تحل اليوم ذكرى ميلاد عبد الله بن الحسن القُرطُبي يعرف أيضًا بـابن القُرطُبي عالم مسلم ولغوي وأديب عربي أندلسي، من أهل القرن الثاني عشر الميلادي، يعد من حفاظ الحديث وبرز أيضًا في علم القراءات، وهو من اللغويين الشعراء، خطب مدة بجامع مالقة، كتب عن بحور الشعر نظمًا وله عدة مؤلفات.
ولد يوم 10 نوفمبر عام 1161 أبو محمد عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن عبد الله الأنصاري المالقي القرطبي، نشأ في مالقة وأصل أهله من قرطبة، وأبوه انتقل منها إلى مالقة، تلقى تعليمه الأول على يد أبيه، ثم على شيوخ عصره، منه: أبو زيد السهيلي، والقاسم بن دحمان، وأبو عبد الله بن الفخار، وأبو إسحاق بن قرقول، ثم بدأ التدريس قبل أن يجاوز العشرين.
تجول" القرطبي" في الأندلس للقاء المشايخ، وزار إشبيلية فلقي أبا بكر بن الجد وأبا بكر بن صاف، وجعفر بن مضاء، كما زار جرناطة ومرسية ورحل إلى سبتة، خطب مدّةً بجامع مالقة، وكان له في جامع مالقة أعظم مجلس عام للحديث غير مجلس تدريسه.
كان "ابن القرطبي" أبرز المقرئين في زمنه، وقد غلب عليه علم الحديث، وكان أديبا ناثرا، من شعره، قال في التجنيس:
سَهِرَت أعيُنٌ ونامت عُيونُ في أمورِ تكونُ أو لا تكونُ
فأطرُدِ الهَمَّ ما استَطَعتِ عن النـ ـفَس، فحِملانُك الهُهومَ جُنونُ
إنّ ربًّا كَفاك بالأمسِ ما كا نَ سَيَكفيكَ في غدٍ ما يكون
وهل نافعي أن أخطأ الشَّيبُ مَفرقي وقد شاب أترابي وشابَ لِداتي
لَئِن كان خَطبُ الشيب يُوجَدُ عينُه بتِربي فمَعناه يقومُ بذاتي
ألف "القرطبي" كتب تجمع بين العلم الوفير و الأسلوب البليغ و منها "مجموع في قراءة نافع"، "تلخيص أسانيد المُوطّأ"، "مختصر في علم العروض".
توفي أبو محمد بن الحسن القرطبي يوم 15 أغسطس 1214 في مسقط رأسه.