الرواد الأوائل فى تاريخ الرياضة المصرية
صورة أرشيفية
- بقلـم: د. أحمد شيرين فوزى
لم يكن من السهل أن تتطور الرياضة المصرية مع بداية القرن العشرين إلا بوجود شخصيات مؤثرة وأصحاب نفوذ وأثرياء استطاعوا أن يقدموا لها الدعم ويساهموا فى إقامة المنشآت الرياضية، ودعم الفرق والمنتجات المختلفة.
هؤلاء هم من نلقبهم بالرواد الأوائل للرياضة المصرية والذين نجحوا فى نقلها إلى المستوى العالمى، وكان لهم فضل فى الكثير من البطولات التى تم تنظيمها فى مصر، أو حتى التى شاركت فيها الفرق المصرية.
فى هذه الوثيقة التاريخية، نقدم نبذة عن تاريخ حياة وصور بعض هؤلاء الرواد الأوائل فى تاريخ الرياضة المصرية.
الأمير عمر طوسون: (1872 - 1944)
وهو من مواليد الإسكندرية، وأبوه الأمير طوسون بن محمد سعيد بن محمد على باشا، وأمه الأميرة فاطمة إحدى بنات الخديو إسماعيل، وقد أتم تعليمه فى سويسرا، ثم سافر إلى العديد من البلدان الأوروبية كفرنسا وانجلترا.
وهو أحد رواد الإصلاح والنهضة فى مصر أوائل القرن العشرين، له العديد من الإسهامات فى المجال العلمى والعملى، حيث استطاع أن يؤرخ لكثير من الأحداث التاريخية، وأن يقدم العديد من الدراسات التاريخية والأثرية المصرية، التى أعدت أعمالاً رائدة فى هذا الشأن، كما ساهم فى اكتشاف العديد من الآثار المصرية، وله باع طويل فى العمل الخيرى والتطوعى الذى ساعد فى النهوض بالوطن سواء على المستوى الاقتصادى أو الاجتماعى أو السياسي.
وهو أول رئيس للجنة الأوليمبية المصرية منذ نشأتها عام 1910 حتى 1934، وتبرع بمبلغ ألفى جنيه ذهب لبناء استاد الإسكندرية عام 1918، الذى أقيمت عليه الدورة الإفريقية الأولى عام 1922، وأُهدى درعاً للاتحاد المصرى لكرة القدم عام 1923، لتقام عليه مسابقة بين جميع أندية القاهرة، وسمى بدرع الأمير عمر طوسون للألعاب الدورية لمنطقة القاهرة، وسمى بعد ذلك بدورى منطقة القاهرة بداية من موسم 1923/22 واستمر حتى موسم 1953/52.
وهو يعتبر من أعظم وأبرز وأكرم الشخصيات التى خدمت الرياضة المصرية.
مسيو أنجلو بولانكى: (1878 - 1963)
يونانى الجنسية، سكندرى المولد والإقامة، وهو مؤسس الاتحاد المختلط للأندية الرياضية عام 1910، وفى عام 1913 نظم الاتحاد المختلط أول مسابقة لكرة القدم على كأس بولانكى، اشترك فيها عدد من أندية القاهرة والإسكندرية، وبعض فرق من الجاليات الأجنبية فى القاهرة والإسكندرية، وكانت تلك البطولة تقام خلال أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر فقط.
وهو مؤسس وسكرتير عام اللجنة الأوليمبية المصرية من عام 1910 حتى عام 1932، ومثّل مصر فى اللجنة الأوليمبية الدولية من عام 1910 حتى عام 1932، وكان عضواً باللجنة الأوليمبية الدولية عن اليونان من عام 1932 حتى عام 1963، وبذلك يكون قد مضى عليه عضواً باللجنة الأوليمبية الدولية 53 عاماً، وهذه سابقة لم تحدث فى التاريخ.
وكان صاحب فكرة إنشاء استاد الإسكندرية عام 1918، وتبرع بألف جنيه ذهب، وقام برفع أول علم أوليمبى فى استاد الشاطبى بالإسكندرية فى 15 إبريل 1914، وتبرع بالعلم إلى المتحف الأوليمبى بمصر عام 1960.
وكان نائب رئيس البعثة المصرية فى أوليمبياد باريس عام 1924، وأمستردام عام 1928.
وهو يعتبر من المؤسسين الأوائل للرياضة فى مصر، ومن أبرز وأقوى الشخصيات الرياضية فى ذلك الوقت.
جعفر ولى باشا: (1880 - 1946)
ولد فى القاهرة، وتخرج فى القسم الإنجليزى، مدرسة الحقوق العليا عام 1903، وكان أول خريجى ذلك القسم.
وهو شخصية سياسية رياضية شركسى الأصل، وكان يهوى كرة القدم ويعشقها، وكان من كبار مؤسسى النادى الأهلى المصرى وجمعية الإخاء الشركسية، وتولى منصب وزير الأوقاف فى حكومة عبد الخالق ثروت باشا عام 1922، ثم وزير الحربية فى الحكومة الثانية لعبد الخالق ثروت باشا عام 1927، وعاد ليشغل منصب وزير الأوقاف عام 1928 مع محمد محمود باشا.
وكان له دور كبير فى اشتراك مصر بالدورة الأوليمبية للمرة الأولى فى تاريخها بأنفرس ببلجيكا عام 1920، وكان رئيس اللجنة التى قامت باختيار فريق كرة القدم الذى شارك فى هذه الدورة، وساهم بمبلغ مالى كبير فى الاكتتاب الذى تولاه بنفسه، لتحمل تكلفة سفر منتخب مصر لكرة القدم للمشاركة فى هذه الدورة الأوليمبية، واستطاع جمع مبلغ ثلاثة آلاف جنيه، وكان مبلغا كبيرا جدا فى ذلك الوقت، وذلك لعدم وجود اتحاد لكرة القدم فى ذلك الوقت، لأن اتحاد الكرة تم تأسيسه فى 13 أكتوبر 1921.
وهو أحد رواد تمصير الكرة المصرية، وأحد مؤسسى وأول رئيس للاتحاد المصرى لكرة القدم (21- 1928)، حوالى 8 سنوات، وأثناء هذه الفترة اشترك المنتخب المصرى لكرة القدم فى أوليمبياد باريس عام 1924، وأوليمبياد أمستردام عام 1928 (حصلت مصر على المركز الرابع فى هذه الدورة الأوليمبية)، وأنشئت مسابقة كأس مصر فى عهده عام 1921، ورابع رئيس للنادى الأهلى (24 - 1944) حوالى 20 سنة، وعضو اللجنة الأوليمبية المصرية ووكيلا لها (34 - 1946)، حوالى 12 سنة.
ويعتبر من أعظم وأبرز الشخصيات التى خدمت الرياضة المصرية وخاصة كرة القدم.
حسين صبرى باشا: (1879 - 1940)
نجل عبد الرحيم صبرى باشا، وزير الزراعة ومدير مديرية (محافظ) القاهرة، وشقيق الملكة نازلى زوجة الملك فؤاد الأول، ومدير مديرية (محافظ) الإسكندرية فى العشرينيات.
وهو ثانى رئيس للاتحاد المصرى لكرة القدم (28 - 1937)، وفى هذه الفترة اشترك المنتخب المصرى لكرة القدم فى بطولة كأس العالم بإيطاليا عام 1934، وفى أوليمبياد برلين بألمانيا عام 1936، ورافق البعثة الأوليمبية فى هذه الدورة. وثالث رئيس لنادى الأوليمبى المصرى بالإسكندرية (30 - 1936)، وقام بضم نخبة من اللاعبين الممتازين للنادى حتى تمكن النادى من الحصول على كأس فاروق (كأس مصر) مرتين عامى 33، 1934، ولم يحصل عليه النادى بعد ذلك طوال تاريخه.
محمد حيدر باشا: (1888 - 1957)
الاسم بالكامل: محمد حيدر محمد السيد الحينى
ولد بقرية أبوان مركز مطاى بمحافظة المنيا. تخرج فى المدرسة الحربية وكان أول دفعته فى سلاح الفرسان، وأثناء فترة دراسته كان محبوبا من زملائه ورؤسائه لانضباطه وحسن أخلاقه وجديته.
وفى عام 1917، تم تعيين حيدر باشا قومندانا لبوليس السوارى بالقاهرة، وفى عام 1934 عين رئيساً لمصلحة السجون، ثم ياور شرفيا للملك فاروق لأنه كان من المقربين من الملك، ثم وزيرا للحربية عام 1947 فى وزارة محمود فهمى النقراشى باشا، ثم فى وزارة حسين سرى باشا عام 1949، ثم عين قائداً عاماً للقوات المسلحة وهو من أول من تولى هذا المنصب منذ إنشائه.
وكان وكيل الاتحاد المصرى لكرة القدم (26 - 1937)، حوالى 12 عاما، وثالث رئيس لاتحاد الكرة من عام(37 - 1952)، حوالى 16 عاما، تخللها عام (44 - 1945) تولى فيها الرئاسة فؤاد سراج الدين باشا، وفى فترة رئاسته لاتحاد الكرة، اشترك المنتخب المصرى لكرة القدم فى أوليمبياد لندن عام 1948، وأوليمبياد هلسنكى عام 1952، ورابع رئيس لنادى الزمالك (23 - 1952)، حوالى 30 عاماً وهى سابقة لم تشهدها الأندية الرياضية على مدار التاريخ، وقد استحدث محمد حيدر باشا منصب نائب رئيس نادى الزمالك، وكان أول من شغله هو إسماعيل بك شيرين، زوج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، الذى أصبح وزيراً للحربية بعد ذلك.
وكان راعى الكرة المصرية من أواخر العشرينيات حتى أواخر الاربعينيات، وهو يعتبر من أفضل وأبرز وأقوى شخصية فى تاريخ مصر الرياضى.
أحمد محمد حسنين باشا: (1889 - 1946)
نجل عالم الأزهر محمد حسين، الذى كان مقرباً من الخديو عباس ثم السلطان حسين كامل، وعند تولى الملك فؤاد الحكم تمكن والده من الحصول على توصية من رجال البلاط الملكى لإلحاق ابنه أحمد حسنين بإحدى الجامعات البريطانية، حيث تخرج فى جامعة أكسفورد، وبعد ذلك شغل عدة وظائف، ففى عام 1920 عمل كمساعد مفتش بوزارة الداخلية، ثم منتدبا لمفاوضة إيطاليا بشأن الحدود الغربية عام 1924، ثم أميناً للملك فؤاد عام 1924، كما تم انتدابه لملازمة ولى العهد الأمير فاروق فى رحلته الدراسية بلندن فى أكتوبر 1935، وقد ساعد ذلك فى توليه منصب رئيس الديوان الملكى فى عهد الملك فاروق عام 1940.
وكان وكيل الاتحاد المصرى لكرة القدم (28 - 1937)، وعضو اللجنة الأوليمبية المصرية (34 - 1938)، وخامس رئيس للنادى الأهلى (44 - 1946)، وكان رئيساً للديوان الملكى فى ذلك الوقت، وأول لاعب مثَّل مصر أوليمبيا فى أوليمبياد ستوكهولم بالسويد عام 1912، ورئيس أول بعثة أوليمبية لمصر بأنفرس ببلجيكا عام 1920. وهو من أبرز الشخصيات فى تاريخ الرياضة المصرية.