اهتم كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم المنشورة، صباح اليوم الأربعاء، بعدد من الموضوعات على رأسها الحرب الدائرة في قطاع غزة، والتأكيد على الموقف المصري الثابت من القضية الفلسطينية، ورفض أي محاولات لتصفيتها وتهجير أهالي قطاع غزة، والسعي الدائم لمناصرة الفلسطينيين حتى الوصول إلى إقامة دولتهم المستقلة على حدود يونيو 1967.
فمن جانبه تناول الكاتب عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة صحيفة (الأهرام)، في مقاله المنشور صباح اليوم الأربعاء، تحت عنوان "لماذا المقاطعة ضرورة حياة؟" الحديث عن ما وصفه بالعدوان الغاشم، والعداء السافر من أمريكا، والغرب لكل ما هو عربى-، مطالبا بضرورة أن تتغير مفاهيمنا، وأن تتمحور حول مستقبلنا، وقوتنا، وداعيا إلى عدم الانبهار، والفتنة بكل ما هو غربى.
ولفت إلى وجود ميزة الآن وهى المقاطعة الشعبية الجارفة بقناعة كاملة، وتبهرنى مقاطعة الشباب الذى يرفض، وبقوة، وقناعة كاملة، تلك المنتجات الأمريكية، والغربية، ويذهب إلى المنتجات الوطنية.
وأشار إلى أن البعض يروج أن هذه المنتجات الغربية يتم تصنيعها فى مصر، وأنها لو توقفت فإن ذلك يعنى «تسريح» عمالة مصرية، وهو قول مردود عليه بأن العمالة مكانها محفوظ فى الصناعة الوطنية، بمعنى أن عدم الإقبال على المنتجات الأجنبية يقابله بالضرورة زيادة فى الإقبال على المنتجات الوطنية، وبالتالى سوف تزيد الحاجة إلى العمالة المصرية لمواجهة الزيادة المتوقعة فى الطلب على المنتجات الوطنية.
وقال إن الأهم هو ضمان تدفق كل العوائد الاقتصادية على الاقتصاد الوطنى، وحرمان الاقتصادات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي من أرباح غير مستحقة لها لمجرد الانبهار بعُقدة الخواجة، لتستخدم أموالنا فى قتل أبنائنا فى غزة، والضفة، وتسليح العدوان الإسرائيلى بأحدث المعدات، وحمايته، ودعمه.
وأكد أن "المقاطعة" الآن هى ضرورة حياة لنا كمصريين، ولكل العرب، وأتمنى تشكيل لجنة شعبية من الأحزاب، والنقابات لدعم هذا الاتجاه، وتوسيع قاعدة المقاطعة لتشمل كل أنواع الصناعات الأمريكية، والغربية، وعدم اقتصارها على قائمة المنتجات الغذائية، والمشروبات بأنواعها.
ورأى أن توسيع دائرة المقاطعة يعنى إقامة صناعة وطنية قوية لدعم الاقتصاد الوطنى، وفى الوقت نفسه شبكة أمان، وحماية ضد غدر أمريكا، والغرب ومخططاتهما العدوانية، والشريرة.
فيما قال الكاتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية)، في مقاله المنشور صباح اليوم الأربعاء تحت عنوان، "تسويق القدرة (2-2)" إن قوة مصر السيسي" الإقليمية والدولية.. تستحق التوقف أمامها كثيرا.. خاصة أنها جاءت من رحم التحديات والشدائد.. مشيرا إلى أنه عندما تقرأ المشهد الإقليمى والحرائق المشتعلة فى محيط وجوار مصر... تدرك أهمية القوى والقدرة والحكمة المصرية.. والقدرة فى تعامل مصر مع الأزمة الراهنة والأحداث في غزة والتصعيد الوحشى والهمجي والبربرى الإسرائيلى فى القطاع والمؤامرة التي يدبرونها في جنح الظلام.. والتي أبطلتها مصر وكشفتها منذ اللحظة الأولى وأفسدت مخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزة إلى الأرض المصرية لتوطينهم فى سيناء.. وتصدت بقوة وحسم المشروع الشيطان على حساب أراضيها واعتبرته خطا أحمر، وقضية أمن قومى لا يمكن التهاون في حمايته.. بل تصدت لكل المحاولات لفرض أمر واقع سواء بالتصفية للقضية أو التهجير والتوطين.
وأضاف أن القدرة المصرية تجلت فى إدارة هذه الأزمة بحكمة وحرفية وعبقرية. لدرجة أن العالم بات يتحدث وفق المفاهيم المصرية التي طرحها الرئيس السيسى وبات مقتنعاً بها.. فلا تصفية للقضية الفلسطينية أو تهجيراً قسريا ولا توطين.. وضرورة إيصال وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان قطاع غزة.. وضرورة وقف إطلاق النار وإنقاذ وحماية الأبرياء من حرب الإبادة والعقاب الجماعي.
