سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة، اليوم الجمعة، الضوء على عدد من المواضيع التي تهتم بالشأنين المحلي والعالمي.
فتحت عنوان«العماليق والمأزوم»،قال الكاتب عبدالمحسن سلامة في عموده "صندوق الأفكار" بصحيفة "الأهرام" أنه مازال هناك البعض من الكتاب والمفكرين والسياسيين العرب ممن يخلطون المواقف في قضية الحرب على غزة، وتحميل المقاومة الفلسطينية المسئولية عن بدء اشتعال الموقف، وهو ما يشير إلى مواقف «مأزومة»، و«مهزومة»، من هؤلاء ربما تكون بحسن نية بسبب تعقيد مواقف الصراع العربي - الإسرائيلي منذ ٧٥ عاما حتى الآن، بدون أفق محدد للخروج من هذا المستنقع اللعين.
وأوضح الكاتب أن بعضا من هؤلاء راجعوا مواقفهم بعد أن تأكدوا من عدوانية إسرائيل، وسلوكها الهمجي، وعقيدة جيشها الفاشية، والبعض الآخر مازال «حائرا» ما بين التعاطف مع الشعب الفلسطيني، وما بين القبول بالأمر الواقع والدعوة إلى الاستسلام له، والتعاطي معه حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا، والاكتفاء بما هو متاح، وما تجود به إسرائيل.
وأشار إلى أن مشكلة هؤلاء في اعتقادي أنهم لم يقرأوا التاريخ جيدا، ولم يدققوا في سلوكيات إسرائيل منذ قيامها عام 1948، ولم يفتشوا بدقة في عقيدة الجيش الإسرائيلي القائمة على العدوان، والتوسع وارتكاب المذابح، وقتل النساء والأطفال، والعجائز، والماشية، وقد تحدث نيتانياهو «بوقاحة» عن ذلك في خطابه العلني أمام الكنيست حينما شبه الفلسطينيين بالعماليق.
ولفت إلى أنه منذ اتفاقية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ماذا قدمت إسرائيل من خطوات لتحقيق السلام العادل، والدائم للفلسطينيين سوى «الكلام المعطوب» والأفكار الوهمية (السلام مقابل السلام)، وكلام يفتقد إلى أدنى قواعد العقل والمنطق، المؤكد أن المشكلة كانت، وماتزال في إسرائيل وليس «المقاومة» بأي حال من الأحوال.
بينما قال الكاتب علاء ثابت، في عموده بصحيفة/الأهرام/ تحت عنوان "مصر وفلسطين.. لا تفريط ولا تراجع" إن مصر تواصل جهودها، من أجل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بعد النجاح الذى حققته فى التوصل إلى هدنة مؤقتة، من أجل تبادل المحتجزين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وزيادة حجم الإمدادات اليومية لسكان غزة، وتزويدهم بالوقود والأغذية والمياه والمستلزمات الطبية والملابس والخيام ومختلف الاحتياجات.
وأوضح الكاتب، أن الجهود الدبلوماسية المصرية كانت قد أثمرت هذا الاتفاق بالتعاون مع دولة قطر الشقيقة والولايات المتحدة، لكنها لن تتوقف عند هذا الإنجاز الجزئي، وتشدد جهودها من أجل تمديد الهدنة، حتى الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار، يفتح الطريق أمام مفاوضات حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن مصر تأمل أن تكون الأحزاب الإسرائيلية والرأي العام قد استوعبوا درس الحرب، وأن يدركوا أن الاستمرار في الاستيلاء على الأراضي ومواصلة الاحتلال ستكون لهما عواقب وخيمة، ولن ينعموا بأي استقرار، وأن الرأي العام العالمي قد انقلب على إسرائيل، عندما شاهد تلك المجازر المروعة التى ارتكبتها القوات الإسرائيلية، وقتلها ما يقرب من ستة آلاف طفل وأربعة آلاف امرأة، من بين حوالى 14 ألف شهيد فلسطيني، خلال العدوان المرعب على غزة، والقصف المتعمد للمستشفيات ودور العبادة والمساكن المأهولة، ومع ذلك لم تحقق إسرائيل مكسبا ملموسا فى تحقيق هدفيها المعلنين : الإفراج عن المحتجزين بدون قيد أو شرط، والقضاء على حركة حماس.
وقال الكاتب جاء الإفراج المتبادل عن محتجزين من كل طرف ليؤكد الفشل الإسرائيلي في الاحتكام للقوة المفرطة، وستضطر إلى الجلوس على مائدة المفاوضات إذا أرادت حلا جذريا للقضية الفلسطينية، وضرورة أن تكف عن الغطرسة والاعتقاد أن بمقدورها استخدام القوة للاستيلاء على الأراضي وطرد سكانها الحقيقيين، وأن تأتى بمستوطنين من مختلف دول العالم ليحلوا محلهم.
في حين قال الكاتب عبدالرازق توفيق في عموده/ من آن لآخر/ بصحيفة/الجمهورية/، تحت عنوان "المشروعات القومية.. وبناء القدرة" إن المشروعات القومية التي أطلقتها الدولة المصرية على مدار 9 سنوات.. كانت ضرورة حتمية.. لم يكن لديها اختيار أو مسار آخر بعد أن وصلت الأوضاع والتحديات والمعاناة والأزمات إلى ذروتها وأصبحت تهدد الوطن والمواطن لذلك مضت على مسارين متوازيين.
وأوضح الكاتب، أن المسار الأول، هو المشروعات القومية لبناء الوطن ورسم ملامح مستقبله الواعد.. لإنهاء عقود التجمد وغياب الرؤية والطموح لوضع مصر في المكان الذي يليق بها وتحويلها إلى دولة القدرة الشاملة.. ثم المسار الثاني هو بناء الإنسان المصري.. من خلال آلاف المشروعات العملاقة التي تستهدف تخليص المواطن من كم غير محدود من الأزمات الخانقة والمعاناة العميقة.. وتحسين ظروفه وجودة حياته والخدمات المقدمة له.. وتوفير الحياة الكريمة له وأن يلاحق المستقبل.. وتتجمع أهداف المسارين في بناء الدولة الحديثة القوية القادرة بطلها الإنسان المصري وهدفها أيضًا.
ولفت إلى أن المشروعات القومية التي انطلقت من رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى حققت أهدافها بشكل واضح للجميع وصنعت الفارق في حياة المواطن ومسيرة الوطن.. وتصدت لتداعيات الأزمات العالمية.. ومنحت الاقتصاد المصري القوة والقدرة على الصمود في مواجهة هذه الأزمات كما مكنته من امتلاك الفرص الكثيرة ليكون أحد أهم الاقتصادات الواعدة في العالم.