صدر حديثًا عن مكتبة الإسكندرية كتاب «هيروغليفية شامبليون: فقه اللغة والهيمنة على العالم» تأليف: ماركوس ميسلينج، وترجمة: دكتور. علاء العجيزي، وتصدير: الدكتور. مصطفى الفقي، ومراجعة: دكتور. رانيا فتحي.
ولم يعرض هذا الكتاب النتائج العلمية التي أفرزتها عملية فك طلاسم حجر رشيد فحسب، بل تناول بشكل أخص الروابط الوثيقة القائمة بين هذا الإنجاز العلمي الفذ من جانب وبين التوجهات السياسية السائدة في فرنسا وأوروبا وقتذاك من جانب آخر متمثلة فيما كان يحدو الإمبراطوريات الأوروبية في تلك الحقبة من طموحات كاسحة للسيطرة على العالم تحت دعاوى الثقافة العالمية.
وليس من شك في أن نجاح عالم الآثار الفرنسي فرانسوا شامبليون في فك رموز الهيروغليفية في الثلث الأول من القرن التاسع عشر مثّل كشفًا علميًّا بالغ الأهمية، حيث رسّخ دعائم هذا العلم الجديد ومكّن علماء الآثار ودارسي التاريخ والمتخصصين في اللغات القديمة، بل والشغوفين بالمعرفة بشكل عام، من الانطلاق نحو سبر أغوار واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية التي تمتد جذورها إلى فجر التاريخ.