وأشار إلى أن قوة مصر العظيمة في التحول من تراجع الدور إلى قوة الدور والبناء عليه.. إنجاز كبير يستلزم تسويقاً للقدرة المصرية فى مجال بناء العلاقات الدولية المتوازنة.. والتى تحكمها الندية ورفض الإملاءات والحفاظ على السيادة الوطنية واعتبارها خطأ أحمر.. وعدم الاستجابة لمطالب وضغوط الاستقطاب أو التنازل عن ثوابت مصر الشريفة .
ورأى أن تسويق القدرة المصرية.. يتجلى فى رؤية وإرادة القيادة السياسية وإصرارها على خوض معركتي البقاء والبناء في وقت متزامن وفى سباق وصراع مع الزمن. وبعزيمة العمل بأعلى معايير الجودة... فقد حاربت مصر الإرهاب وأطلقت أكبر ملحمة فى تاريخها للبناء والتنمية.. من أجل تنفيذ مشروعها الوطني لتحقيق التقدم في وقت متزامن.. وحققت نجاحات وإنجازات ملهمة فى المعركتين.. قضت على الفوضى والإرهاب وأجهضت المؤامرة.. وجنت ثمار أكبر عملية إصلاح وبناء وتنمية فى تاريخها.. وهى قدرة فريدة على تحدى التحدى.. وتحقيق الأهداف. طبقاً لرؤية ثابتة.
وقال إن قدرة الجيش المصرى.. هى أيقونة ثقة واطمئنان المصريين على وطنهم... وتجسيد حقيقى لعبقرية الاستثمار في القوة الرشيدة التى تستند لعقيدة شريفة.. أساسها النصر أو الشهادة... قوة وقدرة حكيمة غير متهورة... تحمى الوطن ولا تعتدى على أحد .
وأشار إلى أن القدرة المصرية.. تتجسد أيضا في كونها الدولة الوحيدة التي نجت من مؤامرة يناير ۲۰۱۱.. والدولة الوحيدة التي قضت على أشرس تنظيم إرهابي عرفه العالم.. هو تنظيم الاخوان المجرمين.. القدرة المصرية تجلت في ثورة ٣٠ يونيو العظيمة التي أنقذت مصر من الضياع وهيأت لها من أمرها قوة وقدرة وبناء وتنمية ودورا وثقلا ومكانة.. ثورة ٣٠ يونيو هي قفزة استراتيجية عميقة وفارقة انتقلت بمصر من مرحلة شبه الدولة إلى الدولة الحقيقية القوية القادرة.
ودعا الكاتب كل مسئول أن ينتهج ويتعلم من مدرسة الرئيس السيسى.. فلا يدع مجالاً أو قطاعاً أو نجاحا أو إنجازا إلا ويتحدث عنه بشكل واف.. يتناول كافة أبعاده وتفاصيله.. وكيف كان وماذا أصبح.. وما هي الظروف والتحديات التي جاء من بينها.. وتكلفتها وحجم الاستثمارات التي أنفقت فيها.. في تجسيد حقيقى لتسويق القدرة المصرية.
من جانبه قال الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" بصحيفة (الأخبار)، تحت عنوان :"موقف مصر "إنه منذ عام ١٩٤٨ وحتى الآن، وعلى طول الخمسة والسبعين عامًا الماضية.. لم تكف مصر يومًا عن دعمها القوى والمستمر للقضية الفلسطينية، ولم تتوقف عن مساندتها اللا محدودة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، فى كل المواقف، وعلى كل المنابر السياسية الإقليمية والدولية، وآخرها القمة العربية الإسلامية المشتركة التى عقدت بالرياض، و قمة القاهرة للسلام التى عقدت بالقاهرة قبلها.
وأشار إلى أن الموقف المصرى كان واضحًا فى تأكيده على أن التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، هى الطريق الصحيح والوحيد المؤدى إلى السلام والاستقرار لجميع الدول والشعوب فى المنطقة العربية والشرق أوسطية.. مشددة على ضرورة وضع حد للأوضاع المشتعلة بالعدوان والمتفجرة بالقتل والدمار فى قطاع غزة.
وأضاف أن مصر تعلن رفضها الكامل لاستهداف المدنيين، كما ترفض سياسة العقاب الجماعى والتهجير القسرى للفلسطينيين من أراضيهم، باعتبارهما إجراءات غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس أو أى دعاوى أخرى. وتطالب المجتمع الدولى ومجلس الأمن، بالعمل الجاد والحازم للوقف الفورى والدائم لإطلاق النار فى غزة دون قيد أو شرط، والضمان الآمن والسريع لوصول المساعدات الانسانية إلى المواطنين الفلسطينيين بالقطاع، مع ضرورة العمل الجاد للدفع نحو التسوية الشاملة للصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
وأوضح أن مصر واضحة فى تأكيدها، أن السلام الشامل والعادل للقضية الفلسطينية، هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقة، وأن هذا السلام يتأسس على استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وفى مقدمتها حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.