أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون أن لبنان يواجه تحديات جسيمة على مختلف الصعد، موضحا أن الإحتلال الإسرائيلي يكرر اعتداءاته على سيادة لبنان وأهل القرى والبلدات الحدودية الجنوبية مستخدما ذخائر محرمة دوليا، إلى جانب استمرار احتلاله لأراض لبنانية.
جاء ذلك في رسالة من قائد الجيش للعسكريين بمناسبة العيد الاستقلال الثمانين والذي يوافق الثاني والعشرين من شهر نوفمبر كل عام.
واعتبر العماد عون أن التحديات التي يواجهها لبنان تنعكس سلبا على مؤسسات الدولة، ومن بينها المؤسسة العسكرية، وأنها تقف اليوم أمام مرحلة مفصلية وحساسة في ظل التجاذبات السياسية، في حين تقتضي المصلحة الوطنية العليا عدم المساس بها، وضمان استمراريتها وتماسكها والحفاظ على معنويات عسكرييها.
وشدد على أن صمود العسكريين وتضحياتهم هي من أهم عوامل قوة اللبنانيين، داعيا جميع العسكريين إلى المثابرة على القيام بواجبهم، والحافظ على جهوزية المؤسسة العسكرية، كي تبقى حاضرة لمواجهة التحديات والتطورات في هذه المرحلة الصعبة، والأخطار التي تهدد لبنان وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي.
وقال العماد عون: "في الذكرى الثمانين للاستقلال، نستحضر معاني التضحية والحرية، ونعود بوجداننا إلى محطات لامعة، تروي للأجيال قصة وطن حفر اسمه في أعماق التاريخ، ونضال خاضه أجدادنا الذين رأوا في لبنان وطنا نهائيا يحتضن أحلامهم ومستقبل أبنائهم، فبذلوا الغالي والنفيس من أجل حمايته والحفاظ عليه".
وأشار إلى أن قدر لبنان مواجهة التحدي تلو التحدي على مدى تاريخه الحديث، في منطقة تعاني من الاضطرابات والنزاعات الدامية والمتلاحقة، معتبرا أن البلاد تقف اليوم أمام مشهد شديد الخطورة، إذ يواصل العدو الإسرائيلي ارتكاب أفظع المجازر وأشدها دموية على نحو غير مسبوق في حق الشعب الفلسطيني بالتزامن مع الإعتداءات على الجنوب.
واستطرد قائلا: "إزاء هذه الصعوبات، تبقى الآمال معلقة عليكم، والأنظار شاخصة إلى ما حققتموه من إنجازات. لمْ يعرف اليأس طريقا إليكم لأنكم بقيتم متسلحين بمعنويات عالية، وإرادة لا تنكسر، وعزم لا يلين. تقفون في مواجهة العدوان الإسرائيلي في الجنوب، حيث تعملون بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وتبذلون أقصى طاقاتكم لمنع الوضع من التدهور، وما قد ينجم عنه من تداعيات على أهالي المناطق الحدودية.
كما تنتشرون على طول الحدود، وتكافحون التهريب والتسلل غير الشرعي للنازحين، الذي يشكل خطرا وجوديا على الكيان اللبناني، وتنفذون مهمات معقدة لملاحقة الخلايا الإرهابية والجريمة المنظمة،
وضبط تجار المخدرات والمخلين بالأمن. تحافظون على الاستقرار والسلم الأهلي والعيش المشترك، غير آبهين بحملات التشكيك والاتهامات، لأنها واهية تسقط أمام تضحياتكم. ولا بد في هذا السياق من أنْ نستذكر شهداءنا الأبرار وجرحانا الأبطال، الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن".