نظم المجلس القومي للطفولة والامومة على مدار يومين ورشة عمل لعدد من طلبة وطالبات المدارس بمحافظة أسيوط " حول التغيرات المناخية وتأثيرها على حقوق الطفل"، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة البيئة ومنظمة اليونيسيف ، وبحضور وفد تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ، وممثلي المجتمع المدني بمحافظة أسيوط.

وخلال كلمة ألقاها نيابة عن الدكتورة نيفين عثمان الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، قال الدكتور سمير أبو ريا رئيس الإدارة المركزية للتوثيق والمعلومات بالمجلس أن هذه الورشة تعد الثالثة وتأتي ضمن حملة " بيئتنا .. مسؤوليتنا " التى ينفذها المجلس بمحافظات "الاسكندرية ، الاسماعيلية ، أسيوط ، والقاهرة " ، بهدف توعية الأطفال والاستماع إليهم وتفعيل دورهم في المشاركة واقتراح الحلول والمبادرات في القضايا التى تؤثر على مستقبلهم لاسيما قضية تغير المناخ ، وكيفية مواجهة أثارها المستقبلية لضمان تمتع الأطفال بحقوقهم. كما أكد حرص الدكتورة / نيفين عثمان، الدائم على دعم هذه الورش من أجل إعطاء الفرصة للنشئ المشارك لتوصيل صوته لمجلس النواب وللمجتمع للتأكيد على دورهم فى العمل على حل القضايا الخاصة بهم ، ومشاركتهم في اتخاذ القرار ، موضحاً أن هذه الورش التى يتم تنفيذها في العديد من المحافظات لاتاحة الفرصة للأطفال لاقتراح أفكار جديدة وبرامج ومشروعات يمكن تنفيذها للمساهمة في حل المشكلات الملحة والمستقبلية . وأضاف الدكتور سمير أبو ريا أن المجلس القومي للطفولة والأمومة منوط بحماية حقوق الأطفال في ظل هذه المتغيرات ، وأشار إلى أن السادة المدرسين يدعمون الأطفال خلال تنفيذ ورش العمل للخروج بمقترحات للحفاظ على البيئة في ظل التغيرات المناخية المتلاحقة والمتسارعة والتى من الممكن ان تضر بالجميع ، بالإضافة إلى أن موضوع الورشة في غاية الأهمية فالتغيرات المناخية قضية مستقبل لمصر والعالم كله، وهي قضية عالمية وليست وطنية أو إقليمية ، ويجب علينا التعاون سوياً لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ .

وأكد الدكتور / إيهاب عبد العزيز ممثل منظمة اليونيسيف أن اليونيسف تواصل مشاركتها في دعم الجهود الوطنية لزيادة توافر الخدمات الأساسية والوصول إليها واستخدامها لزيادة مرونة الأطفال وتقليل تعرضهم للصدمات والضغوط المناخية والبيئية ، موضحاً أن الأطفال أكثر عرضة للصدمات المناخية والبيئية من البالغين لعدة أسباب : فهم أكثر عرضة للخطر من الناحية البدنية وأقل قدرة على تحمل الصدمات والبقاء على قيد الحياة مثل الفيضانات والجفاف والطقس القاسي وموجات الحر ، ومن الجانب الفسيولوجية تؤثر المواد السامة مثل الرصاص وأشكال التلوث الأخرى ، على الأطفال أكثر من البالغين ، حتى عند التعرض لجرعات أقل ، موضحاً أن الأطفال أكثر عرضة للوفاة مقارنة بالبالغين بسبب الأمراض التي من المحتمل أن تتفاقم بسبب تغير المناخ ، مثل الملاريا وحمى الضنك ، بالإضافة إلى أن أي حرمان نتيجة تدهور المناخ والبيئة في سن مبكرة يمكن أن يؤدي إلى العديد من الفرص الضائعة في الحياة .

وأكدت النائبة أميرة العادلي عضو مجلس النواب ، وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين " أن تنسيقية شباب الأحزاب تهتم كثيراً بملف الأطفال ومشاركتهم ، وأن التعاون الذي يتم مع المجلس القومى للطفولة والأمومة ووزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونيسيف يبرز هذه الأهمية ، موضحة أن ورشة بيئتنا مسؤوليتنا تعنى العديد من المعاني حيث تعطي المساحة للأطفال للتعبير عن نفسهم ، ولا تنتهى إلى هذا الحد فكل مشارك يجب أن يكون مؤثراً في لبيئة المحيطة به لإحداث تغيير حقيقي في المجتمع ، وأن نتعلم من بعضنا البعض ونقوم بالتطوير سويا، وأن يبدأ كل فرد بنفسه.

كما أكدت " العادلي" للأطفال المشاركين إن كل فرد في المجتمع المصري حالياً يحظى بفرصة للتعبير عن رأيه في ظل "الجهورية الجديدة" ، خاصة الأطفال حيث يحظون بدعم من القيادة السياسية ، من خلال فرص جيدة لم تكون متاحة للأطفال فيما مضى ، مشددة أهمية التمسك بهذه الفرص الذهبية للتعبير عن آرائهم بثقة وحرية وتوصيل أصواتهم لصناع القرار .

