السبت 4 مايو 2024

75 فى المائة من المساعدات العاجلة لأهالى غزة.. و«مليونية» متطوعين لتجهيز الشاحنات «المساعدات الإنسانية»

صورة أرشيفية

13-11-2023 | 13:27

تحقيق: منار عصام
«المساعدات»، ملحمة جديدة نفذتها - ولا تزال - مصر أمام بوابات «معبر رفح» لدعم الأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة، فمنذ السابع من أكتوبر الماضي، ومع توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتقديم الدعم اللازم لضحايا المجازر الإسرائيلية فى قطاع غزة، هبت الجمعيات الخيرية والكيانات الأهلية لتلبية دعوة الرئيس، وسارع آلاف الشباب لتسجيل أسمائهم فى قوائم «التطوع» لتجهيز مستلزمات المساعدات التى يحتاجها الأشقاء فى «غزة». دول أخرى تحركت على طريق «المساعدات»، غير أن مصر، وكما اعتادت أن تكون، وما تزال متصدرة المشهد بعدما قدمت ما تصل نسبته إلى 75 فى المائة من حجم المساعدات التى عبرت من معبر رفح إلى غزة وتنوعت ما بين أدوية ومستلزمات طبية وأغذية وكل الاحتياجات العاجلة التى من شأنها المساهمة فى تخفيف المعاناة عن أهل القطاع. الدكتور طلعت عبدالقوى، رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلي: كشف أن المرحلة الأولى للمساعدات المصرية لغزة انتهت، وشملت «108 شاحنات، حملت 1000 طن مواد غذائية، و40 ألف بطانية و200 ألف عبوة دواء وأكثر من 200 ألف قطعة ملابس و80 خيمة»، هذا ما أُرسل إلى قطاع غزة، وخلال الأيام الماضية بدأت المرحلة الثانية، والتى من المتوقع أن تكون أكبر من الأولى، وسيكون بها جسر برى يتحرك يوميًا، يتكون من 30 إلى 50 شاحنة تحمل مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية وملابس. «عبدالقوى»، أضاف أنه فيما يتعلق بالمساعدات الخارجية من الدول المختلفة سواء كانت عربية أو أجنبية، فنسبتها لا تتخطى 25 فى المائة من إجمالى المساعدات التى تصل إلى قطاع غزة، فى حين تمثل المساعدات المصرية النسبة الأكبر، حيث وصلت نسبتها إلى 75 فى المائة من إجمالى المساعدات، وهناك 34 جمعية ساهمت فى تقديم المساعدات لأهالى القطاع، ويوميًا يتم تجهيز من 30 إلى 50 شاحنة تقف أمام المعبر وتكون على استعداد تام للدخول. «عبدالقوى» ثمن التكليفات الرئاسية التى تهدف إلى تقديم كافة المساعدات الممكنة للأشقاء فى غزة لتوصل بها رسالة مصرية إلى العالم أجمع مفادها أن «مصر هى الداعم الأول لأشقائها العرب». لطفى غيث، مدير العمليات بالهلال الأحمر المصرى جميع العمليات المتعلقة بالمساعدة الإنسانية، بداية من إعداد وتجهيز الأصناف وحتى التأكد من وصولها إلى الأشقاء فى غزة، تتم بتنسيق كامل مع الهلال الأحمر الفلسطينى الذى يمد الجانب المصرى بتقرير عن الأوضاع كل 6 ساعات، وفى حالة الطوارئ يكون التقرير فى حينه، والهلال الأحمر المصرى رفع درجة الاستعداد إلى الحالة القصوى منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأعددنا المساعدات الموجودة بالمخزن الإقليمى للهلال الأحمر بالقاهرة والإسماعيلية لتوجيهها إلى غزة، كما حدث عام 2014 أثناء العدوان الإسرائيلى على القطاع. «غيث» أشار إلى أن الهلال الأحمر المصرى أعد - خلال فترة وجيزة وأثناء تصاعد الأحداث بغزة- جميع التصورات والخطط الحالية والمستقبلية وحتى لا قدر الله فى حال تدهور الأوضاع داخل القطاع وانهيار القائمين على العمل بالهلال الأحمر الفلسطينى نفسه، فقد جرى إعداد وتجهيز فريق يستطيع القيام بأداء مهامه من داخل قطاع غزة، حتى تستعيد أطقم الاستجابة بالهلال الأحمر الفلسطينى لقوتها ونشاطها وهو ما سبق وأن نفذه الهلال الأحمر المصرى من قبل أثناء كارثتى سوريا وتركيا بعد تعرضهما لضربات الزلزال، وهذه الأطقم يجرى اختيار أفرادها بعناية وحرص شديد ليتمكنوا من العمل فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها