الأربعاء 15 مايو 2024

مارين لوبان ترفض ارتداء الحجاب أثناء مقابلة مفتي لبنان وتثير أزمة

21-2-2017 | 17:20

رفضت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، ارتداء الحجاب قبل لقاء مخصص لها مع المفتى اللبنانى، ومن ثم إلغاء الاجتماع، ما أثار موجة من الانتقادات لها اليوم الثلاثاء.

 

وغادرت لوبان دار الفتوى اللبنانية اليوم دون لقاء مفتى الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وذلك بعد رفضها وضع غطاء الرأس فى مقر المفتى.

 

وأوضح المكتب الإعلامى لدار الإفتاء اللبنانية، فى بيان له، أن لوبان رفضت وضع غطاء الرأس كما هو متعارف عليه عند زيارة مفتى لبنان عبد اللطيف دريان، حيث كان المكتب الإعلامى قد أبلغ المرشحة الرئاسية عبر أحد مساعديها، بضرورة غطاء الرأس عند لقاء سماحته، كما هو متبع"، وتأسف دار الفتوى لهذا التصرف غير المناسب فى مثل هذه اللقاءات.

 

وقالت لوبان عقب وصولها لدار الإفتاء لأحد الموظفين - الذى أعطاها منديلا لتغطية رأسها - لم تطلب منى السلطة السنية العليا فى العالم هذا، ولذلك لا أرى سببا له، فى إشارة إلى لقائها فى مايو 2015 شيخ الأزهر أحمد الطيب فى القاهرة، مضيفة يمكنكم إيصال تحياتى للمفتى لكننى لن أغطى نفسى.

 

دفاع عن المسيحيين:

وتأتى زيارة لوبان إلى لبنان فى إطار الترويج لحملتها بالانتخابات الرئاسية المقررة فى 23 أبريل القادم، حيث ذكرت وكالة أسوشيتد برس أنها تأمل فى تسويق نفسها مدافعة عن المسيحيين بالشرق الأوسط قبل انتخابات الرئاسة الفرنسية.

 

السياسة قد تكلفك حياتك:

إذا حاولنا أن نبحث وراء كره لوبان للمسلمين، نجد أن السر يكمن فى عبارة ردت مارين لوبان مرشحة الرئاسة الفرنسية عندما طلب منها مراسل "نيويورك تايمز" العام الماضى أن تذكر أحد الأشياء التى ساهمت فى تكوين شخصيتها وهى صغيرة كانت الإجابة أنها 20 كيلوجراما من الديناميت، كانت تتحدث عن قنبلة مزقت واجهة البناية التى كانت العائلة تسكنها فى باريس، وقالت: "السياسة قد تكلفك حياتك".

 

لا بديل عن الأسد:

أبدت لوبان، تضامنها مع لبنان، فيما يتعلق بالأعباء التى يتحملها جراء أزمة اللاجئين، وقالت إن لديها قناعة بأن الرئيس السورى بشار الأسد يشكل اليوم "حلا يدعو إلى الاطمئنان".

 

وقالت فى تصريحات صحفية: "السياسة الأقل ضررا والأكثر واقعية، تقود إلى قناعة بأن الرئيس السورى يشكل حلا يدعو إلى الاطمئنان أكثر بالنسبة لفرنسا من تسلم تنظيم "داعش" الإرهابى أو أى من حلفائه للحكم فى سوريا".. كما أوضحت للرئيس الحريرى أنه لا يوجد أى حل قابل للحياة ومعقول خارج الاختيار ما بين الثنائى بشار الأسد من جهة والدولة الإسلامية من جهة أخرى".

 

كما دعت من بيروت إلى مكافحة "التطرف الإسلامى"، وجددت دعمها لبقاء الرئيس السورى بشار الأسد فى منصبه.

 

لم يكن الفوز هدفا:

منذ أن حصدت مارين أكثر من 18% من أصوات الناخبين فى الدور الأول لرئاسة 2012، لم يعد الحديث عن الجبهة الفرنسية من ترف النقاش الأيديولوجى، فهذا الحزب بات قادرا على أن يحدد من سيدخل الإليزيه، كما قد يستطيع دخول البرلمان لأول مرة منذ 20 عاما.

 

وفى الواقع لم يكن هدف مارين فى تلك الانتخابات الفوز، فقد كان ذلك شبه مستحيل، وقد اتفق المرشحان الرئيسيان نيكولا ساركوزى وفرانسوا هولاند على التصدى لها إن استطاعت المرور إلى الدور الثانى.

 

تلميع صورة:

بعد أقل من عام من تقلدها رئاسة الحزب استطاعت مارين أن تعيد الجبهة الوطنية إلى الساحة السياسية والإعلامية بعد غياب استمر سنوات، سببته هزيمة كبيرة منى بها فى الانتخابات التشريعية والرئاسية لـ 2007.. وقد ساهمت مارين بقوة فى إعادة تأهيل الحزب، الذى استطاع تحقيق نتيجة تاريخية فى انتخابات بلدية فرعية نظمت عام 2009.

 

وكانت إحدى المهام الرئيسية التى سطرتها تحسين صورة حزبٍ طالما اتُهم بمعاداة السامية، وشكل الفرنسيون المعادون للهجرة والكاثوليك المحافظون النواة الصلبة لأعضائه وضم فى صفوفه فى وقت ما حتى فرنسيين كانوا يصنفون أنفسهم صراحة بأنهم فاشيون.

 

دون أن تتنكر لأبيها -الذى عُرفت عنه تصريحات نارية ضد اليهود والعرب "الذين أُحبهم لكنْ عندما يكونون فى ديارهم"- تقر مارين بأن "علىّ إصلاح ذات البين بين الشعب الفرنسى والجبهة الوطنية".

 

ليس هناك تقارب:

يؤكد رئيس تحرير إذاعة مونت كارلو الدولية، كمال طربيه، لموقع "فرانس 24 " أن زيارة زعيمة اليمين الفرنسى المتطرف مارين لوبان إلى لبنان لا تعكس أى تقارب بين مسيحيى لبنان وحزب الجبهة الوطنية.

 

 وقال إن الزيارة تدخل فى إطار الزيارات التى يقوم بها المرشحون للرئاسة الفرنسية لهذا البلد، مؤكدا أنها زيارة بروتوكولية أكثر وليست سياسية، مشددا على أنها لا تعكس أى تقارب بين مسيحيى لبنان والجبهة الوطنية.

    Dr.Radwa
    Egypt Air