قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إن الوضع الاستثنائي الذي يشهده قطاع غزة؛ دفع لعقد قمة عربية إسلامية مشتركة بين الجامعة العربية ودول التعاون الإسلامي؛ لبحث الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل.
وأضاف وزير الخارجية السعودي - في مؤتمر صحفي لدى ختام أعمال القمة العربية الإسلامية بالرياض - أن المشاركين طالبوا المنظمات الدولية بضرورة القيام بدورهم والتوقف عن ازدواجية المعايير التي أعطت لإسرائيل الضوء الأخضر؛ لتنفيذ قائمة من انتهاكات القانون الدولي.
وأوضح أن المشاركين اعتمدوا بيانا يحتوي عدة نقاط، منها: العمل على كسر الحصار على غزة، و"فرض" إدخال قوافل مساعدات انسانية عربية وإنسانية وإسلامية ودولية، تشمل غذاء ودواء ووقود إلى القطاع بشكل فوري.
وأشار إلى أن البيان الختامي طالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، باستكمال التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيةـ التي ترتكبها إسرائيل وكلفت الأمانتين (الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي) بإنشاء وحدتي رصد إعلامية؛ لتوثيق ورصد كل جرائم الاحتلال؛ لتعرية ممارستها غير الشرعية.
وأكد أنه تم تكليف لجنة مشكلة من عدد من وزراء خارجية الدول منها: السعودية ومصر والأردن وتركيا وفلسطين؛ للعمل على نقل موقف القادة إلى المجتمع الدولي والإصرار؛ لإنهاء هذه الحرب ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، والدفع بعملية سلام؛ تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية ذات سيادة على أراضيها ضمن المبادرة العربية للسلام.
وردا على سؤال حول كيفية توقع الأمتين العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني لنتائج مختلفة من القمة المشتركة عن باقي القمم العربية وإسهام نتائجها في وقف الحرب على غزة، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن قادة الدول العربية والإسلامية وقفوا اليوم عند توقعات الفلسطينيين وعملوا على تلبيتها من خلال اعتماد قرارات وآليات فاعلة على رأسها العمل على كسر الحصار فورا عن قطاع غزة وإيصال المساعدات ، مشيرا إلى أن ذلك سيسهم في رفع المعاناة ويكشف المماراسات الاسرايلية في منع وصول المساعدات وأيضا تقاعس المجتمع الدولي خاصة الدول التي تتغاضى عن ما تفعله إسرائيل من عقاب جماعي للفلسطينيين في غزة، مضيفا إن الحل موجود من خلال إيصال المساعدات ،لكن على المجتمع الدولي ان يمارس مسئولياته".
ونوه "بن فرحان" أيضا إلى تكليف القادة لوزراء الخارجية بنقل رسالة واضحة بأن الحرب يجب أن تتوقف الآن وأنه لا مجال للوصول إلى استقرار في المنطقة إلا عبر السلام الذي لن يتحقق إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية.
ومن جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن القرار الصادر عن القمة جيد جدا وقوته ليست فقط في العناصر التي يطرحها وإنما أيضا لأنه صادر عن 57 دولة عربية واسلامية وهذا يمثل ثقلا حيث أن أكثر من ربع عضوية الأمم المتحدة أوما يقرب الثلث يقولون لاسرائيل والعالم الغربي ( لا ).
وقال أبو الغيط "إن هذا يمثل ضغطا شديدا جدا على هؤلاء الذين اسرعوا وأتاحوا لإسرائيل هذا " الكارت الأبيض" والتي على أساسه تصرفت بـ"همجية" .
وردا على سؤال حول تأثير القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية ومخرجاتها في المواقف الغربية، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن هذه المجموعة لها ثقل، وقررت أن تجتمع في قمة واحدة بدلا من قمتين؛ وهذا بحد ذته كان وراؤه رسالة بأن هناك موقفا جامعا قويا، وأن هذا الموقف؛ يؤشر - ليس فقط إلى إسرائيل وما تمارسه - لكن يؤشر إلى المجتمع الدولي بما فيه تلك الدول التي تتغاضى أو تتماشى أو تبرر، وتعفي إسرائيل عن التزامها بأسس القانون الدولي الإنساني.
