الإثنين 29 ابريل 2024

بحث: بطارية الملح تستطيع تخزن حرارة الصيف للاستخدام الشتوي

الطاقة الحرارية

عرب وعالم25-11-2023 | 20:57

دار الهلال

أظهر بحث جديد أجري في مختبرات جامعة "رادبود" بهولندا أن بطاريات الملح يمكن أن تخزن حرارة الصيف للاستخدام الشتوي، حيث لفت البحث إلى إمكانية استغلال بطارية الملح بطريقة مبتكرة لتخزين الحرارة عن طريق الملح.

وقال الدكتور "ليان بليجليفنز" أستاذ الطاقة المستدامة في جامعة "رادبود"، أن هذه التكنولوجيا، التي من المحتمل أن تغير قواعد اللعبة في تخزين الطاقة، تدور حول تسخير حرارة الصيف واستخدامها خلال فصل الشتاء، وذلك بفضل الخصائص الفريدة لبعض الأملاح.

وأضاف أن الألواح الشمسية أصبحت مشهدا مألوفا على أسطح المنازل، فهي تحول ضوء الشمس بكفاءة إلى كهرباء.. لكن هناك مشكلة وهي أن هذه الألواح يتم تسخينها بواسطة الشمس، وتضيع هذه الحرارة في الأغلب.

وأشار "بليجليفنز" إلى أنه في حين أن الألواح الشمسية رائعة في توليد الكهرباء، إلا أنها تمتص أيضا الكثير من الحرارة التي لا يتم استخدامها بشكل جيد .. لذلك، يقترح باستخدام غلاية شمسية لالتقاط هذه الحرارة، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لتدفئة المنازل والمياه.. ومع ذلك، يكمن التحدي في عدم التوازن الموسمي، حيث نحصل على حرارة شمسية في الصيف أكثر مما نحتاج إليه، وأقل في الشتاء عندما نكون في أمس الحاجة إليها.

وفي هذا الإطار سعى الباحثون الهولنديون لاإستغلال إمكانات بطارية الملح في هذا الصدد.. فقد استخدموا أملاحا خاصة، مثل "كلورايد السترونتيوم"، والتي تتمتع بقدرة فريدة، يمكنها تخزين الطاقة الحرارية .. وعند تسخينها، تطلق هيدرات الملح (الأملاح التي تحتوى على جزيئات الماء في بنيتها).. وعند الحاجة إلى الحرارة ، في وقت لاحق، يؤدي إضافة بخار الماء إلى هذه الأملاح إلى إطلاق الحرارة المخزنة .. وهو ما يشبه إلى حد ما شحن البطارية بالحرارة بدلا من الكهرباء.

ولا يقتصر بحث "بليجليفنز" على إثبات هذا المفهوم فحسب، بل إنه يتعلق بإيجاد أفضل ملح للوظيفة.. كما قام الباحثون بتقييم مئات الأملاح، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل التوافر والسلامة والكفاءة .. وعقب عملية فحص صارمة، قام الباحثون باختبار معملي على ملح "كلوريد السترونتيوم"، والذي يبرز بسبب قدرته على تحمل التكاليف، وتخزين الحرارة الفعال، والاستقرار.

يأتي ملح "كربونات البوتاسيوم"، على الرغم من كونه الأرخص، إلا أن به سلبيات، مثل التفاعل مع ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يمكن أن يقلل من فعاليته بمرور الوقت .. الآثار العملية لهذه التكنولوجيا هائلة .. تخيل مستقبلا حيث يتم تسخين منزلك بدفء شمس الصيف، وتخزينه في بطارية ملح .. يقدر الباحثون أن المنزل العادي سيحتاج إلى حوالي 10 أمتار مكعبة من هذه المادة – تقريبا المساحة التي تشغلها خزنتان إلى ثلاث خزائن كبيرة.. يمكن أن يلغي هذا الإعداد الحاجة إلى الغاز الطبيعي للتدفئة، مما يوفر حلا مستداما وفعالا لتحد كبير في مجال الطاقة.

Dr.Randa
Dr.Radwa