السبت 4 مايو 2024

رجل العمر

مقالات19-11-2023 | 18:27

في التاسع عشر من شهر نوفمبر من كل عام، تحتفل كثير من البلدان باليوم العالمي للرجل، بهدف تعزيز دوره في الحياة العامة، وأيضاً تأكيداً على أهمية ما يمنحه لزوجته من دعم وأمان.

ومع تلك المناسبة تساءلت، أين هذا الرجل الذي يسكن أحلامنا النسائية بما يغدقه علينا من مشاعر لا تباع ولا تشترى، ولا يوجد كلمة في قاموس الغرام يمكن أن تعبر عن فداحة ما نشعر به جراء افتقادنا له؟.

ذلك أن الاحتواء، الأمان، السخاء العشقي ، الشهامة، النخوة، الإخلاص، ستر العيوب بين طرفي العلاقة الزوجية، وإماطة أذى المشاعر سواء استمر الارتباط العاطفي أو انتهى كلها خصال أصبحت عملة نادرة في زمننا.

أقول هذا الكلام، لما أشهده يومياً من أوجاع ومآسي لعدد ليس بقليل من النساء قدموا الغالي قبل الرخيص على طاولة بها ما لذ وطاب من أحاسيس الوله والهيام لشريك الحياة، فكان المقابل تجاهل، قسوة، تقليل من الشأن، والأوجع من كل ما سبق طعنة غدر مصحوبة بهجر!.

في الحقيقة أن ما تعانيه هؤلاء السيدات، لم يلحق أذى بحالتهن النفسية فقط، بل بغد الأبناء ومستقبل المجتمع ككل، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، كيف لأم أن تنشئ طفل سوي وهي تعيش في معركة ليس لها أول من أخر للحفاظ على أبيه الذي يتفنن في خيانتها مع كل تاء تأنيث تأتي في طريقه؟ .. أو أن تعلم المرأة أبنها ضرورة احترامه للأنثى وهو يراها تتذوق كافة أصناف الإذلال والهوان من والده؟..  

تواري خصال الرجولة يا سادة، لم يعد بالأمر الهين، فما نتجرعه من تبعات مفاهيم مغلوطة ومعتقدات بالية  بات يشكل خطورة قصوى على مستقبل كثير من الأسر، وأصدق دليل، ارتفاع عدد حالات الطلاق في مصر، لتسجل 269.8 ألف حالة عام 2022، مقابل 254.8 ألف حالة طلاق عام 2021، أي بزيادة تصل ل 5%  خلال سنة واحدة، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.. ولنا أن نتخيل انعكاس ذلك من آثار نفسية على صغار لم يرتكبوا ذنباً سوى أنهم ثمرة اختيار فاشل.

ولا أنكر أن  إنجاح الزواج أو العكس، مسئولية مشتركة بين الرجل والمرأة، لكن الحماية، السند، مواصلة الوقوف إلى جانب من وسبق وجمعهما بيت وعشرة أشياء لا يفعلها إلا الرجل وفقط. 

هذا الرجل الذين تتمنى أي امرأة أن تربطها صلة قرابة به لتقول له في يومه "كل سنة وأنت حبيب العمر".

Dr.Randa
Dr.Radwa