قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اتفاق الهدنة في قطاع غزة الذي تم التوصل إليه بجهود مصرية بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، هو خطوة مهمة للتهدئة في القطاع بشكل مؤقت الذي عانى من ويلات الحرب منذ أكثر من شهر ونصف من الهجوم الوحشي الإسرائيلي على غزة، مشيرًا إلى أن التهدئة أمر إيجابي من حيث المبدأ حيث تضمنت عدة بنود.

وأوضح في تصريح لـ"دار الهلال"، أن التهدئة تنص على وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام وتبادل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بالرهائن الإسرائيلية لدى المقاومة، وكذلك إدخال المساعدات الإنسانية والوقود لقطاع غزة، وهو أم من شأن وقف القتل والأعمال الوحشية التي يقوم بها جيش الاحتلال في قطاع غزة، وتبادل الأسرى، مؤكدا أن هذا من حيث المبدأ تقدم إيجابي، لكن الأكثر أهمية هو مدى الاستمرارية.

وأشار إلى أن التساؤل الآن هل سيستمر هذا الوضع والهدنة بعد انتهاء الأيام المحددة أم لا، وهل سيتم العودة مرة أخرى وأن يكون الهدف منها هو إخراج الأسرى فقط، مشددا على أن المهم أن تتسم الهدنة بصفة الدوام، وأن تستمر ليكون هناك وقف تام لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بطريقة مستمرة ودون إعاقة من الجانب الإسرائيلي، وهذا إن تحقق سيمهد الطريق لإطلاق المسار لحل نهائي للمشكلة بأكملها.

وأكد أن الحل الأساسي للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين وإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، موضحا أنه إن كانت الهدنة فقط بهدف إخراج الأسرى ذوي الجنسية المزدوجة والأمريكيين والإسرائيليين، فبعدها يعود الوضع إلى ما كان عليه.

وأشار إلى أن الضمان لعدم العودة مرة أخرى للاقتتال والعدوان الوحشي على القطاع هو مواقف الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي كانت تؤيد إسرائيل على طول الخط تأييدا مطلقا، وكانت تعتبر ما تقوم به إسرائيل من أعمال وحشية في غزة هو دفاع عن النفس، مشيرا إلى أن الضمانة أن تغير هذه الدول مواقفها بعدما تبين مدى الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.

وشدد على أهمية أن تغير هذه الدول موقفها المؤيد لإسرائيل أو تضغط عليها من أجل إيقاف هذا الهجوم الوحشي بشكل دائم.