يشارك مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في فعاليات المعرض المقام على هامش جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم بدولة الكويت، تحت عنوان: «في صحف مكرمة»؛ وذلك تنفيذًا لتوجيهات الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بالتعاون الفعَّال والمثمر مع مختلف الهيئات والمؤسسات المعنية بحفظ التراث الإسلامي، حيث يعرض المجمع خلال هذه الفعاليات مجموعة من نوادر مخطوطات المصحف والتي تحتفظ بها مكتبة الأزهر المركزية، كما يعرض جهود لجنة المصحف وتاريخها في الحفاظ على كتاب الله.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن المشاركة في هذا المعرض تأتي من ضمن جهود الأزهر في حفظ المصحف الشريف؛ حيث يتم استعراض مراحل تطور كتابة المصحف الشريف وطباعته وعناية علماء المسلمين به، إضافة إلى عرض تاريخي مفصل لمراحل كتابة المصحف الشريف من خلال عرض المخطوطات التاريخية، مضيفًا أن مكتبة الأزهر الشريف تحتفظ بعديدٍ من المصاحف الخطيَّة، تبلغ نحو(970) مصحفًا مخطوطًا، وهذه المخطوطات القرآنية تنوعت في فتراتها التاريخية من القرن الرابع الهجري وحتى الثالث عشر، وحملت خصائص خطيَّة وسمات فنيَّة عديدة، متضمنة خطوطًا عربيةً مختلفةً ما بين: الكوفي والنَّسخ والثُّلث والمغربي بأنواعه، والسوداني (التمبكتي) إلى غير ذلك.
أضاف عيَّاد، أن المظاهر الفنيَّة للمصاحف التي تمتلكها مكتبة الأزهر الشَّريف تعددت في الحجم والشَّكل والزَّخارف والتَّجليد؛ حيث تتميز مقتنيات المكتبة الأزهرية من المصاحف ذات الأحجام الكبيرة هو ندرة وجود وانتشار تلك الأحجام بين مثيلاتها من المكتبات التراثيَّة، موضحًا أن المخطوطات القرآنيَّة في المكتبة الأزهرية تحمل كثيرًا من الخصائص الخطيَّة والسَّمات الفنيَّة التي تكشف للباحثين الفنون المختلفة لعلم المخطوطات من حيث تاريخ الخط العربي وتطوره خلال العصور الإسلاميَّة منذ أربعة عشر قرنًا هجريًّا، والزخارف ومدى تطورها، وأنواع الأحبار المستخدمة في الكتابة، وكذلك الخصائص الفنيَّة والعلميَّة ﻠﻛلﱢ عصرٍ.
فما أوضح الأمين العام مجدي مهران رئيس الإدارة المركزية لمكتبة الأزهر؛ أن المكتبة تُعد أحد أهم المنابر الثقافيَّة والعلميَّة التي يمتلكها الأزهر الشريف؛ لكونها أحد أكبر وأهم المكتبات التراثيَّة امتلاكًا لهذا اﻠﻛمﱢ الهائل من المخطوطات والمطبوعات التراثيَّة، إضافة إلى الكوادر الفنيَّة والعلميَّة المتخصصة في جميع المجالات المتعلقة بعلوم المكتبات مما ساعدها على حفظ وصيانة وحماية ذلك التراث العظيم من خلال إجراء العمليات الفنيَّة اللازمة لإعداد البيانات الببلوجرافيَّة التي تسهل على الباحثين دراستهم وأبحاثهم، عن طريق رقمنة تلك المقتنيات التراثية؛ لحفظها من التلف الناتج عن تداولها.