تعد مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا في مصر (STEM) من أبرز المدارس الحكومية التي تهتم بتنمية مواهب الطلاب في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
تأسست هذه المدارس بهدف توفير بيئة تعليمية متميزة للطلاب المتفوقين والموهوبين في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتمكينهم من تطوير مهاراتهم واكتشاف قدراتهم العلمية والابتكارية.
وتقدم مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا برامج تعليمية متطورة تركز على تعزيز المعرفة العلمية وتطوير مهارات الطلاب في مجالات مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والهندسة، كما توفر هذه المدارس فرصاً للطلاب للاختراع والابتكار من خلال مختبرات مجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة.
بالإضافة إلى ذلك، تهتم مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بتطوير مهارات الطلاب في استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقها في حل المشكلات العلمية والهندسية. وتشجع هذه المدارس الطلاب على المشاركة في المسابقات العلمية والتقنية على المستوى المحلي والدولي، باعتبارها جزءًا من جهود الحكومة المصرية لرفع مستوى التعليم العلمي والتكنولوجي في البلاد، وتعد مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا في مصر مؤسسات تعليمية مهمة تسهم في تحفيز الشباب على اكتشاف مواهبهم وتطوير قدراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وبدأت مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM) في العام الدراسي (2011/ 2012) بإنشاء مدرسة السادس من أكتوبر تلاها مدرسة المعادي وفي العام (2015 / 2016) تم إنشاء 7 مدارس (الإسكندرية، الدقهلية، كفر الشيخ، أسيوط، الإسماعيلية، الأقصر، البحر الأحمر) ثم تلاها في العام (2016 / 2017) إنشاء مدرستي (الغربية والمنوفية) وفي العام (2019/2018) تم إنشاء مدارس (العبور، الشرقية، قنا، بني سويف) وفي العام (2020 / 2021) تم إنشاء أربع مدارس (السادات، المنيا، سوهاج، الفيوم).. وفي سبتمبر 2023 تم افتتاح مدرسة المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بالحي 11 بالسادس من أكتوبر، وكذلك جاري افتتاح مدرسة العباقرة في العلوم والتكنولوجيا بالقاهرة الجديدة.
بذلك أصبح لدى مصر 21 مدرسة في العام الدراسي (2023 / 2024) وهي مدارس داخلية عدد طلبة كل فصل لا يزيد عن 25 طالبا، يقيم الطالب بها طوال الأسبوع وبها إعاشة فندقية وذلك لطبيعة المدرسة التي تقتضي تواجد الطلاب داخل بيئة التعلم طوال الأسبوع.
ومن أهم أهداف المدارس إعداد مواطن للقرن الـ 21 قادر على حل المشكلات والابتكار والاختراع والاعتماد على النفس والتفكير المنطقي، وقادر على استخدام التكنولوجيا، والتي يتم التأكيد عليها من خلال خوض الطلاب لتحديات مختلفة تتمثل في مسابقات محلية ودولية يستثمر الطلاب مهاراتهم ومعارفهم التي اكتسبوها.
ويتم إعداد طلاب المدارس من خلال منهج متكامل يرتبط بالتحديات الكبرى لمصر (Egypt Grand Challenges) والتي تتمثل في تحسين استخدام الطاقات البديلة، وإعادة تدوير القمامة والنفايات للأغراض الاقتصادية والبيئية، والتعامل مع الازدحام الحضري وعواقبه، والعمل على القضاء على قضايا الصحة العامة/ الأمراض، وزيادة القاعدة الصناعية والزراعية لمصر، ومعالجة وتقليل تلوث الهواء والماء والتربة، وتحسين استخدامات المناطق النائية، وإدارة وزيادة مصادر المياه النظيفة، والتعامل مع النمو السكاني وعواقبه، وتحسين البيئة العلمية والتكنولوجية للجميع، والتقليل والتكيف مع تأثير التغير المناخي.
ويتم تحديد الموضوعات الرئيسية Themes لكل فصل دراسي خلال سنوات الدراسة الثلاث، وتكون كل المواد الدراسية المختلفة في إطار الموضوع الرئيسي وتعمل سويا بشكل متكامل وتحتوي كل مادة دراسية على وحدات دراسية لكل وحدة نواتج تعلم تحوي المفاهيم والمهارات والمحتوى المطلوب تحصيله، ويتم ذلك عبر الدروس المتتالية باستخدام طرق تدريس متطورة (Inquiry Based, Project Based) مع التقويم المستمر وكل المواد العلمية لها معمل لإجراء كل التجارب العلمية المرتبطة بنواتج التعلم مثل معامل (الكيمياء والفيزياء والأحياء والميكانيكا وعلوم الأرض والفضاء والإليكترونيات والروبوتك والهيدروليك والإليكترونيك والفاب لاب).
