الجمعة 10 مايو 2024

في ذكرى رحيلها | محطات بحياة عائشة عبدالرحمن «بنت الشاطئ»

عائشة عبدالرحمن

ثقافة1-12-2023 | 15:52

آلاء طنطاوي

حررت نفسها من القيود المُجتمعية التي فرضت عليها، ومع هذا حافظت على تقاليد العائلة المٌلتزمة، وحققت تطلعات الفتاة التي تحلم بمستقبل أفضل، إلى أن أصبحت رائدة في الأدب العربي وتحرير المرأة، حيث تحولت من فتاة صغيرة تعوقها عادات وتقاليد المُجتمع إلى أستاذة بالجامعة تخرّج على يديها أجيال من الأدباء والعلماء والأستاذة والمفكرين، إنها الكاتبة الكبيرة عائشة عبدالرحمن، التي تحل اليوم ذكرى وفاتها.

 

ولدت عائشة عبدالرحمن يوم 6 نوفمبر عام 1913م، بمحافظة دمياط، وكانت تنتمي لعائلة أزهرية، فكان والدها مدرس بالمعهد الديني بدمياط، وتربت على أصول صارمة في تعليم المرأة، وتلقت أول تعليم لها في كُتاب القرية، والتحقت بالمدرسة بعد ذلك، إلا أن والدها رفض ذهابها إلى المدرسة وفق عاداتهم، فأصبحت تدرس في المنزل، وأثبتت تفوقها بالدراسة في تلك المرحلة.

 

تخرجت "عبدالرحمن" في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة عام 1939م، وحصلت على الماجستير بمرتبة الشرف عام 1941م، ثم حصلت على الدكتوراه عام 1950م بتقدير ممتاز، وقد ناقشها خلالها عميد الأدب العربي طه حسين.

 

شغلت "عائشة" منصب أستاذ زائر لعدد من الجامعات العربية منها: الخرطوم، والجزائر، وبيروت، والرياض، وترقت في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذًا للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، وعملت بالتدريس قرابة العشرين عامًا.

 

نُشر أول مقال لها في سن صغير، حيث كان عمرها لا يتجاوز الـ18 عام، وبدأت في نشر مقالاتها بجريدة الأهرام في عمر الـ20 عام، لتصبح ثاني امرأة تكتب بالجريدة بعد مي زيادة، وأصبح لها مقال أسبوعي، ونشرت أخر مقال لها في 26 نوفمبر 1998م.

 

وتنوعت كتاباتها ما بين الدراسات والكتب والقصص والمقالات، تركت ما يقارب الأربعين كتاب في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية.

 

وتعد من أبرز الدراسات الفقهية والإسلامية كتاب التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة.

 

كما تعد من أبرز دراستها اللغوية والتاريخية نص رسالة الغفران للمعري، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي.

 

ومن أشهر أعمالها الروائية "على الجسر" سيرة ذاتية، وقد سجلت فيه طرفًا من سيرتها الذاتية، وسطرته بعد وفاة زوجها «أمين الخولي» بأسلوبها الأدبي الرصين تتذكر فيه صباها، وتسجل مشاعرها نحوه وتنعيه في كلمات عذبة.

 

ووصلت بنت الشاطئ من العلم للمشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية، فقد تجاوزت شهرتها حدود الوطن العربي والإسلامي، فتخذت بعض الجامعات الغربية كتاباتها موضوعًا للدراسة، كما قام العديد من الباحثين بعمل رسائل جامعية عنها في الغرب وأوزبكستان واليابان.

 

ونالت عائشة عبدالرحمن لقب بنت الشاطئ بسبب استعارة ذلك الاسم في بداية كتاباتها خوفًا من تحفظ والدها، وحبها لشاطئ دمياط وجلوسها لجواره لكتابة أعمالها الأولى، وكتابتها عليه أيضًا.

 

رحلت عائشة عبدالرحمن عن عالمنا، في مثل هذا اليوم الأول من ديسمبر عن عمر ناهز 85 عام، بعد أن تركت بصمة ثقافية وفكرية بارزة، وأثبتت أن الفتاة والمرأة جديرة بأن تكون على رأس العملية التعليمية والفكرية، وأنها فتحت الأبواب لمن خلفها من الفتيات، اللاتي تلقين تعليمهن وتبوأن المناصب أسوة بها باعتبرها القدوة والمثل لهن.

Dr.Radwa
Egypt Air