساحة المعركة بمحيط قناة السويس، ما وفر لقواتنا البرية والمدرعة الغطاء اللازم للعبور واقتحام مانع قناة السويس المنيع تحت ستار قذائف المدفعية التى كانت أصوات مدافعها على طول الساحل الغربيى لقناة السويس تطرب أذاننا جميعا ومن موقعى سمعت صيحات التكبير لجنودنا الذين عبروا قناة السويس. وفى يوم العاشر من أكتوبر صدرت لى الأوامر بالعودة إلى منطقة تمركز الكتيبة فى منطقة الجفرا على مدق 12، وكنت أشعر بخجل من داخلى لكونى لم أكن ضمن صفوف القوات التى شاركت فى العبور لمانع قناة السويس، لكن القدر كان يخفى لى دورا كبيرا فى حماية الجبهة الغربية لقواتنا أثناء الحرب، وبقيت هناك حتى يوم السادس عشر من أكتوبر حيث بدأت الأخبار ترد إلينا حول عبور 7 دبابات إسرائيلية إلى غرب قناة السويس فصدرت الأوامر بتجهيز سرية الهاون للتحرك بمهمة صد وتدمير الدبابات التى اخترقت الجبهة وعبرت للغرب وبالفعل كنا على أهبة الاستعداد للتحرك والتعامل معها، إلا أن الأوامر صدرت لنا بعد ساعة بعدم التحرك لأن عدد الدبابات أكثر من 7 دبابات وعلينا انتظار أوامر جديدة. وفى يوم الثامن عشر صدرت لى الأوامر بالانضمام للعمل لصالح إحدى كتائب الدبابات المجاورة، وعلى الفور تحركت صوب الكتيبة لأجد أحد جنود المؤخرة يخبرنى أن الكتيبة قد صدرت لهم الأوامر بالتحرك منذ ساعات وتحركت مقتفيا أثر عجلات الجنزير لدبابات الكتيبة وكانت متجهة شمالا حتى أنضم إليهم بفصيلتى وخلال تحركى شمالا لمسافة 30 كم، كان هناك عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية تتحرك على مسافة أكبر من 5 كم من اتجاه الشرق من موقعى لكن فى اتجاه معاكس لاتجاه تقدمى وفور وصولى منطقة تمركز إحدى سرايا كتيبة الدبابات التى سأنضم عليها اتخذت موقعى وفق خطة نيران الكتيبة، وتفهمت مهمتى ضمن مهمة الكتيبة وفى تمام الساعة الثانية توجهت للنقيب حسين جاد الله قائد السرية واستطلعنا منطقة القناة لنجد رتل احتياجات إدارية للعدو متجهة نحونا وقد كنا أتممنا أعمال الإخفاء والتمويه للدبابات والقوات حتى لا يلاحظ العدو وجودنا وبمجرد دخول دبابات العدو لمرمى أسلحتنا ودباباتنا فتحنا النيران عليها واستطعنا تدمير 4 دبابات للعدو، وسرعان ما لاذ باقى أفراد العدو بالفرار، وعصر يوم 22 أكتوبر 1973 ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فقد كان لى دور فى المشاركة فى حماية مدن القناة من أن تصل إليها قوات الثغرة. باعتبارك أحد الأبطال الذين شاركوا فى معارك ثغرة الدفرسوار خلال حرب أكتوبر 1973.. كيف ترد على المزاعم الإعلامية الإسرائيلية التى تشير إلى تحقيق نصر عسكرى من خلال تلك الثغرة قلب موازين الحرب؟ لم يتمكن جيش الاحتلال الإسرائيلى من تحقيق هدفه السياسى من عملية الثغرة وهو الوصول إلى إحدى مدن القناة الثلاث، واحتلالها للترويج إعلاميا أمام الرأى العام الدولى بأن جيش الدفاع الإسرائيلى على بُعد كيلو متر من العاصمة القاهرة بل الأكثر من ذلك أن المعارك العسكرية التى دارت داخل الثغرة لم يتمكن الإسرائيليون من تحقيق أى نصر لهم على أرض الواقع، ولم تكن الثغرة وليدة الصدفة أو اللحظة بل كانت مخططة وتدرب عليها الجنود والضباط الإسرائيليون منذ عام 1968 للتحرك السريع صوب غرب القناة فى أى توقيت واحتلال شريط من السويس إلى بورسعيد عرضه 30 كم، ومن منا لا يعلم بعد مضى تلك المدة الكبيرة عن معركة المزرعة الصينية التى خاضتها كتيبة المقدم محمد حسين طنطاوى آنذاك، فبكل تأكيد فقد شهدت الكتائب الإسرائيلية خسائر فادحة حتى وقف إطلاق النار على يد 3 كتائب دبابات مصرية فى منطقة تحتاج إلى فرقتين كاملتين. حدثنا عن أبطال عاصرتهم خلال أيام الحرب ولحظات النصر؟ كان من ضمن جنود فصيلتى أثناء الحرب جندى اسمه رجب كامل أحمد من مركز طما بمحافظة الفيوم، والذى كان بحق من خير الجنود، فقد كان شجاعا مقداما لا يهاب الموت ويريد أن يقتص لزملائه ممن سقطوا شهداء خلال الحرب، فقد كان مميزا فى استخدام سلاح (آر بى جي)، لذلك كنت أعتمد عليه رفقة مجموعة من زملائه فى تشكيل أطقم قنص لدبابات العدو الإسرائيلى، فقد كان «رجب» من دقة إصابته ورمايته أطلق عليه لقب «جوكر الفصيلة»، وكنت أكلف الأطقم بمهمة التسلل ليلًا خارج الموقع الدفاعى لنا بمسافة تصل إلى 400 متر وذلك لقنص أى دبابات للعدو الإسرائيلى على مسافة كيلو متر من موقعنا فى ساعات الصباح الأولى وبالفعل تمكن «رجب» رفقة زملائه بالطاقم من حرمان العدو من عمل أى كمائن مدبرة لقواتنا بتدمير 5 مركبات نصف مجنزرة و5 دبابات فى 3 أيام، وهناك أيضا العميد أ.ح حسن نصار والذى أتشرف بأننا تخرجنا فى الكلية الحربية فى ذات الدفعة، فقد كان هو صاحب أول قدم تطأ موقع عيون موسى الشهير الذى أصبح مزارا سياحيا هذه الأيام على حالته منذ أن تركه الإسرائيليون كاملا وفروا هاربين، فقد كان ضابطا فاخرا تخرج فى الترتيب الأول فى الترتيب العام على الدفعة، وكان يتميز بشجاعة ومهارة فائقة فى التحرك بميدان القتال واستخدام السلاح، بل كان يقبل على الموت بصدر مفتوح لا يهاب أحدا، فقد كان ضابط استطلاع الكتيبة وأظهر شجاعة باسلة فى إتمام مهمة اللواء بالاستيلاء على منطقة رأس محمد شرق القناة بالتعاون مع قوات المظلات المصرية. بعد مرور 50 عاما.. كيف ترى العامل الأساسى الذى حقق لنا النصر؟ لا شك أن العقيدة القتالية للجندى المصرى كانت هى السبب الرئيسى والعامل الحاسم فى تحقيق النصر، فقد شكلت العقيدة القتالية للجندى المصرى التى كان شعارها «إما النصر أو الشهادة»، إرادة قوية فى نفوس كافة الجنود والضباط وضباط الصف والقادة، فقد كنا نأبى أن نعيش على أعقاب نكسة 1967 وكنا جميعا شعبا وجيشا نسعى لاسترداد كرامتنا ومحو عار الهزيمة التى لحقت بنا، وهناك سر ثانٍ فوجئ به العدو الإسرائيلى ولم يكن يضعه فى الحسبان، وهو مستوى القتال العالى للجندى المصرى الذى نتج عن جرعات تدريبية مكثفة على مختلف الأسلحة، فعلى سبيل المثال أظهر الجندى المصرى براعة واحترافية فى التعامل مع أنواع جديدة من المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات والتى كانت تستخدم لأول مرة فى ساحات القتال، وكانت كلمة السر فى تفوق أطقم قنص دبابات العدو المصرية أمثال «عبدالعاطى» وغيره من الأبطال الذين كبدوا العدو خسائر فادحة فى صفوف قواته المدرعة، فقد أيقن العدو الإسرائيلى أن هناك جنديا مصريا مختلفا عن الجندى المصرى الذى لم تتح له فرصة المواجهة مع العدو الغادر وأجبر على الانسحاب وقتها، هذا إضافة إلى الروح المعنوية العالية والثقة فى النصر التى تولدت فى نفس كل جندى يطمح فى هزيمة جيش محتل واسترداد شرف وعزة وكرامة راية القوات المسلحة المصرية مرة أخرى. هل يمكن أن تحدثنا عن دور الشعب المصرى خلال حرب أكتوبر؟ أوجه التحية للشعب المصرى من أصغر طفل وحتى أكبر شيخ فقد تحمل هذا الشعب خلال الفترة من نكسة 1967 وحتى تحقيق النصر فى أكتوبر 1973 الكثير فى سبيل الوصول للحظة النصر فقد كانت كافة إمكانيات الدولة موجهة لصالح المجهود الحربى، وكذا يجب أن أؤدي التحية لكل أم مصرية قدمت بطلا شهيدا خلال حرب أكتوبر 1973 فقد كان الشعب المصرى ولا يزال نعم السند لجيشه على مر العصور. الجمهورية الجديدة واحتفالات الذكرى الخمسين على نصر أكتوبر كيف ترى هذه المصادفة؟ تمكنت القوات المسلحة المصرية من النجاح وتحقيق العبور الأول خلال حرب السادس من أكتوبر 1973 واقتحام مانع قناة السويس المنيع وكسر شوكة العدو المحتل واسترداد الأرض، وها هى القوات المسلحة بالتزامن مع احتفالات مصر باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر العظيم تتم عبورها الثانى بالانتقال صوب الجمهورية الجديدة التى كان يحلم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى تمكن من تحقيق هذا الحلم بمشاركة يد البناء والتنمية للقوات المسلحة المصرية وصمود وتحمل شعب يطمح بأن يرى دولته فى مصاف دول العالم المتقدمة. وكيف ترى الأجيال الحالية من أبناء المؤسسة العسكرية المصرية بعد انتهاء الحرب على الإرهاب فى سيناء؟ يجب على الأجيال الحالية من الضباط والجنود وكافة الشباب المصرى كل فى موقعه أن يراجع التاريخ جيدا ويتدبره ويعى جيدا المؤامرات التى تحاك لهذه الأمة وذلك لتجنب تكرارها ومعرفة نوايا الأعداء وسرعه التعامل معها، فيجب الاستفادة من تاريخ هذه الأمة العريق؛ لمواجهة كافة الحملات الزائفة التى تروج لها القوى المعادية لتزوير ومحو التاريخ وتشكيك الأجيال الجديدة فى مكتسباتها ومقدراتها. وكيف ترى مدى التطوير الذى طرأ على القوات المسلحة المصرية فى السنوات الأخيرة؟ هناك طفرة كبيرة فى مستوى التسليح لدى الجيش المصرى سواء كما ونوعا، كما أن الدولة تطورت فى مجال تصنيع الأسلحة محليا وذلك بفضل حرص الرئيس السيسى على نقل تكنولوجيات التصنيع عند التعاقد على أى صفقات تسليح جديدة، وذلك للارتقاء بمستوى صناعة السلاح وتحقيق الاكتفاء الذاتى من تلك الصناعة، فقد شملت عملية التطوير كافة أفرع القوات المسلحة المصرية مما جعل الجيش المصرى يصل إلى أعلى المراتب فى التصنيفات العسكرية العالمية.

الاكثر قراءة