ويتم تصميم نواتج تعلم خاصة بالمدرسة تتماشى مع المعايير القومية والعالمية ووفقا للتحديات الكبرى، ويقوم المنهج على التكامل بين المواد المختلفة Integrated Approach وليس هناك كتاب مدرسي (Non textbook approach) فقط نواتج تعلم، وإطار للمناهج يرتبط بالمناهج العالمية لمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM) ويتماثل معها في المواد العلمية واللغات كلما أمكن.
وكذلك طرق تقويم وامتحانات مختلفة تتوافق مع طرق التدريس المقررة، وينفذ الطلاب مشروعا في كل فصل دراسي (Capstone) يتناول عددا من التحديات للتغلب عليها من خلال الحلول المقدمة في المشروعات، ويعد المشروع capstone التطبيق العملي لما درسه الطلاب في المواد الدراسية المختلفة يتعلم من خلاله الطلاب حل المشكلات، والربط بين المواد المختلفة، وربط ما يتعلمه الطلاب بالحياة الواقعية، يتعلم الطلاب من خلال الكابستون أسلوبًا منهجيًا لحل المشكلات بشكل واقعي من خلال مشروعات تكاملية متعددة التخصصات جاذبة للطلاب، يستخدم الطلاب في الكابستون أسلوب التصميم الهندسي (Engineering design process ) كأسلوب منهجي لحل المشكلات.
ويتم تقييم الطلاب بشكل مستمر خلال Journal طوال الفصل الدراسي وكذلك يتم تقييم ملف إنجاز الكابستون (Portfolio) وكذلك يتم عمل معرض نهائي يكون المقيمين فيه لجنة خارجية مكونة من خبراء وأساتذة الجامعات والمراكز البحثية لتقييم لوحة العرض (Poster) والنموذج الأولي (Prototype) ويكون ما يتم داخل المدرسة في الحصص الدراسية والمشروع عن طريق العمل الجماعي (Team work).
وقد استطاع طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا تحقيق إنجازات كثيرة وهي الحصول على مراكز متقدمة في كل المسابقات العلمية على المستوى العالمي على سبيل المثال ISEF تحدي إنترنت الأشياء (IOT)، احتلت فيه مدارس (ستيم) المركز الأول في كل مراحل المسابقة حتى التصفيات الأخيرة في دبي 2021، والأوليمبياد العالمية في الفيزياء والبيولوجي والكيمياء والرياضيات والمعلوماتية، وأوليمبياد حوض البحر الأبيض المتوسط في الرياضيات، والأوليمبياد العربية في الكيمياء ومسابقة "ايسف" العالمية و"ايسويب" ومسابقة سنغافورة للرياضيات وتحدي الجدول الدوري ومسابقة (Mine sweeper) للكشف عن الألغام بماليزيا ومسابقة (Ican) بكندا ومعرض جنيف الدولي للاختراعات (INTARG) ببولندا، ومسابقة micro mouse العالمية تحت إشراف (IEEE) ومسابقة (IAAC) ومسابقة "Trust for sustainable living" للكتابة العلمية ومسابقة "Samsung Innovation Campus".
وبجانب مشاركتهم في كل المسابقات العلمية المحلية مثل أسبوع المياه بالقاهرة ومسابقات جامعة النيل ومبادرة حلول مبتكرة تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة ومؤسسه GIZ، وكلها حصدت فيها المدارس مراكز متقدمة.
ويلتحق الطلاب من هذه المدارس بالكليات العملية شعبة الرياضيات لها الكليات (الهندسة والتخطيط العمراني والحاسبات والمعلومات وكلية العلوم) شعبة العلوم (الطب والصيدلة والأسنان والعلاج الطبيعي والطب البيطري وكلية العلوم).
حصل طلاب مدارس المتفوقين على منح دراسية جامعية في كبرى جامعات العالم، وليحقق طلاب "ستيم" هذا التعليم الراقي والإنجازات فإن ذلك يتم من خلال شراكات مع المراكز البحثية والجامعات لمساعدتهم في مشاريعهم البحثية ولإكسابهم المهارات المطلوبة في كل النواحي العلمية والتكنولوجية وهم ضيوف على كل الجامعات المصرية وحضور للدورات التدريبية التي تنظمها الجامعات والمراكز البحثية وكذلك كل المبادرات التي تتم من وزارة الاتصالات مثل مبادرة مبرمجي المستقبل - Next Coders.