أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ظهر اليوم، خروج مستشفى "القدس" في مدينة غزة عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل، بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، حيث تبذل الطواقم الطبية الآن قصارى جهدها من أجل توفير الرعاية الطبية للمرضى والجرحى حتى ولو بالطرق التقليدية، وفي ظل سوء الأوضاع الإنسانية داخل المستشفى، ونقص الإمدادات الطبية والطعام والماء.
وعبر الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان صحفي، عن بالغ أسفه وخيبة أمله لأنه وصل إلى مرحلة حاول بكل ما بوسعه عدم الوصول إليها، فرغم مناشدات جمعية الهلال المتكررة للمجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بضرورة إيصال المساعدات العاجلة لمستشفى القدس، في ظل الحصار المفروض عليه منذ حوالي أسبوع، بالإضافة إلى قطع الاتصالات والإنترنت عنه لليوم الخامس على التوالي، إلا أن كافة المنظمات عجزت عن إمداد المستشفى بالمساعدات، وتُرك المستشفى يواجه مصيره وحده في ظل استمرار القصف الإسرائيلي في محيطه والاستهداف المباشر له، الأمر الذي عرّض حياة الطاقم الطبي والمرضى والمدنيين من النازحين للخطر.
وأكد الهلال الأحمر أن المأساة الإنسانية في "غزة" و"شمال القطاع" قد فاقت الكارثية مع تكثيف الاحتلال لهجماته العسكرية في المحافظتين، لاسيما استهداف المستشفيات وحصارها وحرمانها من المساعدات، الأمر الذي أدى إلى خروجها عن الخدمة.
وتواصل قوات الاحتلال توغلها في المحافظتين، حيث عملت على فصل جنوب القطاع عن شماله، وتمنع سيارات الإسعاف من الاقتراب من أماكن التوغلات وتستهدف كل من يحاول التحرك هناك، ما أدى لوجود عدد كبير من الجثامين الملقاة على الطريق، ولم تتمكن أي من الطواقم من انتشالها، في ظل وجود مستشفى واحد فقط بإمكانيات محدودة جدا يستقبل الحالات في غزة واثنين فقط في الشمال.
وحملت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي وكافة الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، المسؤولية عن الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، وما وصل إليه الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، مجددة مُناشدتها للجهات والمنظمات الدولية العاملة في القطاع الصحي والإغاثي بضرورة إدخال المساعدات والاحتياجات الضرورية لمحافظتي غزة والشمال بشكل عاجل لإنقاذ ما تبقى من مقومات كفيلة باستدامة خدمات الرعاية الصحية وتعزيز صمود المستشفيات المتبقية، وخدمات الإسعاف والطوارئ في المحافظتين المذكورتين.