أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة أجبر العديد من سكان شمال القطاع إلى الفرار نحو الجنوب.
وأضاف كاتب المقال أوليفر هولمز أن السلطات الإسرائيلية منحت سكان القطاع أربعة ساعات فقط من أجل النزوح عن ديارهم في مدينة غزة عاصمة القطاع المحاصرة بالكامل من جانب القوات الإسرائيلية وسط مخاوف من وجود العديد من الفلسطينيين العالقين داخلها.
ويوضح المقال أن الفلسطينيين من سكان القطاع خرجوا من ديارهم رافعين رايات بيضاء وواضعين أيديهم فوق رؤوسهم يهرولون أمام الدبابات الإسرائيلية قبل تنفيذ عملية الاجتياح والتي تمثل المرحلة الثانية في الحرب التي تدور رحاها في الوقت الحالي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي كانت قد بدأت في السابع من أكتوبر الماضي.
ويسلط المقال الضوء على شهادة أحد شهود العيان من الفلسطينيين ويدعى أدام فايز والتي يقول فيها أن عملية النزوح تشكل خطرا كبيرا على حياة النازحين من أبناء الشعب الفلسطيني ويضيف قائلا "إننا نفر من أمام الدبابات الإسرائيلية بينما نسير في طرق ممتلئة ببقايا جثث الضحايا الذين لقوا مصرعهم.. إننا نرى الموت بأعيننا".
ويلفت المقال إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل دأبت على مطالبة سكان شمال القطاع بالانتقال إلى الجنوب حفاظا على سلامتهم إلا أنها مازالت مستمرة في قصف قطاع غزة بالكامل شماله وجنوبه، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية قامت أمس الثلاثاء بقصف مدينة خان يونس جنوب القطاع مما تسبب في مقتل 23 فلسطينيا، طبقا للبيانات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ويشير المقال إلى شهادة أحد الناجين من تحت أنقاض أحد المباني المهدمة جراء القصف الإسرائيلي الذي تسبب في مقتل أحد عشر شخصا والتي يقول فيها " هذه هي شجاعة إسرائيل المزعومة التي تستعرض قوتها من خلال قتل المدنيين والأطفال والشيوخ".
وينوه المقال أنه بعد مرور ما يربو على شهر من فرض الجانب الإسرائيلي حصارا كاملا على قطاع غزة، تقول منظمة الصحة العالمية أن الموارد الطبية في القطاع تتناقص بشكل كبير وأن الأطباء يقوم بإجراء عمليات جراحية بدون تخدير.
ويشير المقال في هذا الخصوص إلى تصريحات أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش التي يقول فيها أن قطاع غزة تحول إلى مقبرة للأطفال مطالبا بهدنة إنسانية عاجلة من أجل تمكين وكالات الإغاثة من توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في القطاع.
ويشير المقال إلى ما ذكرته الوكالات الدولية عن عجز المستشفيات في قطاع غزة عن مواكبة الأعداد الكبيرة للجرحى والمصابين جراء القصف العنيف الذي يتعرض له القطاع في الوقت الذي بدأ فيه الغذاء والماء في النفاد مع ندرة المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع.
وبلفت المقال في الختام إلى البيان المشترك الصادر عن رؤساء العديد من وكالات الأمم المتحدة الذي يقولون فيه "إن قطاع غزة في أشد الحاجة لهدنة إنسانية عاجلة بعد مرور 30 يوما من الحرب التي يجب أن تتوقف".