الجمعة 10 مايو 2024

"الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم".. عنوان خطبة اليوم

خطبة الجمعة اليوم

تحقيقات1-12-2023 | 09:58

محمود غانم

تنشر بوابة "دار الهلال" نص خطبة صلاة الجمعة، اليوم، والتي جاءت تحت عنوان "الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم".

تؤكد الخطبة على ضرورة الحذر من غضب الله تبارك وتعالى، وكذلك الحذر من المنافقين وتلونهم، إضافة إلى التأكيد على ضرورة وحدة الصف العربي والوطني لأنه خير رادع للعدو.

نص الخطبة 

الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإن المتأمل في القرآن الكريم يدرك أنه حافل بالتنبيه على الحذر واليقظة والإعداد، حيث جاء الأمر بالحذر من غضب الله (عز وجل) وعقابه، يقول الحق

سبحانه: [واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه]، ويقول سبحانه: [ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير]، كما حذرنا سبحانه من مخالفة أمر رسوله (صلى الله عليه وسلم)، فقال (جل وعلا): {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يصيبهم

عذاب أليم}، وحذرنا سبحانه من المنافقين وتلونهم، فقال تعالى: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسند مسدة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم}.

كما حذرنا الحق سبحانه من الأعداء المتربصين بنا، وأمرنا باليقظة لمخططاتهم، والإعداد لمواجهتها، حيث يقول سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا

ثبات أو انفروا جميعا ويقول (عز وجل): { ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة}، ويقول تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله

يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون}.

 

على أن الحذر الذي يجب أن نتنبه له قسمان: حذر من عدو ظاهر ومعلوم، والآخر من أذناب هذا العدو أو المثبطين والمعوقين، وهم أشد خطرا من العدو

الظاهر، فما سقطت دولة أو أسقطت عبر التاريخ إلا كانت العمالة والخيانة أحد أهم عوامل وأسباب سقوطها، وهذا ما حذرنا منه القرآن الكريم، حيث يقول سبحانه عن المنافقين والمثبطين: {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا

يأتون البأس إلا قليلا * أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا}، ويقول

سبحانه: [وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا]، ويقول تعالى: {إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارثابت قلوبهم فهم في رييهم يترددون}، ويقول سبحانه: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين}، ويقول (جل وعلا): {فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون * فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون* فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين}.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين.

لا شك أن وحدة صفنا الوطني والعربي خير رادع لعدونا، حيث يقول سبحانه : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منهاكذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}، ويقول سبحانه: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}، ويقول تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله يما يعملون محيط)، ويقول (جل وعلا): (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليمًا حكيمًا}.

فما أحوجنا إلى الاعتصام بحبل الله (عز وجل) ، ووحدة صفنا الوطني والعربي في مواجهة التحديات الراهنة التي تهددنا جميعًا.

اللهم احفظ مصرنا وارفع رايتها في العالمين.

Dr.Radwa
Egypt Air