وأضاف أن هذا استكمال لجهد قائم قامت به الدول العربية والإسلامية منذ اندلاع هذه الأزمة، مشددا على أن "مستوى التنسيق بين الدول العربية، الآن - عال جدا، وكذلك بين الدول الإسلامية ليس فقط؛ للتواصل مع المجتمع الدولي، لكن برسالة واحدة "أننا نشاهد ونراقب ازوداجية المعايير، ونقيم بناء على ذلك مصداقية منظومة العمل الدولي".
وأشار إلى صعوبة التحدث عن أسس جامعة - لم تلتزم بها الدول - وهو ما يشكل ضغطا مستمرا على تلك الدول التي تتغاضى عما تفعله إسرائيل، "وقد رأينا بداية تحول في المواقف ليس كافيا؛ لكنه بدأ يتحرك في الطريق الصحيح".
وأكد وزير الخارجية السعودي أن المجموعة العربية والاسلامية طالبت - في اجتماعها اليوم - بوقف إطلاق النار فورا، وفتح المعابر لوصول المساعدات والاحتياجات الانسانية إلى قطاع غزة، "ولا يمكن الحديث عن شيء آخر".
وردا على سؤال يتعلق باستطاعة الدول العربية، الضغط بموقف موحد لتنفيذ مشروع حل الدولتين؛ كسبيل أوحد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهل هناك أي فرصة لاستئناف عملية السلام، قال فرحان إن "السلام هو هدفنا كعرب وكمسلمين.. وأن الطرف الآخر هو من يتجنب الحديث عن السلام، ونحن سنستمر في الحديث عن السلام وقيام الدولتين وتحقيق الدولة الفلسطينية".
ونوه إلى أن الزخم الموجود - الآن - سوف يسهم في دفع هذا الموضوع إلى مقدمة الأجندة الدولية.
وعن استثمار "استفاقة" الرأي العام الغربي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وفق مقررات الشرعية الدولية، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، "هناك جدية شديدة في التعامل مع فكرة حل الدولتين"، مشيرا إلى أن العالم الغربي كان يطرح فكرة الدولتين ويتحدث عنها كثيرا ولا ينفذ شيئا.. أما اليوم فهناك وضع إقليمي ودولي يفرض طرح هذا الحل".
وشدد على أن هذه المأساة والإجرام والتصرفات في غزة؛ فرضت أن تبزغ هذه القضية، قائلا: "حال لم يتحرك العالم والمجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف؛ فسوف نشهد - مرات - صداما مسلحا في هذه المنطقة؛ وهذا ما لا نريده".
وردا على سؤال حول إمكانية التكتل الإسلامي- العربي من الضغط على مجلس الأمن لتحقيق العدالة لفلسطين، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وجود مسئولية تجاه ممارسة كافة الضغوط الممكنة على المجتمع الدولي وعلى مجلس الأمن والأمم المتحدة للاضطلاع بمسئوليتهم لتحقيق الأمن والسلام الدوليين.
وأشار إلى أن اجراءات الجامعة العربية والتي تدعمها العديد من الدول الأخرى نتج عنها تقدم، حيث قامت الجامعة برعاية قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة والذي خرج برسالة قوية في هذا الصدد وأكد فشل مجلس الأمن في الاضطلاع بمسئوليته.
وأوضح "بن فرحان" أن الموقف بالكامل يسلط الضوء على الحاجة إلى إصلاح المجتمع الدولي، حيث أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن أوضحوا أنهم غير قادرين على الاضطلاع بتوقعات المجتمع الدولي وأن الاصلاح ضرورة لا مناص منها.
وأكد أنه من خلال تجمع العالم العربي والإسلامي لدينا ثقل يمكننا من ممارسة الدفع بهذا الاتجاه، مشددا على أنه سيتم بذل قصارى الجهد والقيام بذلك ، مشيرا إلى أنه بناء على توجيهات القيادات العربية والاسلامية، سيتم الاضطلاع برسائل قوية منها أن هيكل الأمن الدولي حاليا تحت التقييم لأنه إذا كان المجتمع الدولي لا يمكنه أن يحمّل إسرائيل المسئولية فإن ذلك يثير الشكوك حول ما إذا كان النظام العالمي القائم يعمل ويصلح بشكل جيد من عدمه .