دعت صحيفة هآرتس الإسرائيلية (اليسارية) في افتتاحيتها التي حملت عنوان ( السلطة الفلسطينية هي الشريك) إلى إنهاء القطيعة السياسية الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية، ومحاولة ترميم مكانتها لدى الشعب الفلسطيني بهدف العودة إلى مسار سياسي حول حل الدولتين.
وأكدت الصحيفة مرة أخرى أن تصريحات بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي في المؤتمر الصحفي أول أمس ، تُدلل على أن المفهوم الذي أدى إلى الكارثة التي وقعت في السابع من أكتوبر لا يزال قائمًا؛ إذ لم يكتف نتنياهو بالإعلان عن أن إسرائيل ستحتفظ لنفسها بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة لكنه أعلن أنه لن تكون هناك سلطة مدنية تدفع أموالًا لعائلات القتلة، وهو يقصد بطبيعة الحال السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
ورأت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو تقصد بشكل مباشر السلطة الفلسطينية، رغم إنها هي الجهة الوحيدة المستعدة لتولي مسؤولية 2.2 مليون مواطن في غزة، وأن هجوم نتنياهو على هذه السلطة أمر مدمر ويدل على أن رؤيته الكارثية لم تتلاشى بعد.
شددت الصحيفة على أن هناك حلًا واحدًا فقط لإنهاء الحرب، إلا أن نتنياهو لديه خطة أخرى فهو ينظر إلى اليوم الذي سيلي انتهاء الحرب؛ فالغرب يضع آمالًا سياسية على السلطة الفلسطينية، إلا أنه لن يكون بامكانها إعادة إعمار غزة بدون أفق سياسي ودعم من الشعب الفلسطيني، لذا على نتنياهو أن يقول لا للإرهاب ونعم للمسار الدبلوماسي.
كما لفتت الصحيفة إلى أن السلوك السياسي للسلطة الفلسطينية أوضح أن عودتها لقطاع غزة مرهونة بالعودة إلى مائدة المفاوضات حول حل الدوليتن، وقد أوضح جو بايدن، الرئيس الأمريكي أنه يتمسك بهذا الحل، ولقاء انتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكية مع الرئيس الفلسطيني تجسد به أن واشنطن ترى في السلطة الفلسطينية شريك إسرائيل للتسوية السياسية.
ورأت الصحيفة كذلك أن وجود وزراء يمينيين متشددين في حكومة نتنياهو من أمثال يسرائيل كاتس، وآفي ديختر الذين يحلمان بالعودة إلى قطاع غزة ويدعوان إلى نكبة ثانية للفلسطينيين، فإن ذلك من شأنه تهديد اتفاقات السلام مع مصر والأردن كما يهدد الاتفاقات الإبراهيمية.
كما أكدت الصحيفة أن سياسات نتنياهو قادت إسرائيل إلى الهاوية، وأن إضعاف السلطة الفلسطينية من شأنه تهديد حل الدولتين، وبدلًا من أن يصدر نتنياهو تعليماته لوزير الدفاع الإسرائيلي بالسيطرة على المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وفتح مسار دبلوماسي مع محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية فإنه يتعاون مع أحزاب يمينية متطرفة تدعم المستوطنين.
اختتمت الصحيفة افتتاحيتها بدعوة كل من بني غانتس، وغادي آيزنكوت الوزراء في حكومة إدارة الحرب الإسرائيلية إلى أن يوضحا لنتنياهو بأن الخروج من هذه الحرب مع غزة يجب أن يشمل إنهاءً للقطيعة السياسية الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية وإعادة ترميم مكانتها في أوساط الشعب الفلسطيني ومواطني إسرائيل.