القطاع من قذف جوى وقصف مدفعى غير إنسانى من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى واستهداف المستشفيات والمراكز الطبية وأطقم الإغاثة والمدنيين. «غيث»، كشف عن تجهيز نقطة إقليمية لوجيستية كبيرة فى مدينة العريش، وتجهيزها بالتعاون مع جميع الشركاء بالأدوات والمعدات اللازمة للشحن والتفريغ للحاويات بصورة سريعة فى ظل التعنت الإسرائيلى الذى يفتح المعبر من الجانب الفلسطينى لمدة لا تتجاوز الساعتين فقط، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية بذلت جهدًا كبيرًا لتذليل الصعاب والعقبات التى واجهتهم خلال مراحل عملنا من خلال استقبال المساعدات الإغاثية الدولية عبر مطار العريش، فضلاً عن تخصيص أماكن لتخزين المساعدات مثل استاد العريش ومنطقة المطاحن، التى أتاحت مساحات تخزينية شاسعة سهلت من عمليات الشحن وتجهيز المساعدات. ولفت «غيث» أنه عند إعداد وتجهيز الشاحنات بالقافلة الأولى للمساعدات الإنسانية،تتم مراعاة أن تحوى المتطلبات القصوى التى حددها الهلال الأحمر الفلسطينى على رأس قائمة أولوياته، ومنها الأدوية والمستلزمات الطبية كالخيوط الجراحية ومستلزمات الإسعاف الطبى الأولى، بالإضافة إلى زجاجات المياه والتى كانت تمثل أهمية قصوى فى ظل تدهور حالة البنية الأساسية داخل قطاع غزة، فضلاً عن تحميل الشاحنات بالمواد الغذائية الجاهزة مثل المعلبات، كما راعى الهلال الأحمر المصرى أن تكون الأصناف المقدمة عبر المساعدات الإنسانية ذات جودة عالية؛ احترامًا لإنسانية واحتياجات الأشقاء فى فلسطين، ومراعاة الظروف المعيشية الصعبة التى يعيشها أهلنا فى غزة. «غيث» أشاد بدور القوات المسلحة فى تسهيل عملية دخول الشاحنات إلى سيناء عبر مجموعه أنفاق «تحيا مصر»، والتى كانت تتخطى أعدادها المئات، إلا أن عمليات التنسيق مع القوات المسلحة يسرت خطوط سير محددة وسريعة للمرور عبر الأنفاق ونقاط التفتيش المختلفة، وذلك حتى تصل المساعدات إلى المعبر فى التوقيت المناسب. وأضاف أن جهود الهلال الأحمر المصرى لم تتوقف عند هذا الحد، فمع قرار السماح بخروج المصابين من القطاع، كانت تنتظره مهمة جديدة، فمع دخول المصابين والجرحى الفلسطينيين عبر معبر رفح لتلقى العلاج على الأراضى المصرية، قام الهلال الأحمر المصرى بتفعيل مجموعات الدعم النفسى والإسعاف النفسى الأولى، بالإضافة إلى تفعيل مجموعات إعادة الروابط الأسرية وهى ميزة تتميز بها جمعية الهلال الأحمر المصرى دون غيرها من الجمعيات الأخرى فى مختلف دول العالم سواء «هلال» أو «صليب»، حيث يوفر الهلال الأحمر المصرى 5 دقائق عبر مكالمة هاتفية دولية ليطمئن من خلالها المصاب أو الجريح على أسرته التى تركها فى القطاع حتى الانتهاء من تلقيه العلاج، وهو أمر دائمًا ما يؤثر فى نفسية المصابين بالإيجاب. ولفت «غيث»، أن «مطار العريش استقبل ما يقرب من 89 طائرة محملة بالمواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية من مختلف دول العالم كروسيا والكويت وفرنسا وإنجلترا والبرازيل ودول شرق آسيا، ووصل عدد الدول إلى 19 دولة وساهمت المنظمات بأكثر من 1600 طنا، وشملت أنواعًا مختلفة من المساعدات كعربات الإسعاف التى قدمت إلى الأشقاء فى غزة عبر دولة الكويت، بجانب عدد من الجرافات وثلاجات تعمل بالطاقة الشمسية لحفظ الأمصال وعدد من البطاريات الكهربائية لتشغيل المستشفيات، إلا أن الجانب الإسرائيلى للأسف رفض دخول أجهزة الأوكسجين رغم حاجة القطاع الماسة لها، كما رفض أيضًا دخول الثلاجات التى تعمل بالطاقة الشمسية، وذلك لاعتقادهم أننا نساعد الفصائل الفلسطينية بدخول تلك النوعية من المساعدات التى سيتم استخدامها فى الأنفاق حال السماح بدخولها وهو أمر عارٍ تماما عن الصحة، فنحن نستهدف الشعب الفلسطينى الجريح والمصاب من العنف الإسرائيلى فقط ولا أحد غيره». مدير