وعرض الأستاذ حسام صلاح مدير عام جهاز شئون البيئة بأسيوط المخاطر التى تتعرض لها البيئة نتيجة التلوث والذي بدوره يؤدي إلى تغير المناخ ، مثل : ظاهرة الاحترار العالمي والتى خلفتها النشاطات البشرية المتمثلة في الثورة الصناعية والتكنولوجية خلال100 عام مضى وانبعاثاتها التى تخترق الغلاف الجوي ، وأكد أن وزارة البيئة وضعت خطة محكمة للرقابة على المنشآت الصناعية ووضع شروط ومعايير لتشغيلها والحد من الانبعاثات، وأشار إلى الحملة التى تقوم بها الوزارة بالتعاون مع شرطة البيئة والمسطحات حول مكافحة العوادم الخاصة بالسيارات وتحديد إجراءات قانونية لوقف رخصة السيارات لحين ضبط السيارة ومحركها للحد من العوادم ، بالإضافة جهود الوزارة للتعامل مع المخلفات الصلبة والمخلفات البلدية من خلال وضع خطة ومنظومة لجمع المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها لاستخدامها في صناعة الأخشاب – وعلف للمواشي ، وإنشاء مدافن محكمة للتخلص من المخلفات والقضاء على المدافن العشوائية والتى تم غلقها بموجب القانون سنة 2002 ، كما قامت الوزارة باتخاذ العديد من الإجراءات القانونية طبقاً لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته بالقانون رقم 9 لسنة 2009 باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفات وذلك للحد من الكوارث البيئية المحتملة . وأعربت الدكتورة / راندا حلاوة رئيس الإدارة المركزية لمعالجة التسرب بوزارة التربية والتعليم عن سعادتها بالتعاون القائم بين وزارة التربية والتعليم والمجلس القومي للطفولة والأمومة ومنظمة اليونيسيف وأعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والساسيين على دعمه لطلبة وطالبات التربية، كما اشادت بالمستوى الثقافي والعلمي للأطفال المشاركين بورشة العمل والمبادرات التى عرضوها، موضحة أن ورشة العمل ترتكز على حقوق الطفل وربطها بالتغيرات المناخية ، وتدارك الخطر الذي سيتعرض له الأطفال في المستقبل نتيجة التغيرات المناخية ، مؤكدة على الأطفال إنهم شركاء وأننا جميعا لنا دور حول ما يجب تنفيذه للحفاظ على البيئة ، من خلال تناول أساليب وأفكار جديدة لمواجهة التغيرات المناخية، وآثار تلك التغيرات على حقوق الطفل ، والعمل على ضمان حقه في العيش في بيئة صحية ومعالجة الآثار الضارة التى تؤثر عليها ، موضحة أنه سيتم اختيارعدد ١٠ طلاب من محافظة أسيوط للمشاركة في لقاء مجلس النواب لعرض مقترحات محافظتهم .

وتم خلال الورشة تعريف الأطفال بالمجلس القومي للطفولة والأمومة والدور المنوط به، وخط نجدة الطفل 16000 والخدمات التي يقدمها لحماية الأطفال من الخطر ، ومنظومة لجان الحماية العامة برئاسة السادة المحافظين ولجان الحماية الفرعية على مستوى القرى والمراكز على مستوى الجمهورية التى تعد آليات للتدخل السريع، كما تم التعريف بقانون الطفل ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨، وسن الطفولة، الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والمبادئ الحاكمة لها، والمادة ٨٠ من الدستور المصري المتعلقة بالطفل والتى شارك في إعدادها الأطفال أنفسهم. كما تم خلال الورشة عمل عصف ذهني وحوارات مع الأطفال حول القضايا المرتبطة بهم، والجهات الحكومية التى توجهها الدولة لخدمة الأطفال وقضاياهم، وحقوق الأطفال في الصحة والتعليم والحماية والمشاركة وتنمية الموهبة، وتم التأكيد على أن المجلس القومي للطفولة والأمومة يسعي بشكل مستمر لإشراك الأطفال في كل القضايا والقرارات المتعلقة بهم ، كما تم تنفيذ نشاط ترفيهي للأطفال المشاركين عبروا خلاله عن أنفسهم واهتماماتهم واحتياجاتهم، والأشياء والأماكن التى يفضلونها وربطها بقضية تغير المناخ وتأثيرها على مستقبلهم، والتأكيد على أن كل فرد في المجتمع له دور فيما يحدث بالبيئة المحيطة حولنا سواء كان في المنزل او المدرسة أو الشارع، ويجب أن يكون هذا الدور إيجابياً، من خلال البحث عن حلول للمشكلات البيئية التي ستحدث جراء التغيرات المناخية، والمبادرات المقترحة، ووضع توصيات من وجهة نظر الأطفال ، تمهيداً لعرضها على البرلمان.

كما تم تقسيم الأطفال المشاركين بورشة العمل إلى مجموعات عمل للخروج بتوصيات ومقترحات حول تغيرات المناخ وأثرها على حقوق الأطفال ، وعرض الأطفال لتوصياتهم ومنها : أن يتم تقليل غاز ثاني أكسيد الكربون الصادر من انبعاثات المصانع ، وتوجيه مخلفاته للانتفاع بها بدلا من الوقود الأحفوري ، ووضع البازلت الناتج في الأراضى المتدهورة لتصبح صالحة للزراعة مرة أخري ، وطالبوا بزيادة الوعي البيئي لدى الأسر والأطفال من خلال الإعلام والندوات والمبادرات والرسوم المتحركة ، وابتكار ابليكيشن يحتوى على معلومات مبسطة للأطفال هو البيئة واهميتها وطبيعتها والتأثيرات البشرية المضرة على البيئة ، وترشيد استهلاك الكهرباء ، وترشيد استهلاك المياه ، وتوسيع الرقعة الزراعية ، وإدراج موضوع التغيرات المناخية والحفاظ على البيئة ضمن المناهج الدراسية ، كما أوصوا بضرورة إصدار قانون بتجريم ومعاقبة كل من يتخلص من المخلفات الزراعية بالحرق.