الجمعة 28 يونيو 2024

عمال اليومية:نفسنا فى تأمين صحى واجتماعى ونقابة تعبر عنا

18-1-2017 | 15:14

كتب: شنودة سعد

عمال اليومية هم العمال الذين تشاهدهم في الساعات الأولى من الصباح الباكر حاملين "عدة الشغل"، ولا يعلمون في أي مكان سيكون عملهم، يجلسون على الأرصفة فى انتظار أي شخص يطلبهم في مهمة ما، أو يكلفهم بشيء معين ..عملهم ليس له ساعات معينة، ويومهم شاق وطويل.

"محمد سليم" يبلغ من العمر 45 عاما، لديه 4 أطفال، يعمل عامل تراحيل قادم من الصعيد، تبدو على وجهه علامات الحزن، يستيقظ فى الخامسة صباحا، ويخرج فى الخامسة والنصف، ويجلس على الرصيف فى انتظار من يكلفه بعمل ما، أحيانا الانتظار يمتد لساعات طويلة حتى يجد عمل اليوم، وأحيانا يعود إلى منزله آخر اليوم دون عمل.

اليومية بالنسبة له بسيطة جدا مقارنة بارتفاع الأسعار، فهو يأخذ 80 جنيها فى اليوم الذى يعمل فيه، ويؤكد أن هذا المبلغ غير كافٍ بالنسبة لمعيشة 6 افراد من مأكل ومشرب وإيجار ومصاريف مدارس للأطفال .

كانت له كلمة بصفة مستمرة"مش عارفين نجيب من فين احنا تعبنا وطفح الكيل".

يتمنى "محمد" ان تكون اليومية اعلى من ذلك حتى يتمكن من العيش الكريم، فهو لا يستطيع أن يأكل (اللحمة) غير مرة واحد فقط فى الشهر بأكلمه، فالغذاء الموجود والمتاح بصفة مستمرة له ولأسرته هو الفول والطعمية والكشرى.

ويشكو محمد قائلا: لا توجد لي أى تأمينات سواء تأمينا صحيا أو تأمينا اجتماعيا.

لم يختلف الوضع كثيرا عند "حامد"، ومهنته عامل حديد مسلح، ويبلغ من العمر 39 عاما، ولديه 5 اطفال في مراحل عمرية مختلفة، هو مغترب عن أسرته من أجل توفير العيش الكريم لهم، ولكن للأسف لا يستطيع أن يوفر من دخله إلا القيل لإرساله إلى أسرته، هو يعمل بـ 100 جنيه في اليوم وفي أيام كثيرة يجلس دون عمل.

ويقول حامد: حمل المصاريف كبير للغاية، وفرص الشغل أصبحت أقل، ونحن لا نتابع أي شيء يحدث سواء من ارتفاع سعر الدولار أو تعويم الجنيه، فكل ما يهمنا هو الرزق اليومي فقط، وأتمنى أن أكون في وظيفة ثابتة حتى يكون هناك دخل ثابت أستطيع أن أعيش به أنا وأسرتي.

وأنهى حامد حديثه قائلا: نتمنى أيضا أن تكون لنا نقابة تدافع عنا، وتضمن حقوقنا، فنحن الفئة المهضومة، ونحتاج إلى نظرة من المسئولين في إيجاد تأمين صحى واجتماعي، فطبيعة العمل لدينا غير آمنة وخطيرة، وفى أى لحظة نتعرض لأن يحدث لنا شيء ما.. وقتها من سيراعى أبنائى وزوجتى.