العمليات بالهلال الأحمر المصري، أشاد بمدى استجابة المجتمع المصرى ووعيه فى التسابق من أجل التبرع لدعم الأشقاء فى فلسطين من خلال قنوات التبرع الرسمية والشخصية لهذا الغرض، وقال: «الكل التف حول المبادرة، فقد تم استقبال أطفال يحملون حصالتهم راغبين فى التبرع بما فى داخلها لصالح أشقائهم فى غزة، ولمسنا مدى تحمل المسئولية لدى أبناء الشعب المصرى فرغم ما يواجهه من ضغوطات اقتصادية، إلا أنهم لم يبخلوا على أهل غزة بكل ما يحتاجونه». كما ثمن قرار الرئيس السيسى منذ اللحظات الأولى للحرب على غزة، بأن يتولى الهلال الأحمر المصرى مسئولية تجهيز وتوصيل المساعدات لقطاع غزة، لأن الهلال الأحمر يعمل وفق 7 مبادئ رئيسية تمثل منهجًا للعمل منها «الاستقلالية» بمعنى أن الهلال الأحمر لا يتم تسييسه لخدمة أغراض سياسية معينة مع الحفاظ على الحياد والقيام بالمهمة بشكل مثالى، وهو ما نجده بين أفراد وأطقم الهلال الأحمر المصرى، حيث لم يحصلوا على إجازة منذ السابع من أكتوبر الماضى، ومستمرون لا يشغل بالهم سوى إحساسهم بالمسئولية تجاه الفلسطينيين. هانى عبدالفتاح، المدير التنفيذى لمؤسسة صناع الخير، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي، قال: إن أكثر المتبرعين بالمساعدة الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة هم أبناء الشعب المصرى حاليًا، وبصورة أكبر من المؤسسات والشركات ورجال الأعمال الذين يقدمون أيضًا دعمًا وتضامنًا، خاصة شركات الأدوية التى قدمت حجمًا كبيرًا من الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة الأوضاع الكارثة للقطاع الصحى بقطاع غزة حاليًا تخطت تكلفتها 18 مليون جنيه. وشدد «عبدالفتاح» على الدور الرئيسى الذى تلعبه مصر فى قضية المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة، وقال: إن الدعم والاهتمام من قبل الرئيس السيسى، ساهم كثيرًا فى خروج جميع احتياجات الأشقاء الفلسطينيين من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البرى، كما أن التحالف الوطنى يحمل رسالة هامه يعمل لأجلها، وهى مساعدة الأشقاء العرب من الدول المجاورة سواء فى ليبيا خلال محنة السيول الأخيرة أو فلسطين أو السودان، كما أن التحالف على تواصل مع المنظمات الإغاثة بالقطاع للوقوف على احتياجات الأهالى هناك لتوفيرها خلال المساعدات. واللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان أشار إلى أن «الجمعية هى إحدى أعضاء مؤسسات وجمعيات التحالف الوطنى للعمل التنموى الأهلى المصري، وشاركت ضمن التحالف الوطنى فى تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من خلال تقديم قافلتين من المساعدات، والقافلة الأولى للجمعية كانت تضم 106 شاحنات نقل بضائع (تريلا) تحمل ما يتجاوز ألف طن من المواد الغذائية ما بين الأرز والمكرونة والسكر والشاى والمعلبات المختلفة ما بين الفول والبلوبيف والتونة والجبن وغيرها، بالإضافة إلى آلاف البطاطين وملابس التدفئة». وأكد «شعبان» أن «المواد الغذائية التى تقدمها جمعية الأورمان وكذا كافة المؤسسات المشاركة ضمن التحالف الوطنى ذات جودة عالية درجة أولى ولها مدة صلاحية كبيرة تمامًا كالتى يتناولها أبناء الشعب المصري، كما قدمت الجمعية أكثر من 6 شاحنات محملة بالدواء فقط تخطت تكلفتها 6 ملايين جنيه، بجانب الجمعيات الأهلية الأخرى بالتحالف». مدير عام جمعية الأورمان، أشاد بالمشهد المشرف الذى خرجت به قوافل المساعدات الإنسانية من مصر صوب غزة والذى نتج عن تلبية دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة التآخى والتكاتف داخل المجتمع المصرى لتقديم العون للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة، وهو ما ظهر جليًا من تبرعات الشعب المصرى السخية لمختلف مؤسسات وجمعيات التحالف الوطنى لصالح قطاع غزة.